نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة

تأملات في الثورة الفاشلة

16/03/2024 - ماهر مسعود


ديفد هيرست: حكم محمد بن سلمان انتهى حتى قبل أن يبدأ




علق رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني ديفد هيرست على قضية الصحفي جمال خاشقجي بأنها توجب السؤال التالي: إذا كان تصرف ولي العهد السعودي بهذا الشكل بعد 16 شهرا فقط في الحكم، فماذا سيحدث عندما يعتلي العرش؟


وطرح الكاتب في بداية مقاله تساؤلا تخيليا عن آخر أفكار خاشقجي عندما سحبه رجلان خارج المكتب العام للقنصلية السعودية في إسطنبول، وأدرك وقتها أنه وقع في فخ؟

وعلق بأن خاشقجي ليس المستجد حتى يقع في مثل هذا الفخ، وأنه كان يعرف كيف تعمل القنصليات والسفارات السعودية، وعمل هو نفسه في اثنتين منها، في واشنطن ولندن، وكان يعرف هذا الوحش، وكيف يفكر، والطريقة التي يتربص بها ورائحته. وكان يعتقد أيضا أنه يعرف القواعد، فقد عمل مع رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي بن فيصل. وقواعد اللعبة كانت صارمة لكنها كانت عقلانية، وكانت هناك خطوط حمراء واضحة إذا ألممت بها فيمكنك حساب المخاطر التي تقوم بها.

وعن الثواني الأخيرة في حياة خاشقجي، قال هيرست إنه إذا كان قتْله عملا جنونيا فلا بد أن من أمر به معتوه تماما، وليست لديه ذرة عقل ولا قواعد ولا كابح، رجل يمكنه التصرف وهو في مأمن من العقاب ولا يأمن منه أحد.

ويضيف الكاتب أن أبعاد هذه الأزمة هي مجرد بداية، وأنها عمل وحشي كانت ستفتخر به جماعة تنظيم الدولة، لكن لم يرتكبه المتعصبون الدينيون، بل أمر به وارتكبه حليف رئيسي لأميركا في الشرق الأوسط داخل مبانيه الدبلوماسية وباستخدام موارد الدولة.

ووصف هيرست الأزمة "بإعصار جمال"، وأنه وصل إلى يابسة ولاية فرجينيا وهو الآن في طريقه إلى البيت الأبيض ليهدم القناعات التي تشكلت عندما قال ترامب لأصدقائه -كما ذكر مايكل وولف في كتابه "النار والغضب" في وقت سابق من هذا العام- إنه "رجلنا، لقد وضعنا رجلنا في القمة". وذهبت أيضا الرومانسية التي بدأها جاريد كوشنر، صهر ترامب ومساعده في البيت الأبيض، مع محمد بن سلمان والاجتماعات التي كانت تدوم حتى الفجر وإستراتيجيات التخطيط.

وقال إن الدعم المستمر والمباشر الذي قدمه ترامب لولي العهد منذ تنصيبه أصبح الآن مصدر إحراج، بالإضافة إلى المقالات المستمرة والوقحة التي روجت له في الإعلام الأميركي كمصلح شاب. وأضاف أن كل هذا نُسف في ليلة واحدة، وبات الحطام في كل مكان، والإعلام الأميركي غاضب.

وألمح الكاتب إلى تداعيات أخرى للأزمة تكشفت في انسحاب الكبار والأخيار من مبادرة الاستثمار المستقبلية (مؤتمر الاستثمار المقرر عقده في الرياض في وقت لاحق هذا الشهر) بسرعة كبيرة، كما لو أن طاعونا ضرب الرياض، ومن هؤلاء الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، وصحيفة نيويورك تايمز، وشبكة سي إن إن الأميركية، والمدير التنفيذي لشركة "أوبر تكنولوجيز" دارا خسروشاهي، والرئيس التنفيذي لشركة "فياكوم" بوب باكيش، وحتى صحيفة فايننشال تايمز انسحبت.

وأضاف أن الرياح تهب أيضا على المجلس التشريعي الأميركي، وأن هناك تحركا بين الحزبين في مجلس الشيوخ لتنفيذ عقوبات ضد محمد بن سلمان بموجب قانون ماغنيتسكي (التشريع المستخدم ضد الرعايا الروس المتورطين في جرائم خطيرة)، حتى أن السناتور الجمهوري البارز بول راند يضغط لخفض التمويل والتدريب والتنسيق مع الجيش السعودي "حتى عودة خاشقجي إلى الحياة".

وأشار هيرست إلى أن الشبكة المعقدة من جماعات الضغط السعودية والإماراتية في واشنطن دي سي (وهي شبكة أنشئت لتنسيق دخول محمد بن سلمان إلى المسرح العالمي) بدأت أيضا في الانهيار؛ فقد أنهت شركة "هاربر غروب" (وهي شركة في واشنطن تقدم الاستشارات للسعودية منذ أبريل/نيسان 2017) عقدها البالغ ثمانين ألف دولار يوم الخميس.

وعودة إلى تركيا، فقد أشار الكاتب إلى تحضير الرئيس رجب طيب أردوغان لاستقبال وفد رفيع المستوى بقيادة الأمير خالد الفيصل حاكم مكة ومستشار خاص للملك. وحقيقة أنه الأخ الأكبر لرئيس خاشقجي السابق الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السابق وسفير المملكة في واشنطن ولندن، لا يمكن عدم ملاحظتها.

واعتبر هيرست ما يجري هو عملية لعزل الملك سلمان عن أي صلة بهذه الأحداث، وأن التحقيق المشترك بين تركيا والحكومة بشأن من ارتكب هذه الفظاعة ما هو إلا "قصة تلفيقية مناسبة"، وأن تركيا -بمشاركتها اللحظات المأساوية الأخيرة لخاشقجي بالصوت والصورة مع حلفائها الغربيين- تكون قد ضمنت نتيجة التحقيق قبل حتى أن يبدأ. والسؤال الوحيد في عقول السعوديين هو: كيف يمكنهم عزل ابن الملك عن أي رد فعل سلبي.

وأضاف هيرست أن الرجل الذين شكل محمد بن سلمان وروج له وأعاد توجيه كامل ثقل السياسة الخارجية الأميركية والمؤسسات العسكرية والأمنية لوضع ثقتها على عاتقيه هو ترامب، وترامب هو الذي سمح لولي العهد بالتصرف مع الإفلات التام من العقاب.

وختم بأن ترامب يمكن أن يكون لديه تفكير واحد، وهو إذا كان محمد بن سلمان قادرا على الأمر بهذا العمل الفظيع وهو يبلغ من العمر 33 عاما، ولم تمر عليه سوى 16 شهرا فقط في منصب ولي العهد؛ فما الفعل المجنون المغلف بالاستهتار الذي يمكن أن يقدر عليه وهو ملك لدولة اتخذها الجيش الأميركي محورا لقوته في الخليج والمنطقة بشكل عام؟

ميدل إيست آي
الاثنين 15 أكتوبر 2018