نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


كسوف الشمس...الكهنة والمنجمون يحذرون من شر مستطير والعلماء يتهيأون لمحاربة الخرافة




نيودلهي - سيدهارتا كومار - تستحوذ مشاعر من الخوف على غالبية الهنود بدلا من مشاعر الترقب والإثارة حيال الكسوف القادم للشمس.


كسوف الشمس...الكهنة والمنجمون يحذرون من شر مستطير والعلماء يتهيأون لمحاربة الخرافة
وتدور معركة غير معلنة بين المنجمين ورجال الدين والعلماء في ظل بزوغ الهند كقوة علمية.وبينما يتحدث الكهنة الهندوس عن معتقدات أسطورية بان الكسوف يشي بسوء الطالع والاضطراب فان العلماء ينظمون ورش العمل ويبعثون بها الي المناطق الريفية ومعها متخصصون في الكسوف لتبديد المخاوف التقليدية.
يبدأ الكسوف الذي سيكون الاطول حتى عام 2132 عند الساعة 20 : 5 صباحا ( 2350 بتوقيت جرينتش ) يوم الثلاثاء عندما يلقي القمر بظله على الشمس بالقرب من الساحل الغربي للبلاد.
وسيغطي ظل القمر 13 ولاية من ولايات الهند البالغ عددها 29 ولاية من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في الغرب والوسط والشرق وشمال شرق الهند وعبر أجزاء من النيبال وبوتان وبنجلاديش وميانمار قبل ان يدخل الصين.
ومن المقرر أن يستمر الكسوف 3 دقائق و30 ثانية حول باتنا عاصمة ولاية بيهار. وسيهرع أكثر من 20 ألف سائح من علماء الفلك والعلماء الي تاريجنا وهي قرية صغيرة تقع بالقرب من باتان ويقال أن الكسوف في أوضح صوره فى الهند سيكون فيها.

وربما لا يكون ثمة بلد يجمع بين المتناقضات مثل الايمان الاعمي والعلم مثل الهند. فالحضارة الهندية القديمة التي تعتبر الشمس والقمر آلهين بنت مجتمعا شديد الخرافة . وفي نفس الوقت صارت الهند بين قلة من الامم ارتادت الفضاء وصارت تطلق الصواريخ والأقمار الصناعية بشكل روتيني.

وسيطبق الصمت الرهيب بعد غد الأربعاء على غالبية المدن والقرى الهندية وستغلق المعابد أبوابها وسيقي قسم كبير من السكان داخل البيوت لتحاشي الكسوف تطبيقا للخرافات.وبحسب أساطير هندوسية فان الكسوف يمثل محاولة الشرير راهو ابتلاع الشمس بحسب افاديش كومار باندي رئيس الكهنة بمعبد لاكسميناريان الشعبي في دلهي.

ويقول باندي " انه لوقت غير سعيد عندما يكون اله الشمس واقع في متاعب. الاشعة المنبعثة من الشمس تكون غير نقية ومضرة لصحة الناس ومستقبلهم. الكسوف يشي باضطرابات وحروب ودمار لذا فان 15 من الكهنة سيقومون بطقوس الياجنا ( طقوس النار) بغية التصدي للتأثيرات الشريرة".
ويمنع باندي الذي تشمل قائمة المؤمنين به رجال أعمال وربات بيوت الناس من النوم أو العمل ويدعوهم بدلا من ذلك الي الصوم وترديد الأدعية خلال الكسوف.
ومن المتوقع أن يعرض الملايين الماء على اله الشمس وان يلقوا بأنفسهم في نهر الجانج المقدس فى مدينة المعابد / فاراناسي/ أو في البحيرات المقدسة في كوروكشترا للتصدى " للاثار الشريرة " للكسوف.
ولا يقتصر إنتشار مثل هذه الافكار على المناطق الريفية . تقول سافيتا راي وهي ربة منزل من دلهي إن الطعام يفسد إذا لم يغط ويتعين تناوله فور تطهيره بإضافة فرع من نبات الريحان إليه.
وتضيف قائلة انه يتم توجيه النصح للحوامل بتحاشي الخروج أو القص والحياكة وإلا فانهم سيرزقون بطفل أعمى أو مصاب بعيوب خلقية .
ويتنبأ كبار المنجمين في الهند مثل بيجان داروالا بأوقات عصيبة حتى شهر أيلول / سبتمبر من آثار الكسوف. وربما تتعرض البورصات لاثار سلبية كما يتم توجيه النصح للزعماء السياسيين بان يلتزموا الحذر لان حالات الاغتيال تحدث في مثل هذه الفترات.وغالبا ما يتداخل التنجيم والمعتقدات الدينية في الهند حيث تستشير العائلات بانتظام الكهنة الذين يخلع عليهم أيضا صفات المنجمين. وتسعى العائلات إلى طلب النصيحة منهم في المناسبات الهامة في الحياة مثل معرفة مدي ملائمة تواريخ ميلاد الراغبين فى الزواج و تحديد الوقت المناسب للزواج.
وفي نفس الوقت فان الكسوف يوفر فرصة العمر للعلماء و هواة الفلك لمشاهدة مشهد الطبيعة المهيب. وتنظم المنظمات ذات الصلة بالعلم والفلك فعاليات وبعثات بعضها عبارة عن رحلات بالطيران العارض ( الشارتر) لمشاهدة الكسوف. وتخيم فرق في المدن الواقعة وسط البلاد مثل اوجين لمشاهدة المشهد الجليل أمام معالم أثرية ومراكز مراقبة فلكية.
وقد صمم العلماء على تسريع حربهم ضد الخرافات والبدائية. يقول إن راتناسري مدير مركز نهرو بلانتيريم في دلهي " إن الكسوف يوفر فرصة هامة لمحاربة الخرافات بإثارة الوعي لمحو المخاوف التي يروجها بعض الناس وبعض وسائل الإعلام الاليكترونية."
ويضيف " الامر الغريب هو انتشار الخرافات برغم الطفرة العلمية والفلكية التي تشهدها الهند. إنهم يرفضون حتى شغل مساحة من الفضاء لا ضرر منها."
وعلى الرغم من ان الكسوف ظاهرة علمية وطيدة فان الشبان يتعلقون على ما يبدو بمعتقدات روج لها آباؤهم. يقول الطالب اناند " ما كان ينبغي لنا ان نخرج في هذا اليوم ولكن ما الحيلة ولدينا محاضرات. نأمل الا يحدث شئ." وتضيف صديقته شيستا " سنتقابل لان ثمة ميعاد بيننا لكننا لن نأكل أي شئ ".
وتقول جمعية المنطقيين التي تهدف لتخليص الناس من الخرافات والمعتقدات العمياء إنها تنشر المعلومات العلمية وترتب لورش العمل لمحاصرة عودة العلماء الروحانيين والمنجمين الذين ذاع صيتهم عبر الأجهزة الإعلامية.
يقول سانال ايدكاركو رئيس الجمعية التي تضم 100 الف عضو " إن الروحانيين أنصاف الآلهة الجدد والمنجمين يلعبون على مخاوف الناس. انهم يريدون إثارة الرعب بينهم ومن ثم يذهبون للعلاج عندهم الأمر الذي يروج لتجارتهم."
واردف " انهم يزعمون أن الكسوف نذير شؤم لكنه في الواقع بشير حسن بالنسبة لهم . انهم يجمعون المال حتى والشمس لا تشرق."

سيدهارتا كومار
الاثنين 20 يوليوز 2009