نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


سراويل الحريم التايلاندية تشهد رواجا سياحيا بسبب الرسوم




بانكوك - لا تحظى بسمعة تؤهلها لأن تكون على قمة خطوط الأزياء، ولكنها مثالية لارتدائها في أجواء تصل إلى 35 درجة مئوية. يعرفها كل من سافر حول العالم حاملا حقيبة على ظهره: إنها السراويل المتهدلة "هاريم بانتس" أو سراويل الحريم كما يطلق عليها والتي تشهد رواجا حاليا بسبب السياحة، مطبوع عليها رسومات الأفيال التايلاندية. يحرص كثير من السياح على شرائها بسبب رسوماتها الزاهية ورخص ثمنها، ويقتنيها سياح آخرون لزيار المعابد أو بمنتهى البسيطة لأنها تبدو بالنسبة لهم غرائبية في هذه البقعة من العالم. ولكن بعد انتهاء الأجازات والعودة إلى الروتين اليومي، تصبح قطعة الثياب المريحة هذه التي استعملوها بلا فائدة وترقد منسية في قاع خزانة الثياب.


 

في جنوب شرق آسيا تعتبر هذه السراويل من الأمور المعتادة لدى السياح حاملي حقائب الظهر مثل الجعة الباردة، والشطائر المحلة مع شرائح الموز والأوشام بعد حفل وداع العزوبية قبل بدء شهر العسل. ويتشابه السائحون حاملو الحقائب بشكل عجيب في هذه البقعة من العالم، لدرجة أنه في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، يتنكر المحتفلون بعيد الهالويين في زي سائح حامل حقيبة ظهر. ولا يتطلب التنكر الكثير، كل ما يحتاجه الأمر هو سروال متهدل، وقميص بدون أكمام ووشم على الجلد وزجاجة جعة من أية ماركة.
ويمكن أن يلاحظ ذلك بصورة أكبر في العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث توجد بها جادة خاو سان رود (Khao San Road) بوسط المدينة والتي تحظى بسمعة عالمية، اكتسبتها بعد النجاح الذي حققه فيلم "الشاطئ" بطولة النجم الأمريكي ليوناردو دي كابريو. ولكن أكثر ما يجتذب سائحي حقائب الظهر في هذا المكان هو النزل الرخيصة بدلا من الفنادق باهظة الثمن، الحانات والمطاعم الشعبية في الهواء الطلق، التكاتك كوسيلة مواصلات للجميع، وأكشاك عمل الأوشام في كل مكان. كل هذا متوافر بتنوع شديد في جادة خاو سان رود، مما جعلها عالما متميزا في حد ذاته، لدرجة أنه تصبح أحيانا أول مكان يقصده الشباب حين تطأ أقدامهم أرض آسيا.

يبلغ سعر السروال المتهدل، في هذا المكان 4 يوروهات ما يعادل 40ر4 دولار، ويشتريه الجميع من مختلف الجنسيات والأعمار، شباب وكبار، رجال ونساء، الياباني والإيطالي، بدون تمييز، وأماكن الحصول عليه سهل الوصول إليها، أما الألوان فمتنوعة سوداء وحمراء وزرقاء وكذلك الرسومات، مطبوع عليها أشكال مختلفة، لكن أشهرها الفيل الآسيوي باللون الأبيض الذي يستحيل ألا تلحظه العين.
" إنها مريحة في اللبس كما أنها تعطيني شعورا بالانتعاش"، تقول السائحة الإسبانية ماريسا أرانث، التي زارت تايلاند في ثلاث مناسبات، وفي كل كل مرة تشتري زوجين منها.
أما ريناتو موران فقد أشتراها لأسباب عملية، للقيام بزيارة مريحة لأحد أماكن الجذب السياحي بالمدينة. يقول "اشتريت سروالا للقيام بزيارة القصر الملكي"، وبسؤاله إذا كان سيرتديه مرة أخرى حينما يعود إلى بلده، بيرو؟ أجاب السائح ذو الـ31 عاما قائلا: "بالطبع لا".

