
كاما سوترا هي اكبر وأشهر الصادرات الهندية
تجولت المخرجة السينمائية الهولندية ساني بيرخمان في كل من الهند والصين وكوبا وأوغندا وأخرجت فيلما يحاول أن يفند هذا الوهم الأوربي: "ذهبنا لتلك الدول لنرى ماذا يمكننا أن نتعلم منهم في ما يخص الجنس، على العكس مما كنا نظن سابقا بأن عليهم ان يتعلموا منا باستمرار" حسب المخرجة بيرخمان.
في الجزء الرابع من السلسلة الوثائقية التي تسمى "الجانب المشرق من الجنس" تلقي بيرخمان نظرة ايجابية على الجنس وتصور مشهدا في مدرسة ابتدائية في أوغندا يتلقى فيها الأطفال درسا حول أهمية استمتاع الطرفين في العلاقة الجنسية فيما ينفجر الأطفال بالضحك في الصف الدراسي المزدحم، لكنهم أيضا يتحدثون عن رؤاهم عن الجنس.
هنالك أيضا مستشارون محترفون يقدمون النصح للنساء حول أفضل الطرق لتحقيق المتعة لأزواجهن في الفراش. تتمدد المستشارة على الفراش وتضع الكاميرا على صدرها وتفعل شيئا لا تظهره الكاميرا لكننا نعرف أنها تشد بيدها الشفرين الداخليين للفرج.
تمرين شد الشفرين هذا أمر معتاد في وسط الفتيات في مناطق وسط وغرب أوغندا ويعتقد الناس انه يزيد من متعة الجنس عندما يتزوجنبغض النظر عما إذا كان بالفعل له هذا الأثر، إلا انه يعتقد أيضاً أن تلك الممارسة تجلب المزيد من المتعة للرجل أيضا. وتقول المستشارة أن المرأة هي المسئولة عن الحفاظ على العلاقة الزوجية الجيدة، والحياة الجنسية النشطة هي أساسها.
في الحضارات الهندية القديمة كان الجنس يدرس بالفن والأدب، لكن المشاهد الجنسية البشرية لم تكن بعيدة عن الاذهان فقد كانت حاضرة كنقوش ورسوم على جدران العديد من المعابد. ولا يجب إن ننسى أن كاما سوترا أشهر كتاب في العالم حول الحياة الجنسية للجنس البشري هو نص هندوسي قديم. ضمن مشاهد الفيلم تقوم الكاتبة الهندية سانديا بدعوة عدد من أصدقائها لمنزلها للتحاور حول الجنس حيث تتوسط الطاولة التي يجلسون إليها نسخة كبيرة ملونة من كاما سوترا مفتوحة على صفحة تصف الأوضاع الجنسية المختلفة.
"كاما سوترا هي اكبر وأشهر الصادرات الهندية على الإطلاق" يقول احد أصدقاء الكاتبة ويضيف "القيم الفيكتورية المتزمتة التي انتشرت أبان الاستعمار البريطاني للهند غيرت النظرة الهندية التقليدية للجنس، وجعلتها نظرة محافظة، من المفارقة أننا نتعلم الجنس من جديد من الأوربيين."
ويعرض الفيلم أيضا زيارات بيرخمان المتكررة لشيوخ اليوغا على أمل اكتشاف أسرار اليوغا الجنسي، لكنها تتوصل من جديد إلى أن تحقيق الاستنارة الجنسية عملية طويلة ومعقدة وتستمر طوال الحياة وليست بضع خطوات متتالية يمكن تصويرها وحبسها في شريط سينمائي.
تعيش قبيلة الموسو التي تعتمد النظام الامومي في الأسرة في إقليم يونان الصيني. في هذه القبيلة لا يشترط أن يعيش الشريكان الجنسيان في بيت واحد ويحق لكل منهما ممارسة الجنس مع أي شخص أخر. لكن أفراد القبيلة يترددون ويتلعثمون أمام الكاميرا لأن تزايد سوء الفهم لسلوكهم الجنسي أصبح يجتذب إليهم الكثير من السياحة غير المرغوب فيها. في اللقاءات المصورة للفيلم تصبح كل الأسئلة عن الامور الجنسية الحميمة موضع ضحك وتندر بالنسبة للموسو. "يا لغرابة السؤال" هكذا أجابت امرأة من الموسو عندما سألتها بيرخمان عما إذا كانت تعتبر نفسها جذابة جنسيا. في لقطة قريبة مكبرة لوجهها يمكن ان ترى التجاعيد التي تغطي وجهها وشعرها الاشيب الطويل الذي تجمعه خلف رأسها في ضفيرة واحدة، لم تفكر هذه السيدة طويلا فبل ان تجيب "نعم، انا جذابة بالطبع".
