نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


رصاص متفجر يفتك بالمتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة






غزة -لا تسكن آلام الفتاة مريم أبو مطر /16 عاما/ منذ إصابتها برصاصة متفجرة أطلقها عليها الجيش الإسرائيلي في ساقها خلال مواجهات على أطراف شرق قطاع غزة يوم 30 من آذار/مارس الماضي.
وأصيبت أبو مطر خلال مشاركتها في بدء مسيرات "العودة الكبرى" التي تنظمها لجنة تنسيقية تضم فصائل وجهات حقوقية وأهلية ولجان شبابية فلسطينية للمرة الأولى بهذا الزخم الشعبي قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.


 
ونجت الفتاة بأعجوبة من تعرضها لعملية بتر لساقها نتيجة تفتت العظام والأوردة بسبب أصابتها بالساق كما أبلغ الأطباء عائلتها.
وتقول والدتها "أبلغونا الأطباء أن هذا الرصاص محرم دوليا وهو رصاص متفجر مش مطاطي زي مهما بتقول إسرائيل".
وتضيف "ما ترتكبه إسرائيل جريمة بحق الأطفال والشباب وهي لا تميز حتى بين المدنيين الذين يتظاهرون سلميا".
ونجح الأطباء بصعوبة في استخراج شظايا الرصاصة من ساق أبو مطر لكن حالتها لا تزال متدهور وترقد على سرير العلاج في قسم العظام في مستشفى غزة الأوروبي في جنوب قطاع غزة.
ويقول رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في المستشفى سامي أبو سنيمة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن حالة الفتاة أبو مطر تطلبت الكثير من المتابعة والعناية لتفادي عملية البتر نتيجة تفتت العظام والأوردة بسبب إصابتها بالساق.
ويضيف أبو سنيمة أن "حالة مريم من أصعب الحالات لأن الشرايين صغيرة، وقمنا بعمل وصلة شريانية وذلك بالتعويض بقطعة من الوريد من الساق الأخرى لضخ الدم في الساق وبالمتابعة الطبية المستمرة للجرح وتنظيفه تم تفادي البتر".
ويوضح أن غالبية الإصابات التي تصل المستشفى من مواجهات شرق قطاع غزة في الأطراف السفلية على شكل فتحة صغيرة ولكنها تحدث تجويفا كبيرا داخل الأعضاء مما يؤدى إلى تهتك الشرايين والأوردة وتفتت العظام.
ويقول أطباء وناشطون في منظمات حقوقية فلسطينية إن غالبية جرحى المواجهات مع الجيش الإسرائيلي أصيبوا برصاص متفجر محرم وفق القانون الدولي كونه يتسبب في إصابات معقدة.
وتجرى مواجهات في إطار مسيرات العودة يوميا بين فلسطينيين وقوات من الجيش الإسرائيلي تتمركز خلف السياج الفاصل، لكن أشد المواجهات تندلع يوم الجمعة الذي يتضاعف فيه الحشد الشعبي عدة مرات.
وبعد جمعتين من المواجهات قتل 30 فلسطينيا وأصيب نحو ثلاثة ألاف آخرين بجروح نحو 1200 منهم بالرصاص الحي.
ويقول الأطباء إنه لا تزال حالة 80 من الجرحى خطيرة.
ومن بين القتلى الصحافي ياسر مرتجى /31 عاما/ الذي كان يعمل مصورا وقضى خلال تغطيته الإعلامية لأحداث المواجهات على الأطراف الشرقية لمدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مرتجى تعرض لعيار ناري متفجر في البطن أدى الى تهتك في الأحشاء الداخلية مما تسبب في مقتله بعد ساعات من إصابته رغم أنه نقل للمستشفى بحالة متوسطة.
ورفضت إسرائيل دعوات دولية واسعة لإجراء تحقيق في استهداف المتظاهرين الفلسطينيين وأبقت على أوامر إطلاق النار لجنودها بدعوى ردع كل من يقترب من السياج الفاصل ويمس سيادتها.
والأسلحة المستخدمة من الجيش الإسرائيلي زادت من صعوبة مهام الكادر الطبي في غزة خصوصا وأنها تعمل على تدمير المنطقة المستهدفة بالجسد الأمر الذي يكثر من نزلاء قسم العناية المكثفة ويزيد من احتمالية الإعاقة الدائمة لبعضهم بحسب الأطباء.
ومن بين الجرحى الشاب مصطفى شحيبر في نهاية الثلاثينات من عمره الذي أفاق حديثا من غيبوبة استمرت لخمسة أيام إثر اختراق رصاصتين متفجرتين كلتا ساقيه.
ويتلقى شحيبر العلاج في مجمع الشفاء الطبي في غزة ويقول أطباء إن فرص عدم إصابته بإعاقة دائمة ضعيفة.
ويقول شحيبر بنبرات متقطعة إن ساقه اليسرى تعرضت لفتحة كبيرة بسبب عيار ناري متفجر والأوعية فيها تهشمت كما أن الساق اليمني ليست أفضل حالا بكثير.
ويضيف أنه يأمل عدم إصابته بإعاقة يستكمل بها حياته.
لكن الشاب ثائر رابعة لا يزال هو وآخرين من الجرحى في غياب تام عن الوعي وحالة من الخطر بسبب تلك الرصاصات الإسرائيلية المتفجرة.
أما الشاب محمد المعصوابي في نهاية العشرينات من عمره فيروى أنه أصيب بعيار ناري "دخل من ساقي اليمنى إلى اليسرى وتفجر في العظام".
ويضيف "ما يطلقه علينا الجيش الإسرائيلي قنابل أو صواريخ على شكل رصاص".

