.
بعد أسابيع من دخوله سجن هاريس كونتري، هرب ستيفن راسل بالاستعانة بجهاز لاسكلي قلّد به صوت أحد الحراس، تم اعتقاله بعد أيام وأعيد إلى السجن، قضى فترة الحكم وخرج ليسرق مبلغ ثمانمئة ألف دولار، لتتم إعادته إلى السجن.
هناك اتصل بمدير السجن منتحلا شخصية قاضٍ رفيع المرتبة، طالبا تخفيض كفالته، ارتجف المدير ووافق على الفور، ليهرب راسل من جديد، لكن تم القبض عليه بعد أيام في فندق في فلوريدا.
أما أغرب مغامراته في الهرب، فكانت حين قام بتجميع عدد كبير جدا من أقلام الحبر الخضراء، ليستعين بها في تلوين ثيابه باللون الأخضر، لتصبح شبيهة بثياب الأطباء، متمكنا بفضلها من الهرب ثانية.
ألقي القبض عليه سريعا وأعيد إلى السجن، لكنه لم يستسلم. فقام بتناول أدوية مسهلة مدعيا أنه مصاب بمرض عضال، زوّر شهادة طبية تثبت أنه يحتاج إلى الموت بسلام في منزله، واتصل بالسجن مدعيا أنه طبيب يطلب متطوعين من المرضى، ليخرج من زنزانته ويرسل شهادة وفاة مزوّرة إلى السلطات.
انتحل راسل بعدها شخصية رجل أعمال، فكشف أمره، وحكم عليه بالسجن لمدة 144 عاما. وهو يعيش اليوم في وحدة بولانسكي تحت حراسة مشددة على مدار 23 ساعة في اليوم، يملك الحق في ساعة واحدة كي يستحم ويمارس بعض التمارين، موعد إطلاق سراحه سيكون في 12 يونيو من العام 2140، كان راسل مجرما، لكنه وجد أن له الحق في الهرب رغم إدانته.
وفي مثل هذا اليوم قبل أكثر من ألفي عام، أي في السنة 37 قبل الميلاد، قام مجلس الشيوخ الروماني بتعيين كاليغولا إمبراطورا على روما. كاليغولا الذي كان يختبئ تحت سريره خوفا من هزيم الرعد، ولا يستطيع النوم ليلا، يقضي وقتا طويلا أمام المرآة وهو يتلاعب بتعابير وجهه.
مجنون، خفيف الدم، ساخر ومتهكم، بليغ وذكي، يستحم بالعطور. لم يكن كاليغولا يحترم أحدا سوى الأذكياء، حتى أنه عيّن حصانه تانتوس عضوا في مجلس الشيوخ. وكان يعقد جلسات خاصة مغلقة بينه وبين تمثال الإله الروماني جوبتير، يعاتبه فيها على ما صنعت يداه من مخلوقات غبية.
فعل كاليغولا هذا كله عن قناعة، أراد أن يحضروا له القمر كي يلعب به، وكان يبكي بحرقة لأنه لا يستطيع جعل الشمس تشرق من الغرب، ومات قبل أن يبلغ التاسعة والعشرين من عمره.
يقوم الإنسان العادي في حياته اليومية، بكل ما قام به راسل وكاليغولا، دون أن يتوّج إمبراطورا، ودون أن يصنّف مجرما. يدافع عن وجوده في الحياة بكل ما أوتي من قوة، متجاوزا المنطق والعقل والعدالة وسواها، إذا ما تم تهديد وجوده ذاك، حقه في العيش مهما كلف الثمن.
---------
العرب
هناك اتصل بمدير السجن منتحلا شخصية قاضٍ رفيع المرتبة، طالبا تخفيض كفالته، ارتجف المدير ووافق على الفور، ليهرب راسل من جديد، لكن تم القبض عليه بعد أيام في فندق في فلوريدا.
أما أغرب مغامراته في الهرب، فكانت حين قام بتجميع عدد كبير جدا من أقلام الحبر الخضراء، ليستعين بها في تلوين ثيابه باللون الأخضر، لتصبح شبيهة بثياب الأطباء، متمكنا بفضلها من الهرب ثانية.
ألقي القبض عليه سريعا وأعيد إلى السجن، لكنه لم يستسلم. فقام بتناول أدوية مسهلة مدعيا أنه مصاب بمرض عضال، زوّر شهادة طبية تثبت أنه يحتاج إلى الموت بسلام في منزله، واتصل بالسجن مدعيا أنه طبيب يطلب متطوعين من المرضى، ليخرج من زنزانته ويرسل شهادة وفاة مزوّرة إلى السلطات.
انتحل راسل بعدها شخصية رجل أعمال، فكشف أمره، وحكم عليه بالسجن لمدة 144 عاما. وهو يعيش اليوم في وحدة بولانسكي تحت حراسة مشددة على مدار 23 ساعة في اليوم، يملك الحق في ساعة واحدة كي يستحم ويمارس بعض التمارين، موعد إطلاق سراحه سيكون في 12 يونيو من العام 2140، كان راسل مجرما، لكنه وجد أن له الحق في الهرب رغم إدانته.
وفي مثل هذا اليوم قبل أكثر من ألفي عام، أي في السنة 37 قبل الميلاد، قام مجلس الشيوخ الروماني بتعيين كاليغولا إمبراطورا على روما. كاليغولا الذي كان يختبئ تحت سريره خوفا من هزيم الرعد، ولا يستطيع النوم ليلا، يقضي وقتا طويلا أمام المرآة وهو يتلاعب بتعابير وجهه.
مجنون، خفيف الدم، ساخر ومتهكم، بليغ وذكي، يستحم بالعطور. لم يكن كاليغولا يحترم أحدا سوى الأذكياء، حتى أنه عيّن حصانه تانتوس عضوا في مجلس الشيوخ. وكان يعقد جلسات خاصة مغلقة بينه وبين تمثال الإله الروماني جوبتير، يعاتبه فيها على ما صنعت يداه من مخلوقات غبية.
فعل كاليغولا هذا كله عن قناعة، أراد أن يحضروا له القمر كي يلعب به، وكان يبكي بحرقة لأنه لا يستطيع جعل الشمس تشرق من الغرب، ومات قبل أن يبلغ التاسعة والعشرين من عمره.
يقوم الإنسان العادي في حياته اليومية، بكل ما قام به راسل وكاليغولا، دون أن يتوّج إمبراطورا، ودون أن يصنّف مجرما. يدافع عن وجوده في الحياة بكل ما أوتي من قوة، متجاوزا المنطق والعقل والعدالة وسواها، إذا ما تم تهديد وجوده ذاك، حقه في العيش مهما كلف الثمن.
---------
العرب