نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


كلاب مشردة في شوارع تونس تبدأ حياة جديدة في بلد الهجرة




تونس–- طوت الكلبة "مانو" قصتها نهائيا مع حياة التشرد في الشوارع وخطر الموت برصاص الشرطة، بأن حصلت على فرصة تسفيرها إلى الولايات المتحدة الامريكية بعد أن خضعت لفترة علاج في مركز إيواء شمال العاصمة تونس. وهي الآن تحيا حياة الملوك مع عائلتها الجديدة.


وبخلاف الكلبة المدللة "مانو" التحقت الكلبة "لولو" أيضا بعد أشهر من انقاذها من الشوارع، بالولايات المتحدة فيما بدأت الكلبتان "كليمونتين" و"فيندي" حياة جديدة لدى عائلتيهما في انجلترا بعد قضائهما لنحو ثلاث سنوات في مركز ايواء يتبع "جمعية حماية الحيوان". ويجري التحضير في المركز الأول من نوعه في تونس، لإرسال دفعات أخرى من الكلاب الشعبية المشردة إلى عائلات متبنية في إيطاليا وانجلترا وكندا. تقول الناشطة في المركز منوبية النكاع /26عاما/ التي اكتسبت شهرة في وسائل الإعلام المحلية، في مقابلة مع وكالة الانباء الألمانية (د. ب. أ) "أغلب الكلاب تواجه مشكلات صحية هنا ويصعب اجراء عمليات جراحية مستعصية لها في تونس لذلك نبحث لها عن عائلات وجمعيات للتبني في الخارج". أحد الكلاب تلقى رصاصة في الرأس تسببت له بعمى نصفي، بينما فقد كلب آخر رجله بسبب رصاصة، وتعاني كلبة ثالثة من مرض نادر كانت مهددة بحقنة الموت الرحيم لكن المركز أبقى عليها وأخضعها للعلاج وهي تستعد للسفر إلى الخارج. تتابع منوبية حديثها بينما تحيط بها الكلاب "نحن لا نبيع الكلاب لكن سعادتنا القصوى في أن نجد لها ملجأ لتبدأ حياة جديدة. للأسف هنا لا تحظى الكلاب الشعبية المشردة بتقدير واسع مع انها تتميز بذكاء كبير وقدرة على التحمل وهي كلاب وفية ومطيعة وفعالة للحراسة". شيد المركز منذ عام 2014 بمدينة الحمامات التي تبعد 60 كيلومترا عن العاصمة غير أنه تقرر لاحقا نقله بسبب مكانه المتواري على الزوار ونقص التبرعات. ويقع المركز وهو مقر المنظمة اليوم في منطقة زراعية بالمدخل الشمالي للعاصمة، وهو عبارة عن ملجأ شيد على قطعة أرض خاصة تبرع بها ملاكها، ولا يزال في جانب منه في طور الانشاء والتأهيل كما يحتاج الى جمع المزيد من التبرعات للانتهاء من أشغال التوسع والبناء. لكن منذ نقله قرب العاصمة أصبح المركز أكثر استقطابا للعائلات والزوار الذين يأتون في الغالب في عطلات نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، لقضاء أوقات الترفيه مع الكلاب والقطط وتقديم تبرعات. ويمثل المشروع إحدى المبادرات القليلة التي تهدف للحد من ظاهرة ابادة الكلاب المشردة في تونس والتي بدأت تلقى تنديدا متزايدا من منظمات المجتمع المدني بعد أن ظلت على مدى عقود تمارس بلا رقيب في ظلمة الليل. يضم المركز اليوم نحو 350 كلبا وقطة وهو بذلك يكون قد فاق طاقته القصوى البالغة نحو 250 حيوانا. يتم انقاذ الحيوانات المشردة في الشوارع أو تلك المهددة بالقنص من سلطات البلدية عبر متطوعي الجمعية أو عبر تبادل المعلومات وتلقي الاشعارات على أرقام الجمعية أو من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن المنظمة توقفت عن استيعاب المزيد من الحيوانات لتفادي الاكتظاظ وبسبب عدم قدرتها على توفير الطعام لأعداد أكبر. كما لجأت الى خطة التعقيم للتحكم في تناسل الحيوانات ومجابهة أعدادها المتزايدة. تقول منوبية إن التعقيم قد يكون الحل الأفضل لحماية الحيوان عوض الركون إلى الحل الأسهل من قبل شرطة البلدية بإبادتهم بالرصاص وحرمانهم من الحق في الحياة. كما أن هذه الخطة تسمع بمنح فرص إضافية لإنقاذ المزيد من الكلاب المشردة أو المهددة في الشوارع وايوائها في المركز. لكن مع ذلك يواجه الملجأ مشكلات متزايدة لمجابهة المصاريف اليومية وتنفيذ خططه من أجل تهيئة المكان بشكل أفضل وبناء المزيد من البيوت للكلاب. وحتى يستطيع نشطاء الجمعية تغطية جزء من النفقات الطارئة أو النقص في التبرعات بدأوا بتوفير خدمات لإيواء كلاب بحسب الطلب من مالكيها لفترات محددة حينما يكونون في حالة سفر. وتوضح فاطمة قائلة "ليس للملجأ مداخيل ثابتة وهو يعتمد أساسا على المساعدات والتبرعات. نقوم بشكل دوري بطلب المساعدات على صفحتنا من الداخل ومن جمعيات في الخارج حتى نستمر في ايواء وانقاذ الحيوانات المشردة وتوفير الأطعمة والدواء". تتعاون الجمعية بشكل خاص مع جمعيات أجنبية مثل "لاين ستينا" الفرنسية و"سيمونا" الايطالية و"ياسمين عزيز" التونسية والمتخصصة في تسفير الكلاب المشردة. وتقول منوبية "نتحدث مع هذه الجمعيات ونعرض عليها صورا للكلاب ونسأل بشأن الجوانب البيئية الملائمة لطباعهم. ثم نتلقى طلبات بعد ذلك من عائلات تبدي استعدادها ورغبتها في تبنيهم". وقبل تسليم الكلاب يقوم المركز بعمل روتيني للتقصي بشأن العائلات المتبنية ما إذا كانت تملك خبرات سابقة في تدريب الكلاب والتعايش معها وما إذا كانت تتوفر لها مساحات في سكنها تسمح باستيعاب كلب. وتوضح الناشطة في حديثها "نعمل على أن نوفر بيئة جديدة لحياة أفضل للكلاب، بالبحث عن عائلات متبنية مهتمة سواء في الخارج أو داخل تونس. نسمح بالتبني أو بهجرة الكلاب حينما نكون متأكدين من كل الظروف الملائمة". وتضيف منوبية قائلة "حينما نعطي كلبا فإن الأمر أشبه تماما بمنح ابن لنا، بعد الجهد الذي نقضيه أثناء رعايته".

طارق القيزانى
الاربعاء 23 يناير 2019