وردا على سؤال "ماذا يعجب الناس فيها؟"، أجاب يونج ميون هان /34 عاما/ من كوريا الجنوبية: "إنها بكل بساطة، رخيصة ومريحة". في حين يوضح ساوات داينجوراي، مالك أحد المحلات أن غالبية الزبائن من آسيا، ويشترون في العادة كميات في كل مرة". وبسؤاله عن السر وراء جعل هذه السراويل مرغوبة إلى هذا الحد؟ أجاب إن التصميم وأشكال الموتيفات المطبوعة عليها تجعل الثياب تذكر بالسكان الأصليين في القرى الجبلية التايلاندية.

يذكر أنه في تايلاند وبعض الدول المجاورة مثل لاوس، تعتبر الأفيال رمزا وطنيا، وظلت تظهر في العلم الوطني رسميا حتى عام 1917، وماتزال تعد من أهم عوامل الجذب السياحي، علما بأنه في الوقت الحالي تم حظر قيام السياح بجولات على ظهور الأفيال، خاصة في المدن.

بالنسبة لآدم جكزي، البروفيسور المتخصص في دراسات علم الثقافات بجامعة سيدني، الأسترالية، الفرق واضح بين موديلات السراويل المتهدلة "Harem Pants" الآن وتلك التي ظهرت أوائل القرن العشرين، موضحا "أن الموديلات الحالية بها لمسة هيبز ونحب أن نطلق عليها اليوم مصطلح هيبستر أو الثقافة غير السائدة". وهي موضة غير محددة المعالم، بمعنى أنه لم يعد من الممكن نسبتها إلى ثقافة بعينها، ولكنها ترسل رسالة مفادها أن من يرتديها يود إظهار اختلافه عن الثقافة السائدة. يقول البروفيسور الأسترالي إنه بالمثل كانت ثقافة وأزياء الهيبي في وقت من الأوقات نوعا من أنواع الاحتجاج ضد التيارات المحافظة أو التقليدية.

من المعروف أن التايلانديين لا يرتدون السراويل عادة، وإن فعلوا فإن ذلك يكون داخل المنزل فقط ومن أجل النوم. كما يرتديها الطلاب بشكل شائع أثناء الدراسة.

تقول مانتانا كرنكانجابو، مالكة أحد المحلات في بانكوك "يحب السياح الأجانب اقتناء هذه السراويل لأنهم حين يرون الأفيال يتذكرون تايلاند"، ولكن السيدة ذات الأربعة وأربعين ربيعا تؤكد "أنا لا أرتديها، لأنها ليست لسني، كما أنها لا تناسب أسلوبي في ارتداء الثياب".

وبطرح سؤال : ما رأيك في السروايل المتهدلة التي تحمل رسومات أفيال؟ دخل مجموعة من الواقع الافتراضي على الفيسبوك، تضم عشرات الآلاف من الأجانب المقيمين في بانكوك، كان هناك كم هائل من التعليقات ردا على السؤال، سواء منها الإيجابي أو السلبي. أحد أعضاء المجموعة، أجنبي مقيم في تايلاند من 20 عاما، يؤكد أنه خلال فترة إقامته بالبلد الآسيوي لم ير سوى 20 تايلانديا يرتدون هذه النوعية من السراويل. ويضيف أنه "يعتبر أبناء البلد أن هذه السراويل مخصصة للنساء الحوامل وأنه لا يرتديها سوى الحمقى". أما رأي خبير الأزياء الألماني برنهارد روتسل فأقل تشددا، حيث يؤكد أن "هذه السراويل ليست أسوأ من أشياء أخرى كثيرة يستخدمها الناس".

يوضح الخبير الألماني مؤلف كتاب (الجنتلمان) أنه "بالتأكيد إنها ليست السراويل المناسبة لدخول أحد النوادي الاجتماعية التي يتردد عليها الرجال المتميزون أو من يطلق عليها الجنتلمان. لكن، من ناحية أخرى من يرتدون سراويل تايلاند المطبوع عليها الأفيال، لا يهتمون أيضا على الإطلاق بأن يسمح لهم بدخول مثل تلك الأماكن. إن هذه السراويل يمكن أن يرتديها الجميع حتى مع سن سبعين عاما، طالما أن من يرتديها يستطيع الاحتفاظ بقوامه ممشوقا قدر المستطاع". ويضيف برنهارد "بالنسبة لي هذه السراويل المتهدلة تصنف ضمن فئة ملابس الشارع والملابس الرياضية".

كارولين بوك وكواويت كايوندا
الاربعاء 4 مارس 2020