نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


زينة وخزينة ... ميل المرأة السورية للحاق بصيحات الموضة لم يزحزح مكانة الذهب من قلبها




دمشق - ريم حداد - ارتفاع سعر الذهب لم يؤثر على مكانته لدى السوريين وفي عاداتهم وما زال يشكل "زينة وخزينة" بالنسبة لهم رغم تبدل انماط حياتهم مع انفتاح السوق في السنوات الماضية ويقول جورج صارجي رئيس جمعية الصياغة والمجوهرات ان "السوريين ما زالوا يشترون الذهب للادخار والزينة


الذهب يحتل المرتبة الاولى بين الهدايا المقدمة للعروس
الذهب يحتل المرتبة الاولى بين الهدايا المقدمة للعروس
وبعدما قدر مخزون السوريات من المصاغ بحوالى "300 طن من الذهب"، قال صارجي ان "سعر الذهب ورغم ارتفاعه عالميا يبقى ارخص في سوريا نظرا لانخفاض تكلفة الصياغة بالمقارنة مع الدول المجاورة".

واشار الى وجود مواسم لبيع الذهب، موضحا ان "البيع يكثر صيفا نظرا لعودة المغتربين وبخاصة المقبلين على الزواج والذهب يحتل المرتبة الاولى بين الهدايا المقدمة".

من جهته، تحدث الصائغ لؤي حداد الذي يدير متجرا في سوق الصاغة الشهير في دمشق عن تأثير ارتفاع اسعار الذهب على ذوق الناس وتنوع الاذواق باختلاف الاسواق.

وقال "كان الذوق يميل سابقا لحجم المصاغ الضخم وللحلي الكبيرة واللافتة للنظر والدالة على ثمنها الباهظ، اما اليوم فقد تغير المعيار".

واضاف ان "ارتفاع الاسعار اليوم جعل من الصعب امتلاك القطع الكبيرة الحجم والثقيلة الوزن فاصبح الناس يبحثون عن القطع الاصغر التي اصبحت على مر الايام ذوقا سائدا".

وتابع ان "اغلب المشترين يكترثون اليوم لشكل الحلية ولصياغتها".

لكن حداد قال ان "طبيعة المصوغات في الاسواق الشعبية تختلف عنها في الاسواق الحديثة"، موضحا ان "زبائن الاسواق الشعبية يميلون الى المصوغات ذات الطابع التقليدي ذي الكلفة البسيطة الخالية من الاحجار الكريمة بينما يميل زبائن الاسواق الحديثة الى الذهب الابيض والمرصع بالالماس والاحجار الكريمة التي تستوحي اشكالها من التصاميم الاجنبية".

من جهته، عزا الصائغ باسل دحدوح سبب هذا التغيير في الاذواق الى "الاثر الذي خلفه انفتاح السوق على جميع البضائع اذ لم يعد بالامكان ادخار المورد كما في الماضي وشراء الذهب".

واضاف ان "بعض النساء تكتفين الآن بشراء القطع الصغيرة للزينة وتبتعدن عن اقتناء القطع الضخمة للادخار"، موضحا ان "الاسواق الان مفتوحة على كم هائل من البضائع الاستهلاكية التي تجذب الزبونة التي لم يعد بامكانها ادخار المال الكافي وشراء الذهب بنفس الكمية التي كانت تشتريها في السابق".

وتابع ان المرأة "تميل امام هذه المغريات الى اتباع صيحات الموضة بشراء الملابس والمجوهرات التقليدية بدلا من ادخار الذهب".

وتقول سيدة كانت تبتاع مصاغا من احد المحلات في سوق الصاغة "بالنسبة لي يبقى المثل خبىء قرشك الابيض ليومك الاسود، معاصرا اليوم اكثر من اي وقت مضى".

وتضيف "رغم المغريات الموجودة افضل شراء الذهب لانه يحتفظ بقيمته مع الوقت وعندما احتاج يوما ما لثمنه الجأ لبيعه".

ويؤيد الصائغ مقولتها قائلا ان "زبونا اشترى مصاغا في 2005 بقيمة 87 الف ليرة سورية (حوالى 1850 دولارا)، الا انه عاد وباع المصاغ نفسه في اواخر 2009 ب169 الف ليرة (حوالى 3600 دولار) ما يعني انه استفاد من المصاغ لمدة ثلاث سنوات وباعه بعد ذلك بضعفي ثمنه".

اما صفاء التي تعمل موظفة في مصرف، فتقول "اعتدت شراء الذهب لانه يبقى رائجا وليس كالملابس وكلما تمكنت من ادخار مال اشتري به قطعة ذهبية يكون كلفة مصاغها قليلة وبذلك لا اخسر كثيرا عند بيعها".

واشارت الى ان ذلك افضل "من ادخار المال لانني لا اتمكن من الاحتفاظ بالمال لمدة كبيرة اذ ان مغريات الشراء كثيرة وهذه افضل وسيلة لادخار المال".

ورغم ارتفاع اسعار الذهب، لم يتخل المقبلون على الزواج واسرهم عن عادة "التلبيسة"، اي اهداء العروس ذهبا حفاظا على التقاليد وعلى ماء الوجه.

وتقول سيدة ترافق ابنها لشراء هدية العروس "اختار خاتما وسوارا لاقدمهما هدية لخطيبة ابني"، مؤكدة انها "لن تتخلى عن تلبيسة العروس لان ذلك تقليدا لا يمكن الاستغناء عنه".

وتضيف "قد اضطر الى التنازل قليلا في ما يتعلق بوزن وحجم المصاغ الا انني لن استغني عنه نهائيا فهذا معيب".

ويؤكد الصائغ همام ان "الناس لم يتخلوا عن عادة شراء الذهب"، مشيرا الى "حالات تكون فيها امكانات المقبل على الزواج المادية محدودة فيأتي بطقم تقليد ليبحث عن خواتم مناسبة له" من الذهب.

ويضيف "الى الان ما زال الذهب معيارا لتحديد مهر العروس وان قلت كميته بغلاء سعره"، مشيرا الى "اختلاف المهر عن هدية العرس".

ويشير دحدوح من جهته الى ان "الناس كانوا يشترون في السابق مصاغا للعروس بقيمة 250 الف ليرة سورية (5500 دولار) على سبيل المثال تسمح لهم بشراء ست سوارات بينما لا يمكنهم هذا المبلغ اليوم من شراء اكثر من ثلاث سوارات فقط

ريم حداد
السبت 9 يناير 2010