ونص القرار، الصادر في 31 من أيار الماضي، على فتح المعبر لمدة أربعة أيام اعتبارًا من غد السبت، لدخول الطلاب من المناطق “غير المستقرة” لتقديم الدورة الأولى من الامتحانات العامة عام 2023.
وقالت صحيفة “تشرين ” الحكومية اليوم، الجمعة 2 من حزيران، إن سلهب وجه مديرية الصحة والتربية وفرع “الهلال الأحمر” باتخاذ جميع الإجراءات والاستعدادات اللازمة لفتح المعبر.
 
 
ويتجدد الحديث عن فتح المعبر أمام الطلاب كل عام قبيل فترة الامتحانات، ولا يشهد إقبالًا أو حركة مرور، وسط رفض سابق للأهالي وناشطين وفصائل في المنطقة لفتحه والتعامل مع النظام تحت أي ظرف.
ويربط معبر “سراقب- ترنبة”، في ريف إدلب الشرقي، مناطق سيطرة النظام مع مناطق سيطرة المعارضة، وتعتبر ترنبة آخر نقاط سيطرة قوات النظام، والنيرب أولى مناطق سيطرة المعارضة، وتقعان بالقرب من الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).

“أداة ابتزاز”

بات معبر “سراقب- ترنبة” أداة ابتزاز يستخدمها النظام مع أي حادثة فيها إثبات لشرعيته على المنطقة، في وقت يتعرض فيه الشمال السوري لقصف شبه يومي من قواته وغارات من طيران حلفائه الروس.
وبعد حدوث الزلزال في 6 من شباط الماضي، تجاهل النظام لأيام بعد الكارثة الحديث عن الأضرار في مناطق الشمال السوري التي كانت أكثر الأماكن تضررًا في سوريا.
وغابت محافظة إدلب عن كلمة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 16 من شباط الماضي، خلال حديثه عن المناطق المتضررة جراء الزلزال في سوريا، رغم إعلانها قبل أيام ضمن المناطق المنكوبة.
وتجاهلت تصريحات مسؤولي النظام وتغطيات وسائل إعلامه محافظة إدلب عند الحديث عن المناطق المتضررة جراء الزلزال، رغم ارتفاع حصيلة الوفيات فيها لأكثر من ضعفها في مناطق سيطرته.
كما تجاهل بيان وزارة الخارجية، غداة يوم الزلزال، إدلب في معرض ذكره للمناطق المنكوبة، مكتفيًا بذكر حلب واللاذقية وحماة في البيان المطالب برفع العقوبات.
وفي خامس أيام الزلزال، تطرّق النظام لذكر إدلب للمرة الأولى خلال الكارثة، حين شملها بإعلانه المناطق المنكوبة جراء الزلزال (حلب، وحماة، واللاذقية، وإدلب).
وحذّر  القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في المنطقة، “أبو محمد الجولاني”، خلال مؤتمر صحفي، في 11 من شباط الماضي، من السماح للنظام بتعويم نفسه على حساب السوريين ومصابهم باعتباره “أكبر شريك في قتلهم ونزوحهم”، وفق قوله.
في المقابل، قال مدير البرنامج السوري في “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية”، والدكتور في الاقتصاد، كرم شعار، عبر “فيس بوك”، في 12 من شباط، إن النظام السوري استخدم خلال سنوات المساعدات “عبر الخطوط” كـ”أداة ابتزاز ناجحة”، وهو ما لا يجب قبوله مجددًا، طالما أن خيار المساعدات “عبر الحدود” قائم وفعال حاليًا.
في 9 من آذار الماضي، قال “الهلال الأحمر السوري” إن قافلة مساعدات “أممية” تراجعت بعد يومين من انتظارها عند معبر “سراقب- ترنبة” شرقي إدلب، إثر رفض إدخالها من قبل الأطراف المسيطرة على المعبر في مناطق نفوذ المعارضة.
وتواصلت عنب بلدي حينها مع الأمم المتحدة للتحقق من أن القافلة ضمن القوافل المجدولة للمساعدات “عبر الخطوط”، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان عزيز حق، لعنب بلدي عبر مراسلة إلكترونية، إن الأمم المتحدة لم ترسل قافلة مساعدات عبر “سراقب- ترنبة”.
وأضاف عزيز حق أن الأمم المتحدة تخطط لإرسال المساعدات “عبر الخطوط” في حال توفرت الأذون اللازمة لذلك، لكنها لم ترسل أي مساعدات عبر معبر “سراقب” خلال تلك الفترة.