نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


فرقة موسيقية تلم شمل عائلة العود العربي في بروكسل




بروكسل - وسيم ابراهيم - يسعى ثلاثة موسيقيين من الصين والمغرب وبلجيكا عبر لقائهم في فرقة واحدة الى لم شمل عائلة العود التي يعد العود العربي جدها المؤسس ، محاولين "مد جسر بين حضاراتنا وتقديم صوت موسيقي جديد" كما يقول احد اعضاء الفرقة.


فرقة موسيقية تلم شمل عائلة العود العربي في بروكسل
وادى وجود الموسيقيين الثلاثة في بروكسل وتقاطع انشغالاتهم الموسيقية الى اجتماعهم في فرقة عكست تلك الانشغالات في اسمها "لوثومينيا" أو "هوس العود"، التي صدر لها البومان موسيقيان.
ويقوم العازف البلجيكي بالتأليف الموسيقي للفرقة. وهو يعزف على آلة اللوت (القيثارة) التي انبثقت من العود العربي وانتشرت في اوروبا خلال القرون الوسطى حتى اواخر القرن الثامن عشر.

ويشاركه في التاليف عازف العود المغربي عابد البحري ويعزف الى جانبهم شريكهم الصيني اكيزا خوا على آلة "البيبا" التقليدية ذات التقاليد العريقة في ثقافته.
تعلم مالفيت العزف على اللوت الاوروبي بشكل ذاتي قبل ان يحصل على دبلوم في العزف عليه من الكلية الموسيقية الملكية في لندن.

وحول ما دفعهم لتكوين فرقتهم قال مالفيت في حديث لفرانس برس "اردنا ان نجمع هذه الالات الثلاث التي اتت من التراث نفسه كما اردنا ان نعزف مؤلفاتنا الموسيقية الخاصة التي لا ترتبط بالتقاليد الفلكلورية او الكلاسيكية".
متحف الالات الموسيقية في بروكسل اقام لعازفي فرقة "لوثومينيا" حفلة مساء الاربعاء.

وكانوا قدموا حفلات عديدة في عواصم عالمية، وحطت بهم جولة موسيقية عالمية هذا العام في مصر حيث قدموا حفلة هناك خلال ايلول/سبتمبر الماضي. واصدر العازفون الثلاثة البومين موسيقيين، اولهما "رحلات" (2001) ثم "تجولات" في 2004.
يشير العازف البلجيكي الى احدى آلات اللوت التي عزف عليها وتسمى "ثيوربو" وهي تشبه العود العربي الا ان لها زندا طويلا ينتظم عليه 14 وترا.

ويقول ان "هذه الالة صممت لتعزف موسيقا (عصر) الباروك، لكني لا اعزف عليها الان موسيقا الباروك. وزميلنا الصيني لا يعزف على البيبا موسيقا صينية، بل الموسيقا التي نؤلفها". ويضيف "هذه طريقتنا لنقدم تراثا موسيقيا جديدا لآلة العود".

عازف العود المغربي عابد البحري المقيم في بروكسل والذي درس في اكاديميتها الملكية للفون الجميلة، يؤكد ان اجتماع عازفين على آلات تقليدية لا يعني بالضرورة تقديمهم اعمالا تراثية.
ويقول ان "ما نقدمه ليس تراثا عربيا ولا هو تراث اوروبي، انها موسيقا معاصرة من تاليفنا".

وترتسم على وجه البحري ابتسامة عريضة وهو يروي كيف يعزف زميله الصيني معهم على آلته "البيبا" الحانا يحوي بعضها مقامات موسيقية عربية مع ان تلك الالة غير مصممة لهذا الغرض.
ويقول "لم اكن اتخيل ان اجتمع في مشروع موسيقي واحد مع عازف صيني، لكن هذا يحدث اذا توفرت الرغبة وتقاطعت الاهتمامات".

ويشرح العازف الصيني اكيزا خوا الذي درس الموسيقا في الصين وبلجيكا حيث يقيم ان الة "البيبا" انصهرت في التقاليد الموسيقية الصينية بعدما انبثقت من الة العود القديمة ويعتمد عليها في الشرق الاقصى لمصاحبة الغناء.
لذلك ارادوا ان تكون آلة "مونو تون" (تصدر نغمات قليلة وتتفاعل في طبقة واحدة)، على حد قوله.

و"البيبا" اصغر قليلا من العود العربي وتحوي اربعة اوتار، يضعها العازف بشكل قائم ويعزف عليها باصابعه التي يلبسها ريشا بلاستيكية.
اما العازف البلجيكي فيشير الى ان اللوت تطور من آلة العود العربية التي انتشرت كثيرا في اوروبا بعدما انتقلت اليها من الثقافة العربية الاندلسية.

لكن تطورها ذهب في اتجاه مختلف بعدما خضع لشروط ومتطلبات الموسيقا الغربية الذي يعتبر "الهارموني" (التوافق الصوتي) اساسا لها. فلم تتطور كآلة عزف منفردة مثل العود العربي الذي استمر العزف عليه خلال قرون بنفس الطريقة.

ويشير مولفيت الى ان الة اللوت الاوروبية تعود منذ ستينات القرن الماضي لتكون "الة حية" بعدما توقف العمل بها في اوروبا اواخر القرن السابع عشر.
وكان كتب مؤلفات لها كبار المؤلفين الاوروبيين مثل سيباستيان باخ وهاندل. كما يشرح ان "تراجع واندثار" آلة العود من اوروبا جاء بعد ابتكار الة "الغيتار" التي صنعها الاسبانيون "كرد فعل سياسي لانهم لم يريدوا الابقاء على الة موسيقية (العود) باعتبارها تنتمي الى ثقافة كانوا يعتبرون انها تحتلهم" على حد تعبيره.

ويتمنى العازف البلجيكي ان تشكل المؤلفات الجديدة لالة اللوت التي يكتبها مؤلفون معاصرون وهو منهم، في انواع موسيقية مختلفة مثل الجاز وغيره ما يمثل "نهضة موسيقية جديدة" لهذه الالة.

واكد انهم سيواصلون مشروعهم في فرقة "لوثومينيا" لانه يمكنهم من "مد جسر بين حضاراتنا وتقديم صوت موسيقي جديد ياتي من تفكير مختلف بالموسيقا".

وسيم ابراهيم
الجمعة 6 نونبر 2009