ويقول رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي أيمن السحباني لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن إصابات الأعيرة النارية الحية لجرحى قطاع غزة "كانت شقين، شق اعتيادي مدخل مع مخرج صغير وشق آخر مدخل مع مخرج كبير".
ويوضح السحباني أن غالبية الإصابات بفعل الرصاص المتفجر عانت من تهشيم في العظام وتهتك في الأنسجة والأوعية الدموية والأوتار مع حتى تقطيع للأوتار والعضلات مما أدى لإدخال الجرحى في الصورة العاجلة والقصوى للعمليات.
وطالبت وزارة الصحة في غزة بتحقيق دولي لكشف طبيعة الأسلحة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين "في ظل تعمد اللجوء لقوة مفرطة في جريمة حرب مكتملة الأركان".
وتكررت هذه الدعوة من جهات حقوقية تنشط في الأراضي الفلسطينية.
ويتهم المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة عصام يونس الجيش الإسرائيلي باستخدام "أسلحة محرمة دولياً في قمع" المتظاهرين الفلسطينيين على أطراف شرق قطاع غزة.
ويقول يونس لـ(د.ب.أ)، إن الجيش الإسرائيلي يعمد إلى إطلاق الرصاص المتفجر ضد المتظاهرين سلميا لقتل أكبر عدد ممكن منهم فيما من ينجو من القتل يصاب بالإعاقات.
ويضيف يونس أن قوات الجيش الإسرائيلي "تعمدت قتل المواطنين باستهدافهم بشكل مباشر حيث يتضح ذلك من خلال الإصابات في الجزء العلوي من الجسد، وتحديداً الرأس والرقبة والصدر".
ويحذر يونس من مواصلة "الجيش الإسرائيلي استخدام القوة المفرطة بحق المتظاهرين السلميين قرب حدود غزة"، مطالبا بتدخل دولي لإلزام إسرائيل باحترام معايير استخدام القوة.
ودعا مجلس حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الدولية إلى "تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية ومنع الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين خاصة أن المشاركة في المسيرات السلمية هو أمر مشروع بموجب القوانين الدولية".
ومن بين مئات صور جرحى مظاهرات غزة ظلت صورة الشاب إياد الدواهيد /٢٧ عاما/ الأكثر بروزا وهو الذي فقد ساقه الاصطناعية جراء إصابتها برصاص قناص إسرائيلي.
وكان الدواهيد تعرض لحادث سير قبل سبعة أعوام أدى إلى بتر ساقه اليمنى، وبعد انتظار عدة أعوام تمكن من تركيب طرف اصطناعي لكنه أصبح الآن تالفا بسبب عيار ناري متفجر أصابه في مواجهات شرق غزة.

د ب ا
الثلاثاء 1 ماي 2018