نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


عودة الباصات الحمراء إلى شوارع بغداد يثير شجون العراقيين





بغداد - بعد غياب سنوات عن المشهد العراقي، عاد الاوتوبيس الأحمر ذو الطابقين يجوب شوارع بغداد ويطوي المسافات طيا بين احياء العاصمة، ويطوي السنين أيضا في ذاكرة العراقيين من رواده ليستعيد معهم سحر الماضي وأيامه الجميلة وقصص حب ولدت بداخله، رغم بعض المخاطر الأمنية


عودة الباصات الحمراء إلى شوارع بغداد يثير شجون العراقيين
يعود هذا الاوتوبيس مع عودة الحياة الى طبيعتها، والذي طالما استقله أهالي بغداد في تنقلاتهم ورحلاتهم وجولاتهم حول المدينة، لكنها عودة لا تزال في بدايتها، يخشى فيها العديد من الناس ركوبه رغم فرحهم برؤيته مجددا في شوارع العاصمة.
وقال أحد أهالي بغداد ويدعى الشيخ خلف محمد (63 عاما) ، قال "اركب الباص لان اسعاره منخفضة اذا ما قورنت بالسيارات الاخرى والتاكسيات، لاني متقاعد وراتبي لا يكفيني واولادي، عاطلين عن العمل" .
وتابع "دائما أجلس في الطابق الثاني من الباص وعند الشباك، لكي انظر الى مدينتي الحبيبة، بعد ان دمرتها الحروب، وكلما أمر ببناية مهدمة او ارى اثار تفجير يعتصر قلبي ألما وحزنا على بغداد، لكن مع ذلك اشعر بالسعادة حين ارى عمالا هنا او هناك وهم يعيدون اعمار بعض ما تخرب".
وأضاف "أنه يستخدم هذا الباص غير مكترث بالوقت الطويل الذي يستغرقه للوصول الى المكان الذي يقصده، او الحالة السيئة التي عليها الباص، لانه يذكره بالايام الجميلة التي كانت عليها بغداد في سبعينات القرن الماضي".
من جانبه، قال عبدالله محمود وهو يصعد في تردد الى الباص،"في الحقيقة أشتاق الى الصعود للباص ذي الطابقين لانه احد معالم مدينتنا منذ القرن الماضي، لكن أخاف ان يدخل انتحاري ويفجر نفسه داخله وأفقد حياتي، خاصة بعد الهجمات التي وقعت مؤخرا".
ويستعيد علي وأمل قصة لقائهما الأول وتعارفهما في احد الباصات ذي الطابقين قبل عدة سنوات، فقد ركبا لكي يعيدا الذاكرة الى الايام الجميلة التي قضوها سويا.
وقال علي والابتسامة تملأ وجهه "اليوم أردت ان اعيد الذاكرة الى الوراء عدة سنوات، لاني ذات مرة شاهدت فتاة جميلة فاعجبتني ولحقتها وصعدت معها في الباص ذي الطابقين، وحصل تعارف بيننا، وعشنا قصة حب جميلة اثمرت فيما بعد عن زواج واطفال".
بدورها، قالت أمل في خجل وارتباك "كانت أغلب لقاءاتنا تحصل في الباص وكنا نقضي الوقت سويا، ونحن نخطط لمستقبلنا واحلامنا"، ثم تسكت للحظات وتواصل حديثها، قائلة "انا احب هذا الباص لانه شهد قصة حبنا، و أشعر بالسعادة كلما استقله لانه يذكرني بأيام بغداد الجميلة وقصة حبي الحلوة".
وفي ظل الذكريات الجميلة التي يحكي عنها البعض، يعيش سائقو هذه الباصات الواقع، ويعبرون عن معاناتهم ومشاكلهم معها .
وقال أحد السائقين رافضا الكشف عن اسمه "أعاني اكثر من الركاب، فالباص قديم وحالته سيئة وينبعث منه الدخان، وأنا اكثر شخص يتعرض له، فضلا عن ان الجلوس خلف مقود الباص لعدة ساعات يؤثر بشكل كبير على صحتي، بالاضافة الى البيروقراطية التي نواجهها عندما نراجع المؤسسة التي ننتمي اليها".
وكانت باصات بغداد الحمراء ذوو الطابقين وغيرها من الباصات التابعة للشركة العامة لنقل الركاب تنتشر في عموم مناطق بغداد، لكنها تراجعت في تسعينات القرن الماضي نتيجة العقوبات الدولية المفروضة على العراق، واختفت بعد احتلال البلاد لسرقة غالبيتها، ثم عادت مؤخرا بعد تحسن الوضع الامني، لكنها تعاني من اهمال كبير ورداءة في الخدمات، الا ان اعتزاز البعض بها هو الذي يدفعهم الى ركوبها.
وفي هذا، قال سلمان ابراهيم حسين "لاني احب هذا الباص واعتبره جزءاً من معالم بغداد القديمة فاني اركب به، لكن في الحقيقة وضعيته سيئة جدا، فالكراسي اقل ما توصف بانها رديئة والباص غير نظيف، وحتى شكله الخارجي ولونه تغير عما في السابق، لكني اشم فيه عطر الماضي وعبقه، لذلك استقله بين فترة واخرى، رغم بعض المخاطر الامنية

وكالات - شينخوا
الجمعة 8 ماي 2009