نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


طلاب مدارس في ألمانيا يقدمون عرض أوبرا متكاملاً




فرانكفورت - لحظات ويرتفع الستار... يزداد التوتر... إنها لحظة يترقبها منذ أكثر من عام ما يربو على خمسين من طلاب وطالبات المدارس في مدينة فرانكفورت الألمانية.


وبدلاً من أن ينخرط هؤلاء الشباب في أنشطة اجتماعية أو رياضية، خصصوا وقت فراغهم لتأليف أوبرا، وقد أطلق على عملهم الاوبرالي، الذي ابتكروه بقليل من المساعدة الاحترافية، اسم "مينا". وتعيش كل من لينا ديكمان، 14 عاما، ومارتا بادنهوب، 16 عاما، خارج مدينة فرانكفورت. وفي الأسبوع الذي سبق تقديم العرض الأول للعمل الاوبرالي مباشرة، لم يكن شئ في حياتهما يشغلهما سوى الذهاب إلى المدرسة وعمل البروفات. وكانت كل منهما تتواجد يوميا من الساعة الرابعة بعد العصر وحتى الثامنة مساء، إما في "بوكينهايمر ديبوت" وهو مستودع ترام سابق تحول إلى مسرح ومركز ثقافي، أو في مكان آخر للتدريب. أما خلال العطلة الشتوية، فكان عليهما أن تتدربا من العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساء. والأمر بالنسبة للينا، التي تقوم بأداء دور الغناء الرئيسي في عرض "مينا"، هو "حلم تحول إلى حقيقة" و"شرف كبير". يشار إلى أن لينا عازفة بيانو بارعة، وهي تقوم بتدريس العزف على البيانو بنفسها، كما أنها تتلقى دروسا في الغناء منذ عدة سنوات. وتقول لينا: "الموسيقى أهم شيء في حياتي حالياً"، مضيفة أن المشروع الأوبرالي مكّنها من "القيام بما كنت أرغب دائما في أن أقوم به بالضبط، الوقوف على خشبة المسرح". أما مارتا، فقد اضطرت إلى التخلي عن بعض هواياتها الأخرى، مثل ممارسة كرة القدم، من أجل المشاركة في المشروع. وفي مرات نادرة، تمكنت من اللحاق بالتمرين، حيث تقول إن مدربها اشتكى من تراجع لياقتها البدنية. ولكنها تضيف أن الأمر كله يستحق العناء، فقد "تعلمت الكثير من ذلك". ولدى مارتا أيضا طموح الوقوف على خشبة المسرح، حيث تقول إن القدرة على قضاء مثل هذا الوقت الطويل في العمل من أجل تقديم إنتاج أوبرالي حقيقي، يمثل "تجربة رائعة". وكان أول شيء مر به الشباب هو الخضوع لاختبار أداء. وفي كانون أول/ديسمبر من عام 2017، تم اختيار حوالي 60 منهم من فرانكفورت والمنطقة المحيطة بها، من أجل المشاركة في المشروع. وبدأت ورش العمل في شباط/فبراير من عام 2018، وانطلق فريق الكتابة الخاص بالمؤلفة سونيا رودورفي في عملية بحث عن أفكار للحبكة الدرامية، بينما بدأ فريق التأليف، بقيادة أوفي ديركسن، في العمل في الصوت والألحان. واختار الشباب كل شيء بأنفسهم، بما في ذلك موضوع العرض: وهو الحرية. و"مينا" هي ابنة لأم مسيطرة تتسم بالتوتر، ولا تسمح لابنتها أبدا باتخاذ قراراتها بنفسها. وعندما تفارق الأم الحياة، تتعرف مينا على موسيقي متجول، شخصيته على النقيض تماما من أمها، فهو روح طليقة . ثم تواجه "مينا" صراعا بين هذين الجانبين المتعارضين في شخصيتها. وتخلط موسيقى العرض بين كثير من المؤثرات المختلفة، حيث تجمع بين موسيقى الباروك وموسيقى البوب، بالاضافة إلى الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة. ويقود الموسيقار المحترف ديركسين البروفات، وهو من يقوم بقيادة العروض أيضا. وبدأت عملية التأليف بالارتجال، الذي تحول أفضله في النهاية إلى قطعة موسيقية. وينتظر نحو عشرين من الموسيقيين في المكان المخصص للأوركسترا، وجيتار كهربائي وأورج وطبول، واثنان من عازفي الإيقاع، والعديد من آلات النفخ، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة من عازفي الآلات الوترية. ويقول ديركسن إن الموسيقيين الشباب أظهروا حالة "عشق لا يصدق" في العمل، وعلى عكس الأنشطة الأخرى التي تتم في المدارس، فإن هذا العمل يضم فقط الذين "يريدون بالفعل أن يحققوا شيئا". وقدمت مؤسسة "سويس آرت منتور" التمويل لأوبرا الشباب، ورفضت الكشف عن إجمالي التكلفة. من ناحية أخرى، توضح منظمة "دويتشر بوينينبيراين"، التي تمثل المسارح وفرق الأوركسترا في ألمانيا، أن الاهتمام بالمشاريع التي تتضمن مشاركة الشباب في عملية التأليف، يتزايد منذ عدة سنوات. وعلى سبيل المثال، قدم شباب في مدينة فرايبورج في عام 2010، عرضا يحمل اسم "راب ديس نيبيلونجين"، وهو نسخة أخرى من أوبرا "دير رينج ديس نيبيلونجين" لريتشارد فاجنر، ولكن باستخدام موسيقى الراب. وفي عام 2012، تم تقديم أوبرا، كتبها بالكامل مؤلفون شباب، في مدينة كيل. كما قام مجموعة من الشباب بتأليف قطعة موسيقية تحمل اسم "فلوت" في عام 2017 بمدينة إيسن. وتقول مديرة المشروع "مينا"، أدا جريفيسمول، إن تنظيمه يعد "تحديا كبيرا". فعلى سبيل المثال، كان هناك في البداية 60 شابا مشاركين، ولكن على امتداد مسيرة العمل انسحب نحو 20 ، وانضم آخرون بدلا منهم. وتقول جريفيسمول: "يتطلب الأمر كثيرا من الشجاعة"، ولكن الجميع سعيد بالنتيجة النهائية، مضيفة: "القصة رائعة والموسيقى مبهجة حقا".

ساندرا تراونر
الاثنين 1 أبريل 2019