نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان


كان رضيعا عند قصف حلبجة..شاب في العشرينات يعود من ايران لكردستان بحثا عن جذوره




أربيل - عبد الحميد زيباري - يبحث علي الشاب الاتي من ايران الى اقليم كردستان العراق عن عائلته التي فقدها خلال قصف النظام السابق حلبجة بالاسلحة الكيميائية العام 1988، وكان رضيعا في شهره الرابع.
وقال علي (21 عاما) الذي تربى في كنف امراة ايرانية في مدينة مشهد لوكالة فرانس برس "اتقدم بالشكر من جميع الذين ساعدوني وخصوصا المراة التي عملت على تربيتي وكانت بمثابة والدتي ورحلت خلال الفترة الاخيرة".


جناز سعد عبداله وزيرة الشهداء في اقليم كردستان العراقي
جناز سعد عبداله وزيرة الشهداء في اقليم كردستان العراقي
وقد شنت طائرات حربية في 16 اذار/مارس 1998 غارات على حلبجة الواقعة في محافظة السليمانية خلال احدى حملات الانفال الثماني بين العامين 1987 و1988.
واسفرت الغارت عن مقتل اربعة الى خمسة الاف شخص في حين ادت حملات الانفال الى مقتل نحو مئة الف شخص وتدمير ما لا يقل عن ثلاثة الاف قرية وتهجير عشرات الالاف.

واضاف علي بالفارسية "ابلغتني والدتي بالحقيقة عندما كنت في السادسة وقالت انني لست ابنها الحقيقي وانها تبنتي (...) اعتقد انها تصرفت بشكل صحيح عندما لم تخف عني هذه الحقيقة".
وتابع "بعد معرفتي بالموضوع، كان افراد العائلة يتصرفون معي بشكل جيد ولدي اشقاء وشقيقات. لم افكر يوما في البحث عن عائلتي الحقيقية لكن عندما بلغت سن الثامنة عشرة وخصوصا بعد وفاة والدتي شعرت بالوحدة وفكرت بذلك حينها".
واكد علي انه اكمل "الدراسة الابتدائية والثانوية من خلال مؤسسة الشهداء في ايران"، موضحا انها "مدرسة خاصة باطفال الشهداء".

من جهتها، قالت جنار سعد عبدالله وزيرة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة الاقليم لفرانس برس "هناك حوالى 25 طفلا مجهولي المصير ضاعوا في ايران".
واضافت "نعتقد ان العدد اكثر من ذلك لان هؤلاء فقدوا احد الوالدين فقط (...) وقد ابلغوا عن ضياعهم (...) هناك احتمال بوجود اطفال فقدوا الوالدين معا ولا احد يقوم بالبحث عنهم".

واوضحت عبدالله انها اطلعت على ملف علي بينما كان في احدى دور الحضانة في ايران قبل تسليمه الى ايرانية تبنته وورد فيه "توافق حكومة الجمهورية الاسلامية في ايران على تبني الطفل علي وهو كردي من ضحايا القصف الكيميائي لمدينة حلبجة".
واضافت ان الشاب سيتوجه الى حلبجة غدا الاثنين للاجتماع مع عائلات فقدت اطفالها، واذا "عثرنا على عائلته من خلال الملامح سنجري بعدها فحوصات الحمض النووي للتاكد من ذلك".

وقامت الوزارة باستضافة مجموعة من العائلات التي ضاعت اطفالها خلال قصف حلبجة للتعرف الى الشاب.
وقالت وزيرة محمد (51 عاما) التي توفي ثلاثة من اطفالها مع ضياع اثنين اخرين "لم استطع النوم ليل امس من البكاء عندما علمت بوصوله للبحث عن عائلته، وانهمرت دموعي حتى الفجر عندما شاهدت صورته التي تذكرني بطفليي اللذين ضاعا العام 1988".
واضافت "فقدت خمسة من اطفالي لكنني متاكدة من وفاة ثلاثة فعندما ضربونا بالاسلحة الكيميائية كانت لي ابنة في الحادية عشرة وكنت ارضع ابني الصغير (سبعة اشهر) فاخذته مني لاعتقادها انني فارقت الحياة (...) لكننا لم نجد لهما اثرا بعد ذلك".

من جهته، قال زوجها فخر الدين حاجي سليم الذي لا يزال يحتفظ بصور اطفاله الخمسة انه اجرى مقارنة بين صورة رضيعه مع صورة علي لعله يجد شبها بينهما "فعندما اشاهد هذا الطفل اتذكر كل اطفال حلبجة الذين ضاعوا او فقدوا".
واضاف "لدي شعور بانه ابني لكن الفحوص الطبية ستثبت في النهاية نسبه (...) هناك عشرات العائلات التي اضاعت اطفالها لكنها فقدت الامل في البحث عنهم، لكنني ابحث عن اطفالي منذ واحد وعشرين عاما ولم افقد الامل".
واوضح سليم "كنت قدمت طلبا الى (المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي) خامنئي ورد علي قائلا انه شخصيا يتابع قضية اطفال حلبجة، لكن لم تسنح له ظروف الحرب حينها والان نتمنى ان يبقى على وعده ليعاود البحث عنهم".


عبد الحميد زيباري
الاحد 11 أكتوبر 2009