نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة

تأملات في الثورة الفاشلة

16/03/2024 - ماهر مسعود


قرار المحلفين بقضية واينستاين سيحدد عصر حركة "مي تو "






نيويورك - صوفي وينجيت - بينما يبدأ المحلفون في قضية محاكمة المنتج الامريكي السابق، هارفي واينستاين بتهمة الاغتصاب، مداولاتهم غدا الثلاثاء، فإنهم يواجهون قرارا لن يحدد مصير قطب هوليوود سيء السمعة فحسب، ولكنه سيحدد أيضا عصر حركة "مي تو #" المناهضة للتحرش بالنساء.
وفي حال وجدت هيئة المحلفين المكونة من سبعة رجال وخمس نساء،أن واينستاين مذنب، فإنه قد يواجه السجن مدى الحياة.
وتعتبر القضية حدا فاصلا بالنسبة لحركة "مي تو#" العالمية، المعنية بمكافحة التحرش والاعتداءات الناتجة عن الكشف عن العديد من المزاعم ضد واينستاين في وسائل الإعلام الأمريكية في عام 2017.
وقد اتهمت أكثر من 80 امرأة منذ ذلك الحين، الرجل - الذي كان في يوم ما منتجا بارزا - بسوء السلوك الجنسي معهن، وذلك في اعتداءات وقعت خلال الاعوام بين 2006 و2013.


جيسيكا مان
جيسيكا مان
 
ولكن التهم الجنائية الخمس التي يواجهها واينستاين في نيويورك، قائمة على مزاعم سيدتين فقط، لأن أغلب الدعاوى المرفوعة ضده، وقعت منذ فترة طويلة جدا تحول دون تسجيلها، أو وقعت خارج الاختصاص القضائي لولاية نيويورك.
وتقول جيسيكا مان، إن واينستاين اغتصبها في غرفة بأحد فنادق نيويورك، عندما كانت في بداية مشوارها في عالم التمثيل في عام 2013، كما اتهمته مساعدة الإنتاج السابقة ميمي هالي بإجبارها على ممارسة الجنس الفموي معه في عام 2006.
ومن جانبه، قال القاضي جيمس بورك للمحلفين مرارا، إنهم عليهم أن يتخذوا قرارا بناء على ما يسمعونه في قاعة المحكمة، وأن "هذه المحاكمة ليست استفتاء على حركة "مي تو #".
وفي ظل غياب الكثير من الأدلة المادية، فإن قرار المحلفين يتوقف إلى حد كبير على ما إذا كانوا يصدقون موجهي الاتهام.
وقد سمع المحلفون شهادات مثيرة للعواطف من جانب مان وهالي، بالاضافة إلى العديد من موجهي الاتهام الآخرين الذين استدعاهم الادعاء في محاولة لتسليط الضوء على نمط من السلوك الافتراسي الخاص بواينستاين.
وكانت مان، التي تشكل مزاعمها أساس الاتهامات الأكثر خطورة ضد واينستاين، غالبا ما تنخرط في البكاء عندما كانت تقوم بوصف التفاصيل الحية للتصرفات الجنسية للمنتج "المتلاعب" وهجماته العنيفة عليها.
وقالت مان: "إذا سمع الكلمة /لا/، فإنها تكون بمثابة محفز له".
ولكن تعتبر قضيتا مان وهالي معقدتين، لأن كلاهما كانتا على اتصال مع واينستاين بعد الاعتداءات المزعومة عليهما، وهي حقيقة قام فريق الدفاع باستغلالها.
وتعرض أصحاب الاتهامات لاستجواب يتسم بالعدوانية، من جانب محامية الدفاع الرئيسية في القضية، دونا روتونو، التي أثارت غضب مؤيدي "مي تو #"، بسبب استخفافها بالحركة، وقد قالت مؤخرا إنها لم تتعرض قط لأي اعتداء جنسي "لأنني لن أضع نفسي في هذا الموقف أبدا".
وقد عرضت روتونو على المحلفين رسائل تتسم بدفء المشاعر، أرسلتها السيدتان إلى البريد الإلكتروني الخاص بواينستاين بعد وقائع الاعتداء التي زعما أنهما تعرضتا لها من جانبه. ومن بين الرسائل، رسالة من مان قالت فيها: "أفتقدك أيها الرجل الكبير".
وأوضحت روتونو أنها "ليست كلمات تقولها لشخص اغتصبك".
وقالت المحامية إن كل جانب من جوانب العلاقتين كان يتم بالتراضي، وأنه يتم الآن "إعادة تخيلها" في نسج "سردي" من جانب ممثلي الادعاء "شديدي الحماس".
ويشار إلى أن مان، ذات الخلفية المضطربة وشديدة التدين، أقرت بأنها قد دخلت في علاقة "مهينة للغاية" مع المنتج صاحب النفوذ، وأنها قامت بإرسال رسائل تملق له، لأن "إحساسه بذاته كان ضعيفا جدا"، وأنها كانت تخشى من العقاب الجسدي أو المهني.
من ناحية أخرى، قالت طبيبة الطب الشرعي، باربرا زيف، التي أحضرها ممثلو الادعاء، للمحلفين إن ردود الضحايا كثيرا ما كانت غير متوقعة.
كما قالت ممثلة الادعاء، جوان إيلوزي، إن إبقاء الضحايا قريبين، واستهداف نساء يحاولن صنع اسم لأنفسهن في عالم السينما، كان جزءا رئيسيا من السلوك الافتراسي لواينستاين.
وأضافت: "لقد كان المتهم سيد الكون، وكانت الشاهدات مجرد نمل يمكن أن يطأ عليهن بقدمه بدون أية عواقب".
وتم إبعاد واينستاين، الذي صور الادعاء استخدامه لجهاز مساعد على المشي بأنه مجرد حيلة لكسب التعاطف، بعيدا عن منصة الشهود.
ومن جانبه، يؤكد واينستاين /67 عاما/ على أن أي ممارسات جنسية قام بها كانت بالتراضي بينه وبين الطرف الاخر.
والأمر متروك الآن لهيئة المحلفين، الذين لا يعدوا خبراء في وقائع الاعتداء الجنسي، ولكنهم سكان عاديين في نيويورك، لاتخاذ قرار بشأن ما كان مذنبا أم لا.
وتعتبر المجموعة المختارة للمحلفين، وهم سبعة رجال - من بينهم ستة من ذوي البشرة البيضاء - بالاضافة إلى خمس نساء، مكسبا إلى حد ما بالنسبة للدفاع.
ويجب أن يتوصل المحلفون إلى قرار بالإجماع، وهو الامر الذي من المرجح أن يحدد شكل قضايا جرائم الجنس في المستقبل، فإما أن يشجع النساء الأخريات على الإبلاغ عن مزاعمهن أو يثنيهن عن القيام بذلك.

صوفي وينجيت
الاثنين 17 فبراير 2020