نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


رئيس الخدم رودولف ينسحب من عالم الأثرياء لينعم بحياته الخاصة




نيويورك - كريستينا هورستن – لم يستطع دانيال رودولف أن يجري هذه المقابلة قبل الساعة التاسعة والنصف مساء، فقبل هذا التوقيت كان أمامه يوم عمل يستغرق 12 ساعة، ومع ذلك، فإنه بعد انتهاء ساعات الدوام، لا يستطيع أن يمنع نفسه من متابعة أوجه القصور التي قد تبدو هنا أو هناك في مكان عمله.
وعلى سبيل المثال، يقول رودولف الذي يحمل الجنسية الألمانية ويبلغ من العمر 37 عاما: "ثمة طية في هذه السجادة، ولا استطيع تحمل النظر إليها".
ويعمل رودولف مشرفا على الخدم لدى أحد الأثرياء، ويشير إلى أن منصبه يتطلب الحرص والعناية بالتفاصيل حتى يحافظ على عمله.


 
ويضع رودولف هاتفين جوالين على الطاولة التي يجلس أمامها، أحدهما هاتفه الشخصي والثاني خاص بعمله بحيث يستطيع رب العمل أن يصل إليه في أي وقت.
وبدأ رودولف حياته المهنية طاهيا، ويقول في ذلك: "كانت أمي طاهية بارعة ولكنها لم تكن تسمح لي بدخول المطبخ كثيرا". واستطاع رودولف أن يشق طريقه في عالم الطهي معتمدا على نفسه وقد أكمل تدريبه في مطعم بمسقط رأسه، مدينة وورمز الألمانية.
ولأن رودولف كان يحب السفر ومشاهدة مزيدا من مدن العالم، فقد عمل على ظهر سفن ركاب حملته إلى لندن وجزيرة إبيزا الإسبانية ومنتجع سان موريتز للتزلج على الجليد في سويسرا، ثم أصبح طاهيا خاصا لأميرة مسنة.
وزودت جميع هذه الوظائف رودولف، وهو ابن لصيدلي، بكثير من الخبرات، كما عمل في مجال صيانة السيارات، وكان ذلك كله في بداية العشرينيات من عمره.
ويشرح رودولف بعض الخبرات التي اكتسبها، فيقول "وجدت نفسي فجأة داخل عالم مختلف تماما عندما واجهت قواعد الإتيكيت، كانت البداية صعبة ولكني تعلمت الكثير من قواعد السلوك والانتظار والتخطيط المسبق، وأيضا كيف أفتح باب السيارة لسيدة وأعرف المكان الذي ينبغي علي أن أقف فيه، وطريقة وضع اليدين وكيفية مساعدة سيدة على صعود السلم حتى لا تتعثر".
ولا تقتصر واجبات وظيفته الجديدة على شؤون المطبخ، وهو يشعر بالسعادة لتعدد مسؤولياته، ويقول: "تم قبولي في هذه الوظيفة لأن أصحاب العمل لاحظوا إنني اتسم بالمرونة واهتم بمختلف النواحي".
وكان رودولف درس في "المعهد البريطاني للمشرفين على الخدم"، ثم وجد الأسر الثرية توصي بتوظيفه واحدة تلو الأخرى.
ويكشف رودولف عن أحد أسرار نجاحه، حيث يقول "أحد الأمور المهمة هو الابتسام، فالناس لا يريدون الاستيقاظ في الصباح ليروا وجها عابسا، وقد أصبحت خطوط الضحك مرتسمة على وجهي، وهي جزء من عملي".
وسافر رودولف مع الأسر التي يعمل لديها إلى أكثر من 40 دولة، من الولايات المتحدة وأوروبا إلى الشرق الأوسط والكاريبي، معتنيا بسياراتها الفاخرة وطائراتها النفاثة الخاصة ويخوتها وممتلكاتها".
وفي عام 2015 عمل رودولف لدى أسرة سويسرية بريطانية تقيم في مدينة نيويورك الأمريكية، ولديها ثلاثة أطفال، وقد استمر عمله معها لمدة أربعة أشهر، حيث كان يعمل طوال أيام الأسبوع، بواقع 14 ساعة يوميا، ثم يحصل على عطلة لمدة شهرين.
ويتمثل عمله الذي يطلق عليه وصف "مربية للراشدين" تنظيم شؤون الحياة بالكامل لأصحاب العمل وتنفيذ كل رغباتهم.
كما تشمل مهامه توظيف عمال آخرين وتدريبهم، وحجز الأنشطة للأطفال وشراء الأطعمة والمشروبات والملابس والسيارات وأدوات المنزل والهدايا، وتنظيم الحفلات وإعداد جداول قضاء العطلات وترتيب الزهور وتنظيم خدمات سائقي السيارات.
وعند الضرورة، يقوم بالطهي والإشراف بنفسه على الأطفال، فيصحبهم في الصباح إلى المدارس أو إلى رياض الأطفال.
وعندما يعود إلى المنزل، يشرف على نظافة وترتيب كل ركن فيه، مثل التأكد من ترتيب الملابس في الخزانات، على النحو المطلوب، وبالطبع نظافتها التامة، وكذلك طي الجوارب، ويقول إنه يعلم كل التفاصيل حتى كل زوج من الملابس الداخلية.
ومن مهامه الأخرى، إعداد ملفات على الكمبيوتر تتضمن بيانات تفصيلية عن الأمور التي تفضلها الأسر التي يعمل لديها، مثل الأطعمة التي يحب أفرادها تناولها على الطائرات الخاصة، والأماكن التي يرغبون التسوق بها في الدول التي يزورونها، ونوعية الوسائد التي يودون أخذها معهم أثناء العطلات.
ويوضح أن أصحاب العمل يختلفون في التعامل معه من شخص لآخر، فيقول "إذا كانت صاحبة العمل سيدة، فهي تحب أن ترى الأفراد يعملون على الدوام، فيتعين على حينئذ الانشغال بالعمل هنا وهناك، بعكس صاحب العمل الرجل الذي لا يبدي اهتماما كبيرا".
وأمضى رودولف في العمل كمشرف على الخدم 15 عاما، ويعد من أفضل الأشخاص الذين شغلوا هذه الوظيفة وفقا لوكيل للعقارات الفاخرة ملم بتفاصيل هذه الوظيفة.
غير أنه بدأ يشعر بالملل من هذه المهنة، ويرى أن مدينة نيويورك مفعمة بالضغوط، كما أنه لا يستطيع أن ينعم بحياته الخاصة في ظل عمله في مثل هذه الوظيفة، ولا يستطيع رؤية والديه سوى مرتين في العام، وبالتالي فهو يريد هذا العام أن يدشن وكالة خاصة به لمشرفي الخدم في جزيرة مايوركا الإسبانية، حيث اشترى شقة، وهو يعتزم الانسحاب من عالم كبار الأثرياء.
ولم يفكر رودولف على الإطلاق في أن يبدل وضعه مع أي من زبائنه الأثرياء، حيث يرى أن حيازة كثير من المال يجلب كثيرا من القلق.
ويقول: "بالطبع، سحرني هذا العالم في السابق، ولكني الآن أفضل السفر على الدرجة السياحية بالطائرة بدلا من الطائرات الخاصة".

كريستينا هورستن
الخميس 20 فبراير 2020