نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


سيرك "كني" السويسري يحتفل بعيد ميلاده المئوي بعروض ترفيهية






جنيف – كريستيانه أولريخ - يبدو الطقس عاصفا في الخارج، وترتج جدران الخيمة وتتأرجح تحت ضربات الرياح، ولكن في الداخل يختلف الأمر فلا يهتز طرف عين لكل من مايكول وجويدو إيراني وهما يواصلان إجراء البروفة النهائية للعرض وسط خلفية من الأضواء المبهجة.
وكل دقيقة لها أهميتها، حيث لم يبق سوى أيام قليلة على افتتاح الجولة الكبرى التي يقدم خلالها "سيرك كني" السويسري، عروضا متنوعة احتفالا باليوبيل المئوي لإنشائه.


 
وخلال الأشهر القادمة سيقدم السيرك نحو 320 عرضا يجوب بها أكثر من 30 موقعا في مختلف أنحاء سويسرا.
وتعود قصة عائلة "كني" إلى زمن أبعد من عمر السيرك، فترجع السجلات الأولى للعائلة لأكثر من 200 عام، وتمتد بداياتها إلى لاعب المشي على الحبال فريدريتش كني.
ووفقا لأسطورة ترددها العائلة اختطف فريدريتش فتاة تدعى أنتونيا، كان أبيها يخفيها عن أعين المسافرين داخل دير، وتم الاختطاف في عملية سرية عام 1807 وبذلك أسس معها سلالة أسرة كني.
واليوم يدير عروض السيرك الجيل الثامن من عائلة كني ومن بينهم جيرالدين، التي تزوجت من أحد العارضين بالسيرك يدعى مايكول، والذي يقوم مع شقيقه جويدو بالتدريب داخل حلبة السيرك على كثير من عمليات التسلق والصعود والقفز والتوازن والشقلبة الخطرة.
ويدير السيرك والد جيرالدين ويدعى فريدي كني الصغير ويبلغ من العمر 72 عاما.
ويقول فريدي "إن الجيل التاسع يعد جيدا حقيقة، وأنا أعمل مع أحفادي لأنقل إليهم معلوماتي وخبرتي، ويجلس فريدي داخل عربة للسيرك بين فترات البروفات في بلدة رابيرسفيل المطلة على بحيرة زيوريخ.
ويشتهر فريدي بأنه مدرب قدير للخيول بمعنى الكلمة حيث يراعي النواحي النفسية والمزاجية لها، ويلاحظ أن هذه الحيوانات تطيع دائما أوامره وأحيانا بدون أن ينطق حتى بكلمة واحدة، وهو يمكنه أن يجعلها تعدو في تشكيل ، وتتوقف عندما يأمرها بذلك، ويشير إلى أنها تستجيب لأوامره بالقيام بحركات تؤديها كما لو كانت تعيش في البرية".
ولا توجد نمور أو فيلة في سيرك كني منذ عام 2014، ويقول كني "منذ 50 عاما أو 100 عام لم يكن الناس يعلمون كيفية التعامل مع الحيوانات بشكل أفضل، أما الآن فهم يعلمون كيف يمكن الاحتفاظ بالحيوانات بطريقة مناسبة لها، ومن هنا فإننا لا نحتفظ في السيرك بهذه النوعية من الحيوانات".
ومع ذلك لا يزال السيرك يحتفظ بخيول وخنازير وببغاوات، أما الأفيال التي كانت تقدم عروضا بالسيرك فهي الآن تستمتع بأوقاتها بعد التقاعد داخل حديقة حيوانات للأطفال في رابيرسفيل تمتلكها العائلة أيضا.
وتتوالد الفيلة أيضا في هذه الحديقة ويتم إمداد حدائق الحيوانات الأخرى بالأفيال المولودة، ويعتقد كني أن الاقتراب الوثيق مع الحيوانات على أرض الواقع يساعد الأطفال على تعلم احترام هذه المخلوقات وأيضا البيئة.
وكانت العروض الأولى لعائلة كني تتمثل في المشي على الحبال وتقام في الهواء الطلق، واشترت العائلة أول خيمة لها منذ مئة عام، وللاحتفال بالعيد المئوي لمولد السيرك دشنت العائلة حملة تبرعات لشراء خيمة جديدة تماما.
ويضم السيرك الآن 230 من ممارسي الألعاب البهلوانية والفنانين والمهرجين وحارسي الحيوانات والمساعدين الذين يعدون جزءا من أطقم السيرك أثناء جولاته.
كما يعتقد كني أن العرض الجيد للسيرك يماثل الذهاب لمشاهدة عرض مسرحي أو أوبرالي أو حضور حفل موسيقي، ويقول "لدينا جمهور شديد التنوع تتراوح أعماره بين أربعة أعوام و 80 عاما، ومن بينهم محبون لفن الأوبرا".
وهو يرى أن عروض السيرك الجيدة يجب أن تشمل "الترفيه والجودة والإدهاش والإضحاك والتشويق مع لمسة من الغرائب".
وهي خلطة أثارت إعجاب – من بين آخرين – العائلة الملكية لإمارة موناكو، ونظمت الإمارة مهرجانات للسيرك لسنوات وأقامت علاقة وثيقة مع عائلة كني.
وكانت الأميرة ستيفاني /54 عاما/ تربطها علاقة بفرانكو كني في بداية عام 2000 عندما كان مدربا للأفيال، بل إنها تنقلت داخل عربة سيرك مع أطفالها.
غير أن العلاقة لم تستمر، ولكنها استمرت بين العائلتين، وجاءت ستيفاني إلى سويسرا مؤخرا مع أخيها الأمير ألبرت لمشاهدة العرض الافتتاحي لمسرحية موسيقية تم إخراجها للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس فرقة سيرك كني، وأخرج المسرحية رولف كني شقيق فردي والذي أقام نشاطا تجاريا خاصا به عام 1984.
ويقول فردي كني إنه لأمر مؤسف للغاية أن ينظر الناس إلى فنون السيرك في بعض الدول على أنها عروض موجهة للأطفال أو لأصحاب الاتجاهات القديمة في الفنون، بينما أصبحت خيمته ممتلئة بالمشاهدين على الدوام على حد قوله.
ويضيف "لدينا الكثير لنعرضه، ولدى الجمهور اليوم مجموعة متنوعة من وسائل الترفيه يقوم الاختيار من بينها، ومن هنا فإن السيرك يجب أن يتمتع بمستويات رفيعة من الإضاءة والموسيقى والصوت والعروض الراقصة ".

كريستيانه أولريخ
السبت 6 أبريل 2019