نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


كيف تساعد الرياضة على التعافي بعد الإصابة بالسرطان




برلين - آنيا سوكولو وجيزيلا جروس- اعتادت البرلينية جيزيلا أوسوخ-تروجيش لسنوات قطع مسافة 500 كيلو متر أسبوعيا على الدراجة أو السير لمسافات طويلة، إلا أن حياة معلمة الأطفال السابقة انقلبت رأسا على عقب بسبب إصابتها بمرض السرطان وتأثير تبعاته عليها جسمانيا ونفسيا. "لقد شارفت على النهاية وبلغت القاع بالفعل، حتى أن درجات سلم غرفتي الثلاثة كانت تمثل مشقة بالنسبة لي"، تتذكر المعلمة المتقاعدة المحبة للرياضة. فقدت جيزيلا الكثير من وزنها ووهنت عضلاتها، وباتت تشعر دوما بالإنهاك والتعب، وأنها منعدمة الطاقة طوال الوقت.


 
لكن ممارسة الرياضة والتمارين ساعداها على التعافي من جديد. وبعد عامين من المعاناة عادت لركوب الدراجة مجددا، وممارسة تمارين اليوجا والسير لمسافات طويلة، كما اشتركت في فرقة رياضية. تقول المرأة المتقاعدة ذات السبع وستين عاما "تمكنت من استعادة ما يقرب من ثمانين بالمئة من حالتي البدنية السابقة".

توضح مارتينا شميدت، الباحثة الخبيرة بمركز هايدلبرغ لأبحاث السرطان في جنوب ألمانيا: "الرياضة ليست بديلا عن العلاج الطبي، لكنها دعم مهم للغاية". كما تؤكد شميدت أن ممارسة التمارين لا تحافظ فحسب على الحالة البدنية، بل تساعد أيضا على تعافي الجسم، بالإضافة إلى أنها تخفف وتقي أيضا من الآثار الجانبية، ومن بينها حالة الإجهاد البدني.
تقول إخصائية العلاج الرياضي البرلينية أنكي فون بوبووسكي "مرضى السرطان هم مرآة المجتمع"، مؤكدة أن هناك كثيرا من الأشخاص المتحمسين ويملؤهم الإصرار. وفقًا للمعالجة الرياضية، على العكس من ذلك، بالنسبة لكثر من المرضى الآخرين، يبدو الطريق صعبا للغاية من أجل بلوغ التعافي. يمس السرطان روح المريض ويفعل به شيئا ما". وتضيف أنه في البداية كانت جيزيلا أوسوخ-تروجيش أيضًا قليلة الثقة بالنفس. ومع ذلك تقول: "كانت مرحلتي الثانية من التعافي بمثابة إحراز تقدم كبير".

كما توضح أن مجموعة إعادة التأهيل الرياضي الخاصة بــ" أنكي فون بوبووسكي" ، التي تتردد عليها أسبوعيًا ، لعبت دورا أساسيا لاستعادة حالتها الصحية. تستكمل مع المجموعة لمدة 60 دقيقة، عدة تدريبات متنوعة لتنشيط عضلة القلب والأوعية الدموية، مع تدريبات الجمباز الإيقاعي للتنشيط والتقوية، فضلاً عن تمارين التوازن والتنسيق.

تقول شميدت "الأمور الممتعة الطريفة جيدة للغاية"، بالرغم من ذلك توضح أنه يجب تكييف الرياضة مع كل حالة. يجب على المرضى دائما استشارة الطبيب". بالنسبة لها، بشكل عام، تنويعة جيدة من المقاومة وتدريب الأثقال يعد أمرا جيدا، على أن تكون مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، و 30 دقيقة في كل مرة.

وفقًا لاتحاد جمعيات دعم السرطان، يوجد في ألمانيا حوالي ألف مجموعة رياضية للمرضى الذين تغلبوا على السرطان. وقد أفاد معهد روبرت كوتش في عام 2016 برصد نحو نصف مليون حالة جديدة من الإصابة بمرض السرطان في ألمانيا. ولدى شبكة "OnkoAktiv" التابعة للمركز الألماني لأمراض الأورام في هايدلبرج ، في جنوب غرب ألمانيا، منصة لتوفير المعلومات حول خدمات محددة.

تقول خبيرة الطب الرياضي، بمستشفى برلين الخيري الجامعي، فيرينا كريل "الرعاية الصحية، بصفة خاصة في المناطق الريفية، ليست الأفضل دائما". هذا هو السبب في أنها تجرب حاليا العلاج الرياضي من خلال التطبيب عن بعد في دراسة مع المرضى المؤمن عليهم من قبل شركة AOK Nordost. تقول كريل "الرياضة لها تأثير منشط ومحفز، وجدت أن الأشخاص الذين تشملهم الدراسة لياقتهم الرياضية أفضل وحياتهم أحسن"، مؤكدة أن هذا النوع من العلاج مفيد للغاية مثل المشاركة في مجموعة رياضية.

لماذا الرياضة إيجابية للغاية؟ تقول شميدت "لأنه لا توجد آلية واحدة. نحن نفترض أن الرياضة إيجابية بالنسبة لوظائف القلب والأوعية الدموية والرئوية والعضلية، مما يقلل من الدهون في الجسم أو يقوي جهاز المناعة". تضيف "تشير دراسات الملاحظة إلى أن معدلات البقاء على قيد الحياة أعلى وتقل نسبة الانتكاس لدى المرضى الذين يمارسون الرياضة".

وتتابع الباحثة الخبيرة بمركز هايدلبرج لأبحاث السرطان "يستعيد المريض ثقته في جسمه ويزيد لديه الشعور بالنشاط. هذا أمر مهم في كثير من الأحيان ، لأنه أثناء العلاج يكون دور المريض عادة سلبي، لأن الآخرين يفعلون الأشياء من أجله، مما يجعله يشعر بأنه أصبح تحت رحمة تصرفات الآخرين وما يفعلونه به".

تؤكد فون بوبووسكي على هذا الجانب أيضا، حيث تقول "يبدأ في استعادة سيطرته على زمام الأمور مجددا. ومن ثم تلعب الرياضة دورا مهما في جعل المريض في مرحلة التعافي يشعر بأنه أصبح من جديدا عنصرا فعالا".

تقول جيزيلا أوسوخ-تروجيش إنها لم تتعاف بمساعدة الرياضة فحسب، بل أيضا "بدعم الأصدقاء وعلاج نفسي مع خبراء نفسيين في أمراض السرطان ومساندة الكثيريرن. أنا على الطريق الصحيح، إلا أن انعدام اليقين لم ينته تماما، لأنني مازالت مريضة سرطان". توضح أن عليها إجراء كشف دوري وقائي كل ستة أشهر.

آنيا سوكولو وجيزيلا جروس
الاربعاء 4 مارس 2020