نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


قبضة الحصار الخانقة ولؤم السماسرة حوّلا أحلام الغزاويين بالهجرة إلى سراب




غزة - يغامر مئات الشبان الفلسطينيين الراغبين بالهجرة من غزة بدفع مبالغ كبيرة لوكلاء سفر يعدونهم بتاشيرات لبلدان اجنبية قد لا يحصلون عليها او تتنتهي صلاحيتها من دون ان يتمكنوا من السفر بسبب الحصار المفروض على القطاع فابو لؤي من مخيم جباليا احد القلائل الذين حالفهم الحظ بالحصول على تاشيرة سفر لالمانيا لكنه سيفقدها اذا لم يسافر خلال شهر، لان معبر رفح بين قطاع غزة ومصر محطة المرور الاجبارية لفلسطينيي غزة المسافرين للخارج، يبقى مغلقا معظم الوقت


أهالي غزة المحاصرون
أهالي غزة المحاصرون
ويروي ابو لؤي "بعت حلي زوجتي لادفع لمكتب السفر الفي دولار مقابل تأشيرة طالب لالمانيا حصلت عليها منذ شهرين وتبقى امامي شهر واحد على انتهاء صلاحيتها".

ويضيف الرجل وهو موظف في السلطة الوطنية الفلسطينية "سأموت بحسرتي اذا لم يفتح المعبر خلال شهر فقد فشلت في السفر المرة الماضية".

ويتذمر ابو لؤي (37 عاما) الاب لاربعة ابناء قائلا: "كل حياتنا عقبات ودمار و حصار حتى حينما قررنا ان نهاجر لم تتوقف العقبات،الحياة معدومة في غزة فلو مرض ابني لن اتمكن من علاجه هنا".

ويصر مع ذلك "لن افقد الأمل، سأهاجر مع عائلتي ولن نعود".

ويوفر وكلاء السفر في غزة تاشيرات مؤقتة وهي التي يستخدمها الشبان الراغبون في الهجرة في حالات كثيرة لدخول البلد الذي اصدرها والبقاء فيه بشكل غير شرعي او الانتقال منه الى دول مجاورة.

اما الشاب معمر فقد كان اقل حظا واخفق في الحصول على تاشيرة رغم انفاقه مئات الدولارات.

ويقول معمر: "لجات لمكتب سفر لاهاجر قبل اكثر من عامين ودفعت له 1200 دولار مقابل فيزا طالب في استراليا على ان ادفع 1300 دولار اخرى بعد حصولي عليها".

ويتابع "اخبرني صاحب المكتب بعد شهرين من الاجراءات ان طلبي رفض في الجامعة لان نتيجتي في الثانوية العامة اقل من 65 في المئة واعاد لي 500 دولار فقط".

وبعد هذا الرفض لم يجد معمر حرجا في تزوير شهادة الثانوية العامة في محاولة منه للحصول على قبول جامعي في دولة اخرى.

ويوضح معمر الذي يعيل زوجته وطفليه من عمله كسائق سيارة أجرة "دفعت لاحدهم 2000 شيكل (500 دولار) ليرفع معدلي في الشهادة الى 66 في المئة وقمت بارسالها الى عدة جامعات في اوروبا بمساعدة اصدقائي وانتظر الرد".

ويقلل الشاب من امكانية ان يكشف امره، مؤكدا ان صديقا له "جرب الطريقة قبلي ونجح". ويضيف "بمجرد وصولي الى الدولة التي احصل على القبول منها ساهرب بالقطار الى النرويج".

ويؤكد معمر انه "ليس راض" عما فعله ولكنه يبرره "بالاحباط والخوف" الذي يعيشه في قطاع غزة قائلا "اخشى ان افقد احد اطفالي في قصف او حرب اخرى لم اعد احتمل (...) لن اعود الى غزة".

ويؤكد صاحب احد مكاتب السفر والسياحة وخدمات طلاب الجامعات في غزة مفضلا عدم الكشف عن اسمه ان مكتبه لا يقدم اي خدمات للهجرة لكنه يقوم بتوفير "فيزا طالب للراغبين في استكمال تعليمهم الجامعي نحصل لهم على قبول جامعي من المانيا".

ويؤكد الرجل الذي علق في مكتبه ترخيصا من الحكومة المقالة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة انه يلتزم بعقد مع الطالب "حتى يعرف كل طرف حقوقه وواجباته، نرفض كثيرا من الطلبات لانها لا تستوفي شروط الجامعة".

ويتقاضى المكتب 1400 دولار مقابل هذه الخدمات "700 دولار منها للمكتب و600 اخرى لمعهد تعليم اللغة في المانيا اضافة لـ60 دولار تقريبا لدورة لغة تمهيدية في غزة"، حسب قوله.

ويشدد الرجل على ان مكتبه لا يقوم باجراءات هجرة ولكنه لا يخفي ان "الكثيرين يستغلون التأشيرات (المؤقته) للهجرة من غزة".

ويلجأ غالبية الراغبين في الهجرة من غزة الى هؤلاء الوكلاء للحصول على تاشيرات مؤقتة بالرغم من وجود مؤسسة خاصة تعني بشؤون الهجرة الى كندا وتعمل بترخيص من الحكومتين الكندية و الفلسطينية.

ويعزو مالك الشوا مدير هذه المؤسسة قلة الاقبال الى ان"اكثر من 90 في المئة من الاشخاص الذين يقصدوننا لا يستوفون الشروط التي تطلبها الحكومة الكندية".

ويشير كذلك الى ان "مدة الاجراءات للحصول على موافقة الحكومة الكندية تستغرق عدة سنوات".

ويستغل بعض السماسرة رغبة الشبان في الهجرة للتحايل عليهم.

زهدي البالغ من العمر 23 عاما هو احد هؤلاء الشبان الذين تعرضوا للاحتيال. ويقول "تعرفت انا وصديقي على شاب اخبرنا انه متعهد سفر يوفر تأشيرات شينغن لاوروبا مقابل 2000 دولار".

ويضيف "تفاوضنا معه انا وصديقي حتى وافق ان نعطيه 1500 دولار فقط مقابل تأشيرة لي واخرى لصديقي وان ندفع له الباقي بعد حصولنا على التأشيرات ".

ويتابع الشاب بنبرة نادمة "تبين انه محتال هرب الى مصر وما زال هناك. لم نكن الوحيدين الذين احتال عليهم".

وتفرض اسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة منذ سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عليها في منتصف يونيو (حزيران) 2007.

وتفاقمت الاوضاع بعد الهجوم الاسرائيلي على غزة نهاية 2008 ومطلع 2009 والذي اودى بحياة 1440 فلسطيني و الحق دمارا هائلا في البنى التحتية

أ ف ب
الاثنين 25 يناير 2010