كل النساء اللواتي تحدثن في الفيلم أكدن إنهن راضيات عن أنفسهن وأجسادهن بغض النظر عن الوزن والشكل والحجم والعمر والثقافة، في فيلم أخر اسمه "فوق الجبل" تحدت سانت بيرخمان عن نماذج الجمال الأنثوي الأوربية. شوارع هافانا في كوبا الشيوعية لا تغطيها صور الموديلات المعدلة ببرنامج الصور الشهير فوتوشوب التي تعلن منتجات التجميل. ذهبت المخرجة بيرخمان لصالات الرياضة في هافانا وتحدثت لنساء من مختلف الأحجام والأوزان والأعمار لكن ليس بينهن واحدة تعاني من عقدة من وزنها مثلا "إذا لم يحبني كما أنا .. الباب يفوت جمل" كما تقول كوبية ضاحكة.
لكن ليست كل جوانب الجنس مشرقة في تلك البلدان كما تصورها سلسة الأفلام الوثائقية للمخرجة بيرخمان. قدم مشروع قانون للبرلمان الأوغندي عام 2009 يفرض عقوبة الإعدام على المثليين الجنسيين أثار الرأي العام في العالم كله. تقول بعض النساء الأوغنديات انه حتى وقت قريب لم تكن في لغاتهم المحلية كلمة للمثلية الجنسية. إذا قرر رجل أن يعيش مع رجل آخر كنا نقول "إن الرجل تلبسته روح قرد".
في فيلم بيرخمان يقول ناشط اجتماعي أوغندي إن الخوف المرضي من المثليين الجنسيين جاء لأوغندا مع المبشرين الأنجليكانيين الامريكان. ربما يكون من قبيل المبالغة أن ننسب كل الظاهرة للمبشرين الامريكان لكنهم مسئولون على الأقل جزئيا عن مشاعر العداء العميقة للمثليين في البلاد.
بتجنب موضوعات مثل الزواج القسري، والعنف الجنسي وختان الإناث تعمدت المخرجة ساني بيرخمان أن تعرض الجانب المشرق فقط من الجنس في الثقافات التي يقدمها الفيلم:
"هنالك افلام كثيرة جدا عن الأبحاث حول الايدز، والدعارة والهوموفوبيا .. لكن الإكثار من تسليط الضوء على مشكلات محددة يرسخ الصور النمطية فقط" تقول بيرخمان في حوار مع الإذاعة الهولندية العامة الأولي وتضيف "انأ كنت ابحث عن نماذج يمكننا أن نتعلم منها شيئا جديدا."
في الجزء الرابع من السلسلة الوثائقية التي تسمى "الجانب المشرق من الجنس" تلقي بيرخمان نظرة ايجابية على الجنس وتصور مشهدا في مدرسة ابتدائية في أوغندا يتلقى فيها الأطفال درسا حول أهمية استمتاع الطرفين في العلاقة الجنسية فيما ينفجر الأطفال بالضحك في الصف الدراسي المزدحم، لكنهم أيضا يتحدثون عن رؤاهم عن الجنس.
هنالك أيضا مستشارون محترفون يقدمون النصح للنساء حول أفضل الطرق لتحقيق المتعة لأزواجهن في الفراش. تتمدد المستشارة على الفراش وتضع الكاميرا على صدرها وتفعل شيئا لا تظهره الكاميرا لكننا نعرف أنها تشد بيدها الشفرين الداخليين للفرج.
تمرين شد الشفرين هذا أمر معتاد في وسط الفتيات في مناطق وسط وغرب أوغندا ويعتقد الناس انه يزيد من متعة الجنس عندما يتزوجنبغض النظر عما إذا كان بالفعل له هذا الأثر، إلا انه يعتقد أيضاً أن تلك الممارسة تجلب المزيد من المتعة للرجل أيضا. وتقول المستشارة أن المرأة هي المسئولة عن الحفاظ على العلاقة الزوجية الجيدة، والحياة الجنسية النشطة هي أساسها.
في الحضارات الهندية القديمة كان الجنس يدرس بالفن والأدب، لكن المشاهد الجنسية البشرية لم تكن بعيدة عن الاذهان فقد كانت حاضرة كنقوش ورسوم على جدران العديد من المعابد. ولا يجب إن ننسى أن كاما سوترا أشهر كتاب في العالم حول الحياة الجنسية للجنس البشري هو نص هندوسي قديم. ضمن مشاهد الفيلم تقوم الكاتبة الهندية سانديا بدعوة عدد من أصدقائها لمنزلها للتحاور حول الجنس حيث تتوسط الطاولة التي يجلسون إليها نسخة كبيرة ملونة من كاما سوترا مفتوحة على صفحة تصف الأوضاع الجنسية المختلفة.
