نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


فتاة تايلاندية تسعى لتخليص بلادها من التلوث والوقود الأحفوري




بانكوك – عندما جاءت الفتاة الصغيرة التايلاندية ليلي التي تبلغ من العمر 12 عاما لتجري معها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مقابلة، كانت تحمل معها لافتة مكتوب عليها شعار حملتها "انقذوا العالم"، وهو مماثل للشعار الذي حملته معها عندما ذهبت لمقابلة رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا.


 

والمهمة التي وضعتها الصغيرة ليلي نصب أعينها هي: اجعلوا تايلاند أكثر اخضرارا .
وكانت خطوتها الأولى هي: خلصوا البلاد من الأكياس البلاستيكية، ومنذ بداية عام 2020 أخذت متاجر السوبرماركت في جميع أنحاء تايلاند تنفيذ حظر على الأكياس البلاستيكية ، حيث بدأ الوعي بقضايا البيئة يزداد تدريجيا في هذه الدولة الكائنة في جنوب شرقي آسيا، وأحد أسباب هذا التغيير هو ظهور مجموعة من النشطاء الصغار مثل رالين ساتيدتاناساران والتي تعرف باسم ليلي.
ومثل الكثير من الفتيات اللائي يكرسن أنفسهن لانقاذ العالم ، يشبهها الناس بنظيرتها السويدية وكثيرا ما يطلق عليها "جريتا تونبيرج آسيا" أو الحديث عنها بوصفها واحدة من أمثال جريتا في العالم.
وتقول ليلي "إننا نستهلك بأكثر مما نحتاجه"، وتشير إلى أن أكبر مشكلة تواجه بلدها هو ارتفاع معدلات الاستهلاك.
ولدى ليلي ستة مشروعات لحماية البيئة، الأول هو النضال ضد المواد البلاستيكية، وثانيها مساعدة المطاعم على تقليص معدلات هدر الأطعمة.
وهي لا تقوم بكل هذه الجهود بمفردها، فأفراد أسرتها وأصدقاؤها يقدمون يد المساعدة، وتوضح الناشطة الصغيرة "أن الحملة هي نتاج جهود فريق متكامل".
وبدلا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لحملتها، تفضل ليلي التواصل المباشر مع الناس في المتاجر الكبرى والوزارات الحكومية والمؤتمرات والمدارس، ويعينها على ذلك أنها متحدثة لبقة بسبب انتمائها لوسط راق وتلقيها التعليم في مدرسة دولية.
غير أنه على الرغم من جهود ليلي لبناء حركة خضراء، فإن الطريق لا يزال طويلا أمام تايلاند لكي تصبح دولة صديقة للبيئة.
فهذه الدولة الواقعة في المنطقة الاستوائية والتي يهواها السياح الأوربيون، باتت ترزح تحت ضغوط قطاع السياحة المزدهر.
ويعاني الهواء في العاصمة التايلاندية بانكوك من التلوث لدرجة أن يضطر الكثيرون إلى ارتداء كمامات لحمايتهم والحفاظ على صحتهم، حتى قبل انتشار المخاوف من فيروس كورونا، ومن ناحية أخرى تتسم حركة المرور فيها بالفوضى.
كما أن المواد البلاستيكية لا تزال تمثل مشكلة كبرى، وتقدر السلطات أن كل مواطن تايلاندي يستخدم ثمانية أكياس بلاستيكية في اليوم الواحد، مما نتج عنه ذهاب 2ر1 مليون طن من مخلفاتها إلى سلال القمامة عام 2019.
وأشارت منظمة "جرينبيس" المعنية بحماية البيئة إلى أن الوعي بأضرار المواد البلاستيكية وبالحفاظ على البيئة بدأ يتغير بين مواطني تايلاند، وقالت تارا بوكامسري رئيسة فرع "جرينبيس" في تايلاند "إن ذلك التغيير يوضح أن الرسالة البيئية بدأت تصل للجميع، ومع ذلك فإنها وللأسف لم تؤد إلى حدوث تغييرات كبرى على الأساليب الممنهجة التي تحتاجها هذه الدولة لإنهاء أزمة مخلفات البلاستيك".
وتأمل بوكامسري في أن تسفر جهود ليلي عن المساعدة على تغيير ذلك الاتجاه"، وأضافت إن "نشاط ليلي الإيجابي يلهم آخرين للحذو حذوها".
وفي هذا الصدد أوضحت ليلي أن تجنب الأكياس البلاستيكية ليس بالمسألة الصعبة، وقالت إنه على الرغم من أنه ليس عمليا أن يحمل المرء معه حقيبة على الدوام أينما ذهب، "فإنه من الأفضل أن يتحمل هذا الأمر المزعج ، بدلا من جعل عالمنا ملوثا ولا يمكن العيش فيه".
وهي ترى أن البشر أهملوا لفترة طويلة حالة التدمير التي تعرضت لها البيئة، وقالت "إننا بدأنا ندرك هذه القضايا منذ 50 عاما، وأمامنا 50 عاما أخرى لنفعل شيئا لمواجهة هذا التدمير"، وتتابع إنهم يقولون الآن إن الأضرار التي حدثت أصبح من المتعذر إصلاحها، "ومن السهل الاستسلام لليأس"، ولكن يجب تغيير شيئ ما.
وتعد الناشطة البيئية الشابة السويدية جريتا تونبرج ملهمة للتايلاندية ليلي، التي يروق لها تشبيهها بزميلتها السويدية ،وإن كانت تشعر بقدر من الضيق لذلك في ذات الوقت، وتقول بضحكة فاترة : "أود من الناس أن يسموني فحسب ليلي . ليلى التايلاندية".
ويتمثل الهدف التالي لليلي في تخليص تايلاند من الوقود الأحفوري خلال الأعوام العشرة المقبلة على أقل تقدير، ومن ناحية وجهة نظر البالغين يبدو هذا الهدف بعيدا تماما عن الواقعية، غير أن ليلي لا تعتزم التخلي عن هذا الأمل .
وقالت "إننا هبطنا على سطح القمر، فلماذا لا يمكننا أن نتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري ؟"

كارولين بوك
الثلاثاء 3 مارس 2020