نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


حزب الله يطلب مساعدة الدولة اللبنانية للحدّ من الفوضى والمخدرات في مناطق سيطرته الامنية




بيروت – حسن عبّاس - في المثبت من الروايات أن علي عمار النائب عن حزب الله اللبناني طلب مؤخرا في لقاء جمعه مع زياد بارود وزير الداخلية أن تسارع الدولة الى بسط سيطرتها جنوب العاصمة للمساعدة في تعزيز الامن في ضاحية بيروت الجنوبية التي بدأت تشهد حضورا بارزا للمخدرات وزيادة ملحوظة في حجم المتعاطين لها كيفا وتجارة كما كثرت الشكوى من سهرات على ابواب العمارات لا تحترم خصوصيات السكان ويتم خلالها تبادل ألفاظ نابية وشتائم مع المارة


لوحة عملاقة لحسن نصر الله ونبيه بري على احدى بنايات الضاحية
لوحة عملاقة لحسن نصر الله ونبيه بري على احدى بنايات الضاحية
وقد اطلق "حزب الله" اللبناني مؤخراً حملة واسعة تحت عنوان "النظام من الايمان"، في الضواحي الجنوبية لمدينة بيروت. الحملة وضعت لنفسها رسمياً برنامجاً واسعاً. فهي تهدف، بحسب ما افادت به "وحدة العلاقات الاعلامية" في "حزب الله" الى الترويج لثقافة احترام النظام العام في هذه المناطق، والالتزام بقوانين السير إضافة الى تحسين المظهر العام الجمالي للابنية والطرقات.

تتضمّن الحملة خطة إعلامية واسعة تشرح بعض ما تهدف اليه. فبدأت تنتشر على طرقات ضواحي بيروت الجنوبية الشعارات التي تروّج لها. نقرأ من بين هذه الشعارات "الله الله في نظم امركم" (الإمام علي "ع")، "أدنى الإسراف إراقة فضل الماء" (الإمام الصادق "ع")، "عليكم ان تلتزموا بالقانون دوماً" (الإمام الخميني)، "الإخلال بالنظام العام حرام" (الإمام علي الخامنئي)، "لا تجوز الاستفادة من الماء والكهرباء بطرق غير شرعية" (الإمام علي الخامنئي)... كل الشعارات مذيّلة بتوقيع "الجمعية الاهلية المساهمة في تطبيق النظام العام".

سبقت هذه الحملة لقاءات عدّة بين وفود من "حزب الله" واخرى من قيادات القوى اللبنانية الامنية الشرعية، وقد جرى التباحث فيما بينها في امور السير وسبل تعزيز الامن الاجتماعي ومؤازرة قوى الامن الداخلي للبلديات اثناء قيامها بواجباتها في تنظيم الاوضاع وضبط وازالة المخالفات.

تغيب السلطات الامنية للدولة اللبنانية عن ضواحي بيروت الجنوبية منذ اواسط ثمانينات القرن الماضي بسبب الملابسات التي رافقت الحرب اللبنانية الاهلية. ولم تعد هذه السلطات الى المناطق المذكورة بعد انتهاء الحرب لأن "حزب الله" اعاق عملها مفضلاً ممارسة سيطرة امنية خاصة تحت ذريعة حماية "امن المقاومة"، فهذه المنطقة هي مقرّ معظم قياداته.

للحملة خلفيات كثيرة اخرى لم يعلن عنها خطابها الرسمي. فبحسب مصدر مقرّب من التحضيرات التي جرت تمهيداً لإطلاق الحملة، يشتكي سكّان هذه الضواحي مؤخراً من التردي الذي وصلت اليه الاوضاع الامنية فيها. وقد وصلت هذه الشكاوى الى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي الذي هو ايضاً القائد السياسي لحركة "امل" الشيعية، والى السيّد حسن نصر الله الأمين العام لـ"حزب الله". هذا ما حدا بالرئيس برّي الى طرح المسالة في لقاء خاص جمعه بالسيّد نصر الله، بهدف قيام حزبيهما المسيطران على ضواحي بيروت الجنوبية بخطوات تعمل على معالجة الأزمة قبل وصولها الى مرحلة تصعب معالجتها.

الآن يطالب "حزب الله" بتعزيز القوى الامنية في مناطق تواجده، فالأمور بدأت بالخروج من تحت سيطرته. تنتشر في بعض الاوساط القاطنة في ضواحي بيروت الجنوبية تجارة المخدرات وتعاطيها، ما بات يشكّل عبئاً عليه، لأن محاولات ايقافها باتت ترتبط بمناوشات مسلّحة مع العصابات القائمة بهذه الأفعال المخلة بالأمن. كما ينتشر من ناحية أخرى تعاطي حشيشة الكيف والحبوب المؤثرة على الجهاز العصبي بين مجموعات شبابية عديدة، بعضها يدور في فلك "حزب الله" و"امل". يدفعها هذا تعاطيها هذا الى الإخلال بالامن وتهديد سلامة المواطنين. حتى ان "حزب الله" بات يخشى من اختراق العملاء لهذه الاوساط التي تعتبر ارضاً خصبة لانتشار العمالة.

ومن ناحية اخرى، باتت بعض المجموعات الشبابية متفلتة من أي تأثير سياسي عليها. لم تعد القوى السياسية المسيطرة قادرة على ضبط جميع تصرفاتها النابعة من غرائزيتها الطائفية التي غذّتها هذه القوى نفسها خلال فترة الاحتقان السياسي السائد في لبنان منذ سنوات عدّة، قبل ان تبدأ بالاشتكاء من وجودها عندما خفّت حدّة الخلافات السياسية. تطرح هذه المجموعات تحدّياً جدّياً، لأن اعمال الشغب التي تقوم بها أخذت تتزايد. الأخطر هو الإشكالات التي تجمع بينها وبين مجموعات شبابية مسيحية كتلك التي حصلت مؤخراً في محلّة "عين الرمّانة" والتي راح ضحيتها الشاب المسيحي البريء جورج ابو ماضي، والذي شاءت الصدف ان يكون من مؤيدي "التيار الوطني الحرّ" حليف "حزب الله" السياسي. هذه الحادثة دقّت ناقوس الخطر.

هذا عدا عن الممارسات المزعجة التي تقوم بها مجموعات شبابية اخرى، كإحياء السهرات على جوانب الازقة وفي مداخل الابنية السكنية، واحداثها الفوضى حتى اوقات متأخرة من الليل، واطلاقها العبارات النابية والشتائم، وتحرّشها اللفظي بالفتيات العابرات ما يؤدي الى حدوث إشكالات كثيرة بينها وبين آخرين، تصل احياناً الى استعمال الاسلحة النارية.

وكما اشرنا بداية فبعد لقاء جمعه مؤخراً بوزير الداخلية زياد بارود، دعا النائب عن "حزب الله" علي عمّار الى "ضرورة بسط الدولة سيطرتها وتعزيز الامن في الضاحية". هي مصطلحات جديدة تدخل الى قاموس "حزب الله" السياسي. ولكن، وبحسب المصدر نفسه، لا يزال "حزب الله" يرفض أداء القوى الامنية الرسمية مهماتها دون تنسيق مسبق معه.


حسن عباس
الاثنين 16 نونبر 2009