"كاما سوترا هي اكبر وأشهر الصادرات الهندية على الإطلاق" يقول احد أصدقاء الكاتبة ويضيف "القيم الفيكتورية المتزمتة التي انتشرت أبان الاستعمار البريطاني للهند غيرت النظرة الهندية التقليدية للجنس، وجعلتها نظرة محافظة، من المفارقة أننا نتعلم الجنس من جديد من الأوربيين."
ويعرض الفيلم أيضا زيارات بيرخمان المتكررة لشيوخ اليوغا على أمل اكتشاف أسرار اليوغا الجنسي، لكنها تتوصل من جديد إلى أن تحقيق الاستنارة الجنسية عملية طويلة ومعقدة وتستمر طوال الحياة وليست بضع خطوات متتالية يمكن تصويرها وحبسها في شريط سينمائي.
تعيش قبيلة الموسو التي تعتمد النظام الامومي في الأسرة في إقليم يونان الصيني. في هذه القبيلة لا يشترط أن يعيش الشريكان الجنسيان في بيت واحد ويحق لكل منهما ممارسة الجنس مع أي شخص أخر. لكن أفراد القبيلة يترددون ويتلعثمون أمام الكاميرا لأن تزايد سوء الفهم لسلوكهم الجنسي أصبح يجتذب إليهم الكثير من السياحة غير المرغوب فيها. في اللقاءات المصورة للفيلم تصبح كل الأسئلة عن الامور الجنسية الحميمة موضع ضحك وتندر بالنسبة للموسو. "يا لغرابة السؤال" هكذا أجابت امرأة من الموسو عندما سألتها بيرخمان عما إذا كانت تعتبر نفسها جذابة جنسيا. في لقطة قريبة مكبرة لوجهها يمكن ان ترى التجاعيد التي تغطي وجهها وشعرها الاشيب الطويل الذي تجمعه خلف رأسها في ضفيرة واحدة، لم تفكر هذه السيدة طويلا فبل ان تجيب "نعم، انا جذابة بالطبع".
كل النساء اللواتي تحدثن في الفيلم أكدن إنهن راضيات عن أنفسهن وأجسادهن بغض النظر عن الوزن والشكل والحجم والعمر والثقافة، في فيلم أخر اسمه "فوق الجبل" تحدت سانت بيرخمان عن نماذج الجمال الأنثوي الأوربية. شوارع هافانا في كوبا الشيوعية لا تغطيها صور الموديلات المعدلة ببرنامج الصور الشهير فوتوشوب التي تعلن منتجات التجميل. ذهبت المخرجة بيرخمان لصالات الرياضة في هافانا وتحدثت لنساء من مختلف الأحجام والأوزان والأعمار لكن ليس بينهن واحدة تعاني من عقدة من وزنها مثلا "إذا لم يحبني كما أنا .. الباب يفوت جمل" كما تقول كوبية ضاحكة.
لكن ليست كل جوانب الجنس مشرقة في تلك البلدان كما تصورها سلسة الأفلام الوثائقية للمخرجة بيرخمان. قدم مشروع قانون للبرلمان الأوغندي عام 2009 يفرض عقوبة الإعدام على المثليين الجنسيين أثار الرأي العام في العالم كله. تقول بعض النساء الأوغنديات انه حتى وقت قريب لم تكن في لغاتهم المحلية كلمة للمثلية الجنسية. إذا قرر رجل أن يعيش مع رجل آخر كنا نقول "إن الرجل تلبسته روح قرد".
في فيلم بيرخمان يقول ناشط اجتماعي أوغندي إن الخوف المرضي من المثليين الجنسيين جاء لأوغندا مع المبشرين الأنجليكانيين الامريكان. ربما يكون من قبيل المبالغة أن ننسب كل الظاهرة للمبشرين الامريكان لكنهم مسئولون على الأقل جزئيا عن مشاعر العداء العميقة للمثليين في البلاد.
بتجنب موضوعات مثل الزواج القسري، والعنف الجنسي وختان الإناث تعمدت المخرجة ساني بيرخمان أن تعرض الجانب المشرق فقط من الجنس في الثقافات التي يقدمها الفيلم:
"هنالك افلام كثيرة جدا عن الأبحاث حول الايدز، والدعارة والهوموفوبيا .. لكن الإكثار من تسليط الضوء على مشكلات محددة يرسخ الصور النمطية فقط" تقول بيرخمان في حوار مع الإذاعة الهولندية العامة الأولي وتضيف "انأ كنت ابحث عن نماذج يمكننا أن نتعلم منها شيئا جديدا."