نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


قصة صحفي معارض سجنه نظام بوتين وأفرج عنه بضغط شعبي




موسكو - استقبل سكان موسكو أيفان جولونوف، صحفي التحقيقات الذي قضى عدة أيام في السجن كبطل. ولا يزال الكثيرون مندهشين ويتساءلون كيف كان شيء مثل هذا ممكنًا في روسيا. لكن المحققين يشيرون إلى أن الأدلة في قضية المخدرات المتهم فيها الصحفي وتصل عقوبتها لمدة 36 عامًا لم يتم دعمها. فقد قدمت صور لشحنة مخدرات محتملة مخبأة في منزل جولونوف، ولكن في النهاية اتضح أنها مفبركة، وحفظت القضية ضد الصحفي، الذي كان قد كشف مدى تغلغل المافيا في جهاز الشرطة الروسية وغيرها من أجهزة الاستخبارات.


أيفان جولونوف
أيفان جولونوف
وسجل الشهر الجاري، عشرات الاعتقالات أثناء الاحتجاجات ضد تعسف الشرطة في قضية جولونوف. كما تم القبض على الناشط البارز ضد الفساد أليكسي نافالني، لكن قضية جولونوف أظهرت أن ما يجري جزء من اتجاه سائد تعيشه روسيا. لقد أثبت العصيان المدني في روسيا أنه مثمر منذ بضعة أشهر. في نيسان/ أبريل، رفعت عن القيادي المثير للجدل، كيريل سيريبرينكوف، المعروف أيضًا في أوروبا، الإقامة الجبرية وهو الآن تحت الإفراج المشروط، رغم أن العملية القضائية ضده بسبب إهدار المال العام ما تزال مستمرة. جدير بالذكر أن هذا النوع من المظاهرات، يركز في كثير من الأحيان على ممارسات بعينها ويحمل رمزية خاصة، ولكن دون استهداف النظام السياسي ككل. في مدينة يكاترينبرج، تصدى المواطنون بجرأة لمجموعة من أنصار المافيا المخلصين للكنيسة كانت تريد بناء كاتدرائية جديدة في إحدى حدائق المدينة. كان هناك محتجزون وجرحى. في البداية ، دافع ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، عن عنف الشرطة، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل بعد ذلك وفاجأ الجميع من خلال إصدار توجيهات بإجراء حوار، وأشار إلى أنه يجب استطلاع رأي المواطنين. أما الآن فيبدو أن الأوليجارشيين الذين كانوا يأملون في بناء نصب تذكاري على ضفاف النهر وأرادوا كسب مباركة الكنيسة، سيتعين عليهم العثور على مكان آخر لذلك. كما تتزايد الاحتجاجات باستمرار على مكبات القمامة ذات الرائحة الكريهة في البلاد. وهكذا ، عارض سكان ضواحي العاصمة الروسية إنشاء مصنع مخلفات، لمعالجة النفايات في موسكو. وفي هذه الحالة أيضا، تدخل الرئيس الروسي ودعا إلى الحوار. والشيء الغريب في هذه المناسبة هو أن الكثير من المواطنين لم يجرؤوا على الخروج للاحتجاج تلقائيًا في الشارع ، أي بدون الحصول على التصريح المطلوب، نظرا لأنه في حالة المشاركة في مظاهرات غير مصرح بها فإن المحتجين يخاطرون بإلقاء القبض عليهم أو تغريمهم. وقال أندريه بيرزيف، عضو الفرع الروسي بمركز كارنيجي الأمريكي: "في كل هذه الإجراءات، يمكن تتبع خصائص نوع جديد من الاحتجاجات الروسية". تركز العديد من هذه المظاهرات على قضايا بيئية أو تخطيط حضري، دون التعرض لبوتين أو رئيس حكومته ديمتري ميدفيديف، حيث يتعلق الأمر بإرسال رسائل بسيطة من خلال التجمع للتخفيف من حالة عدم الرضا. الاستياء السياسي والاجتماعي متجذر بعمق، لدرجة أن يتحول بناء مكب نفايات غير مرغوب فيه، إلى القشة التي قصمت ظهر البعير. يقول بيرزيف إن الأقوياء يشعرون بالارتباك. "إن احتجاجا بهذه المدة وهذه الدرجة من الحدة كان شيئًا جديدًا وغير مسبوق"، يضيف المحلل، الذي يشير أيضًا إلى أنه لا أحد تقريبًا يعتقد أن هذا يكفي لتوحيد المعارضة ، التي ما زالت متشرذمة كعهدها دائمًا. ما يلفت النظر في الحالة الروسية هو السرعة التي يقدم بها الحكام تنازلات، ففي حالة الصحفي جولونوف، تم فصل اثنين من جنرالات الشرطة. و سيبحث البرلمان القانون الجنائي فيما يتعلق بجرائم المخدرات. أما أولئك الذين تصرفوا ضد جولونوف واتهموه بالمخدرات باتوا الآن موضع شك رسمي. وعندما شجبت ماريا لاسيتسكين، بطلة أوروبا والعالم في الوثب العالي، المسؤولين الحكوميين البارزين من خلال حسابها على موقع انستجرام بشأن تناول المنشطات وطالبت باستقالتهم، ما هي إلا ساعات قليلة حتى ظهر وزير الرياضة الروسي بافل كولوبكوف أمام الصحافة مناشدا تقديم رياضة نظيفة. هذا النوع من التمرد العلني لم يسبق له مثيل منذ المظاهرات الجماهيرية للمعارضة في عام 2011 ، كما يقول رئيس تحرير صحيفة "Jeshednevny Journal" ، ألكساندر جولز. و يرى الصحفي أنه ربما يكون نهاية النظام الذي كان بوتين يبنيه في السنوات العشرين الماضية، مشيرا إلى أنه حتى أولئك الذين ظلوا مخلصين يتم تنحيتهم جانبا. كما يضيف "في هذه الأيام ، يمكن للكرملين أن يرى كيف هو الحال عندما تبدأ السلطة في الترنح من مجرد نسمة من عبير الحرية يعجز عن مقاومتها". وفقًا للصحفي، يواجه الكرملين الآن معضلة: إما الخضوع للضغوط أو قمع الاحتجاج ومواصلة التضييق. ويتذكر أنه بالنسبة للمتغير الثاني، لم يعدم بوتين وسيلة خلال السنوات الأخيرة، من تفعيله وتطويره بشتى السبل.

أولف ماودر
الثلاثاء 2 يوليوز 2019