تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


سجينات ألمانيات يعلن الحرب على الملل ويصنعن وشاحا بطول 6ر1 كيلومتر




فورتسبورج (ألمانيا) - فالينتين نيبلر - وسط قتامة السجون ، يضطر المسجونون إلى إيجاد سبيل لهم للتغلب على حالة الملل الشديد التي تصيب حياتهم اليومية


قتامة السجون دفعتهن للتفكير بوسيلة لدفع الملل
قتامة السجون دفعتهن للتفكير بوسيلة لدفع الملل
وفي مدينة فورتسبورج الألمانية ، ابتكرت مجموعة من السجينات طريقة فريدة من نوعها لشغل أوقاتهن ، حيث يجلسن على مائدة خشبية كبيرة ويمارسن الحياكة.

قليل من المرح والضحك يتخلل عملهن الذي يتجاوز مجرد صنع بضعة سترات أو قبعات أو بعض مستلزمات الشتاء الأخرى ، فهن يهدفن إلى حياكة وشاح طوله 6ر1 كليومتر بحلول أول آحاد الظهور ، الموافق 27 تشرين ثان/نوفمبر المقبل ، لأسباب إنسانية.

هؤلاء النسوة يردن لف الوشاح حول سور السجن بأكمله ، بهدف جذب الانتباه للمحتاجين. وبعد لفه حول السور ، تعتزم المسجونات التبرع بقطع القماش التي تستخدم في حياكة الوشاح العملاق ، والتي يقدر عددها بنحو ألف قطعة ، إلى المشردين وطالبي اللجوء.

تقول إحدى النزيلات ، وتدعى بترا ، تعمل في مشروع الحياكة منذ كانون ثان/يناير الماضي: "كان الشتاء الماضي باردا ومزعجا ، ومن هنا أتت إلينا فكرة الحياكة من أجل أناس يعيشون في أحوال أكثر سوءا مما نعيشها".

لقد صنعت السجينة /43 عاما/ 30 وشاحا منذ ذلك الحين ، بواقع نحو خمس قطع أسبوعيا.

وتقول: "لا يعتبر السجن عالما مثاليا ، بأي حال من الأحوال.. لكننا على الأقل ننعم بالدفء ، والمناخ جاف هنا (بلا أمطار). بعض الأشخاص لا ينعمون بذلك في حياتهم".

تطوعت انجريد بولاك ، وهي معلمة ، وتعمل بالعمل التطوعى عبر البحلار بالإشراف على المشروع ، وتذهب إلى السجن بصفة منتظمة. وتقول بولاك إن الوشاح العملاق من شأنه أن يبعث بإشارة "ليس فقط من أجل المحتاجين ، بل تظهر كذلك أن المسجونين لديهم جانب إنساني".

أضافت المعلمة /61 عاما/ أن الاعتقاد السائد عن المسجون هو كونه مجرد شخص ارتكب جريمة ، ونادرا ما ينظر إليه على أنه إنسان ، مشيرة إلى أن مشروع الحياكة كان الشرارة لموجة من المشروعات المماثلة التي جرى تدشينها في أنحاء أخرى من ألمانيا.

صحيح أنه لا تزال هناك أشهرا تفصلنا عن الموعد النهائي المحدد ، وهو 27 تشرين ثان/نوفمبر المقبل ، إلا أن السجينات يعلمن أن عليهن الالتزام بإتمام مهمتهن على أكمل وجه.

تقول بترا: "علينا الإسراع أكثر إذا أردنا أن يكون لدينا (وشاح طوله) 6ر1 كيلومتر بحلول أول آحاد الظهور". وقد وصل طول الوشاح إلى نحو 600 متر بحلول نهاية آذار/مارس الماضي ، مما يعني أن هؤلاء النساء لا يزال أمامهن حياكة ألف متر لاستكمال الوشاح العملاق.

أضافت بترا: "أمارس الحياكة في زنزانتي ، فهي ببساطة عمل مسل" ، معترفة بأن المرء إذا وضع هدفا نصب عينيه فإن ذلك يولد لديه دافعا محفزا على تحقيق الهدف.

لا يزال أمام بترا عام لاستكمال فترة عقوبتها في السجن ، والتي تلقتها على خلفية انتهاكها شروط فترة خضوعها للمراقبة بعد تعليق العقوبة الصادرة بحقها لاستقلالها وسيلة من وسائل النقل العام دون دفع التذكرة.

فوجئ روبرت هوتر ، مدير السجن ، قليلا بهذه الفكرة العجيبة الخاصة بحياكة الوشاح العملاق ، غير أنه يعتبر أن تكريس السجينات أوقاتهن للقيام بهذا العمل الشاق أمر رائع.

يقول هوتر: "يواجه العديد من النزيلات مشكلات تتعلق بإدمان المخدرات. مثل هذا المشروع يمنحهن قوة ، ويزيد من تركيزهن وعزيمتهن".

ومن أجل تشجيع السجينات ، أبرم هوتر اتفاقا معهن ، بحيث إذا استكملن حياكة الوشاح بحلول أول آحاد الظهور ، سيقوم هو بصنع كعكة لهن.

ولكن هيهات.. فقد نسي هوتر أنه يتحدث إلى نساء سجينات.. فقد أخبرنه بأن الكعكة غير كافية على الإطلاق ، واقترحن عليه فكرة مختلفة تماما.. أن يسمح لهن بالاحتفال بحضور حفل مع "الرجال"!.

فالينتين نيبلر
الخميس 21 أبريل 2011