نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


رغم مآسي الحرب... معهد يمني ينشر الفن والسلام في عدن




صنعاء - رغم ظروف الحرب المأساوية في اليمن، وعمليات القتل والاغتيالات خصوصا في مدينة عدن، جنوبي البلاد، لا زال هناك صوت للفن والسلام، يطرق أبوابه العديد من السكان رغم كل الصعوبات التي يواجهها البلد العربي الفقير.


في مدينة عدن، برز مؤخرا، معهد جميل غانم للفنون، الذي بات يحتضن الكثير من الراغبين في العيش مع الفن والموسيقى والجمال، وأصبح العشرات يعيشون الفن في هذا المعهد الفريد.
وعلى الرغم من أن تأسيس المعهد، كان قبل أكثر من أربعة عقود، إلا أن ظروف الحرب، أعاقت نشاطه خلال الفترة الماضية، ليعود بنشاط أكبر بعد منتصف العام 2018 لممارسة نشاطه الجمالي، في زرع الفن والجمال.
ويعد هذا المعهد، من أوائل المعاهد الفنية في اليمن والجزيرة العربية، وتم تأسيسه في العام 1973، وله حاليا أربعة أقسام، هي الموسيقى والفنون التشكيلية والمسرح، والقسم الذي استحدث هذا العام، والذي سمي بالفنون الشعبية.
يقول فؤاد مقبل، مدير المعهد في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه" منذ تأسيس المعهد تخرج فيه المئات من الفنانين على مستوى اليمن و الجزيرة العربية"، مشيرا إلى أن من هؤلاء الخريجين من يتواجدون حاليا في الكويت أو الإمارات.
وأضاف "هناك نجوم يمنيون في الفن والمسرح، درسوا وتخرجوا من هذا المعهد ".
و يشهد المعهد حاليا إقبالا كبيرا ، من قبل الملتحقين فيه، الذين يرغبون في تعلم الفنون المختلفة، رغم ظروف البلاد الصعبة، حسب وصف مقبل.
وتابع" نتيجة للسياسة التي اتخذتها الإدارة في التخاطب مع المجتمع عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، استطاع المعهد خلال هذا العام جلب 77 طالبا وطالبة في دورات تعلم فنية مسائية انتهت قبل أيام".
وأفاد أن المعهد تمكن أيضا من قبول 66 طالبا للدراسة هذا العام في الأقسام الأربعة ، مع إعداد حالي لدورة فنية مسائية جديدة.
وحول الهدف الذي يسعى إليه المعهد، أوضح مقبل، أنه يهدف إلى إرساء القواعد الفنية والحب والسلام والتطوير الثقافي على مستوى اليمن كاملة.
وأشار إلى أن للمعهد رسالة تتمثل في بث روح التسامح والمحبة بين أوساط المجتمع، مع التركيز على فئة الشباب وتنوير عقولهم لحب الوطن والمجتمع وبنائه.

وفيما يتعلق بالصعوبات التي يواجهها المعهد، أضاف مقبل أنه يعاني من نقص في المدرسين الفنيين، والآلات الموسيقية ، آملا من وزارة الثقافة العمل على جلب مدرسين أجانب للفنون في المعهد.
وبين أن المعهد يسعى حاليا بالتنسيق مع الحكومة، لاعتماد شهادة حكومية فنية للطلاب الدارسين بشكل نظامي في المعهد.
ويأمل مقبل، في المرحلة القادمة أن يتمكنوا من استعادة أمجاد المعهد وإعادة علاقته الكبيرة مع المجتمع كمعهد له تاريخ عريق.
مواهب وخبرات فنية
هذا المعهد العريق، بات وسيلة للعديد من اليمنيين، الذين يطمحون في تنمية مهاراتهم ومواهبهم الفنية المدفونة ، وأصبح مركزا حيويا في تحويل مشاعر المجتمع من اتجاه مأساة الوضع العام، إلى واقع الفن الذي يحمل معالم الجمال والسلام .
انتصار محمود، إحدى الطالبات اللاتي التحقن في معهد "جميل غانم" في قسم الفنون التشكيليةـ التحقت في الدراسة بالمعهد من أجل تنمية موهبة الرسم لديها التي أحببتها منذ سنوات، حسب وصفها.

تقول انتصار لـ (د.ب.أ) " لدي موهبة في الرسم، ظلت مدفونة لفترة طويلة، وسمعت عن معهد جميل غانم للفنون الجميلة والتحقت به".
وأوضحت أنها استفادت من خبرات معلمي المعهد في قواعد الرسم ، على الرغم من افتقار المعهد لمواد تساعد على تأدية الرسم بالشكل المطلوب.
ولفتت إلى أن الجانب الثقافي، جزء مهم في المجتمعات المتطورة، غير أنه هناك تهميشا لذلك في اليمن.
وتابعت" رغم أن هناك من التحق بالدراسة في المعهد في أقسام عدة، غير أن الإقبال في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن، يؤكد أنه ليس كافيا حتى الآن".
وشكت من أن المعهد يعاني من إمكانيات شحيحة جدا، معبرة عن أملها من الجهات الحكومية أن تساعد إدارة المعهد لتوفير الإمكانيات المادية والمعنوية، ما يساعد على الإقبال الأكبر للالتحاق بهذا الصرح الثقافي المهم، كون الفن جزء حيوي من حضارة الشعوب.
وتقول انتصار الحاصلة على بكالوريوس في علم الاجتماع، تخصص إرشاد تربوي، إنها" تطمح بإدماج موهبتها في الرسم، مع تخصصها الجامعي، وأن تصنع أسلوبا جديدا لتعزيز وتحفيز الشباب والأجيال الصاعدة، لإصلاح الأوضاع الاجتماعية في اليمن".

ومضت بالقول" أريد أن أخدم مجتمعي، ولهذا يتعين علي أن أعمل من أجله في مجال تخصصي وموهبتي".
وحول الوضع العام في اليمن، أشارت إلى أن الوطن يعاني ظروفا مريرة؛ مستدركة بالقول" لكن نفوسنا الطيبة والقلوب الصادقة، ستجد بطريقة أو بأخرى وسيلة لإنقاذ المجتمع اليمني من تلك الهاوية، من خلال الفن والثقافة".
الفن كثقافة عشق
دراسة الفن في مجالاته المختلفة، تكشف أن السكان اليمنيين، يحرصون على أن يعيشوا في واقع إيجابي، بعيدا عن سلبيات الحروب وآلام الصراعات.
وفي هذا السياق، يقول المواطن اليمني، عرفات عبدالله، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن السكان اليمنيين، في الغالب يعشقون الفن ويحرصون كثيرا على العيش مع الفنون في شتى مجالاتها، رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأضاف أن" هناك نهما كبيرا لدى العديد من السكان في تعلم الفنون وإتقانها، سواء الموسيقى والغناء أو الفنون التشكيلية؛ غير أن الظروف القاسية التي تمر بها اليمن، تحول دون تحقيق أحلامهم في العيش مع الفنون".
ولفت إلى أن الظروف المعيشية الصعبة، جعلت العديد من اليمنيين يركزون كثيرا في كيفية جلب الأشياء الأساسية لأسرهم، مع إنشادهم وغنائهم وقت ما أتاحت الفرصة لهم.
ومضى بالقول" المواطن اليمني، يحمل البساطة والطيبة في شخصيته، ويتوق كثيرا للعيش في ظروف الحب والسلام والفن؛ لكن للأسف، أتت الظروف بما لا تشتهيه قلوب اليمنيين".
 

أمل اليريسي
الاربعاء 24 أكتوبر 2018