نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


ضجة بسبب توسع مبيعات تطبيقات التأمل البوذي في السوق الأمريكي




برلين – من راهب بوذي في جبال الهميالايا إلى مالك شركة ناشئة حققت نجاحا منقطع النظير في كاليفورنيا، كان هذا هو التحول المفاجئ في مسار حياة أندي بوديكومبي. فقد نجح البريطاني في جذب 42 مليونا لتحميل واستخدام تطبيق "Headspace"، للتأمل على هواتفهم الذكية، حيث يؤمن بوديكومبي /46 عاما/ أن التأمل سيجعل الكون مكانا أفضل.


في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بمناسبة زيارته إلى برلين، يؤكد بوديكومبي أن التأمل يشجع على التسامح والمودة وعندما نتسامح مع أنفسنا سوف نكون أكثر تسامحا مع الآخرين. افتتح بوديكومبي شركته في لوس أنجليس ولديه حاليا 260 موظفا ومازالت الشركة في طور النمو. وقد أطلق تطبيقه باللغة الألمانية منذ آذار/ مارس الماضي، ويتضمن تدريبات على التأمل حول مختلف الموضوعات مثل النوم، والتنمية البشرية والتوتر والخوف. ومن المقرر إضافة خمس لغات أخرى للتطبيق على مدار العام الجاري. وكان بوديكومبي قد بدأ ممارسة التأمل في سن الحادية عشرة مع والدته الإنجليزية في إنجلترا. عندما أكمل العشرين، تعرض لعدة حوادث مأسوية إثر وفاة أقارب وأصدقاء في حوادث مختلفة، حيث يعلق "لم أعثر على السلام الداخلي بالرغم من الكتب التي قرأتها والدراسات التي أجريتها". في النهاية، توقف بوديكومبي عن دراسة العلوم الرياضية وسافر إلى الهيمالايا لتعلم التأمل ثم انخرط في سلك الرهبنة البوذية في أحد الأديرة بالتبت شمال الهند. وعاد بعد عشر سنوات إلى لندن ليفتتح مركزا للتأمل، هناك تعرف على ريتش بيرسون، خبير في الإعلان، وكان يمر بظروف عمل صعبة، فتبادلا الخبرات حول التأمل وعالم الأعمال، ليطلقا معا تطبيق " Headspace". حقق التطبيق نجاحا ملحوظا، لدرجة أن عددا من كبار نجوم هوليوود أقبلوا عليه ويبرز من بينهم ريان رينولدز وجوينث بالترو وإيما واتسون. منذ ذلك الحين أصبح النجم، الذي يقيم مع زوجته وطفله في لوس أنجليس، أحد أبرز نجوم المجتمع، وتحرص برامج التوك شو على استضافته ومنها برامج جيمي فالون وإيلين ديجنيرز. ويؤكد أن هدفه هو تعليم عملية التأمل الكامل لأكبر عدد ممكن من البشر. وبصرف النظر عن نجاح تطبيق بوديكومبي تجاريا، يبدو أن بزنيس التأمل يشهد رواجا كبيرا في ألمانيا، وخاصة (7Mind)، لدرجة أن قطاع الصحة اعترف بفوائده بالنسبة لكثير من الأمراض، وأصبح التأمين الصحي يسدد للمشتركين قيمة التطبيق بنسبة تصل إلى 100 في المئة سنويا. يؤكد مسؤولو ألمانيا بارمر ثاني أكبر شركة تأمين صحي في ألمانيا: "التأمل يعزز الشعور بتحسن الحالة النفسية مما يقي المستخدمين من الإصابة بأمراض التوتر". جدير بالذكر أن (Calm) و(Headspace) ثاني أهم تطبيق تأمل في الولايات المتحدة، يكتسب يوميا 7500 مستخدم جديد، وتضم هذه التطبيقات مئات من الساعات للتأمل حول العديد من الموضوعات والقضايا المختلفة، حيث يقول اليكس ويل مدير الاستراتيجيات بتطبيق (Calm) إن "الهدف هو شحذ التركيز وتعزيز الوعي وتطوير الهدوء والسكينة". وتقدم بعض التطبيقات نسخة مجانية تحتوي على التدريبات الأساسية على التأمل، ومن يرغب في المزيد عليه تسديد اشتراك شهري لـ(Headspace) قيمته 13 يورو شهريا أو سنوي بقيمة 95 يورو. ألا يبدو الأمر متناقضا أن يسعى الناس للحصول على مزيد من السلام الداخلي من خلال تطبيق على هاتف خليوي ذكي؟ هل يمكن أن يوفر لنا السلام الداخلي التطبيق الذي يلهينا بتطبيقاته التي تزيدنا انعزالا أكثر فأكثر؟ يبتسم بوديكومبي بوداعة، بعد إدراكه للسخرية في السؤالين قائلا "لا اعتقد أن الهاتف الذكي جهازا يتسبب في التوتر، بل السبب في التوتر يرجع لطريقة تعاملنا مع التكنولوجيا". ويضيف "أنها منصة تمكننا من التواصل مع الناس في كل مكان"، مؤكدا أن الجميع يمكنهم التأمل في أي مكان وفي أي وقت". من جانبه لدى جونتر هيوداش، بروفيسور في التأمل ورئيس الجمعية الألمانية (MBSR-MBCT) رأي آخر في تطبيقات التأمل. يقول: "بالتأكيد ستكون لها قيمة من خلال الممارسة المستمرة"، لكنه يطالب بنوع من الانضباط "عندما أمارس، أتعامل مع تجارب مختلفة يجب مناقشتها في البداية وفي كل مرة مع معلم". ويتابع "تجربة التأمل مع مجموعة تكون عادة أكثر تأثيرا من ممارسة التأمل منفردا مع تطبيق". ولدى خبير التأمل جون ميشالاك رأي مشابه، وإن كان قد أعرب عن تشككه في البداية في جدوى تطبيقات التأمل على الهواتف الذكية. يقول ميشالاك، وهو بروفيسر علم النفس الإكلينيكي والعلاج النفسي بجامعة فيتن هيردكي "أرى أنه من الإيجابي أن يكون الناس أكثر انفتاحا على التأمل وتيار الوعي من خلال هذه النوعية من التطبيقات. أما من يريدون التعمق في الموضوع أو الأشخاص الذين لديهم مشاكل نفسية، فينصحهم بالحصول على مساعدة أكثر مهنية من خلال برامج رعاية أكثر شمولا أو خطة علاجية. التطبيقات أحيانا يكون لهاتأثير السحر".

د ب ا
الاثنين 6 ماي 2019