.
وقال الشيباني في المقابلة إنّ ما قدمته سوريا للدول كان «دبلوماسية صادقة» لا تعتمد على الخداع ولا الخطاب الانفعالي، وإنّ القيادة السورية الجديدة قالت بصراحة إنّ البلاد مدمرة وتحتاج إلى علاقة متوازنة مع الجميع من أجل إعادة البناء، مضيفًا أنّ الدول رأت صدقية غير مسبوقة، لأنّ ما وعدهم به تحقق أمامهم، وما قال إنّه سيحدث وقع فعلًا.
وأشار إلى أنّ القيادة واجهت تحديات كبيرة في العام الأول: تنظيم الدولة، بقايا النظام السابق، الألغام السياسية، ملف العقوبات. وقال إنّ كل خطوة كانت وراءها فرق كبيرة من المتخصصين، وإنّ العمل كان مليئًا بالتفاصيل والضغوط، لكنه كان جديًا ومنهجيًا بعيدًا عن السذاجة والانفعال، وهذا ما منح القيادة ثقة بالنفس وثقة لدى الآخرين.
وأشار في حديثه للمجلة إلى أنّ الولايات المتحدة كانت مترددة في البداية، لكن العلاقات تسارعت بشكل كبير بعد التحرير، وصولًا إلى اللقاء التاريخي بين الرئيس أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض عام 2025، ثم زيارة لندن، ثم الانفتاح على الصين، التي أكد الشيباني أنّ سوريا لا تستخف بأي علاقة معها أو مع غيرها إذا كانت تخدم مصالح السوريين.
وذكر أنّ الرئيس أحمد الشرع علّمهم مبدأ واضحًا: الاعتراف بالهزيمة لا يعني الاستسلام. وقال الشيباني إنّ القيادة الجديدة لم تغرق في الحداد، بل بادرت فورًا إلى مراجعة أخطاء تلك المرحلة، وسألت نفسها لماذا بقيت قطاعات من الشعب منحازة أو صامتة تجاه النظام، ولماذا استطاع النظام استغلال مخاوف بعض الأقليات وتوظيف التدخل الروسي لصالحه.
وأشار إلى أنّ تقييم القيادة أظهر أنّ التفوق الجوي الروسي كان العنصر الأكثر حسماً، وأنّه لا يمكن إطلاق مشروع تحرير من دون إيجاد طريقة لتحييد الطيران الروسي الذي كان يقصف المدن ثم يرسل القوات الأرضية لاحتلالها.
وذكر في حديثه للمجلة أنّ القيادة وضعت خطة واضحة قبل بدء معركة “ردع العدوان”، تقوم على تجنب الجبهات التي يتواجد فيها الروس، وتحويل محور القتال إلى مناطق لا تمس مصالح موسكو مباشرة، وعلى رأسها محور الشيخ عقيل حيث كانت قوات النظام مدعومة بعناصر إيرانية.
وأشار إلى أنّ قصف حلب كان صادماً بالنسبة لهم، وأنّه كشف طريقة النظام في التفكير، الذي لا يرى الناس ولا يهتم بهم في حساباته. وقال إنّ هذا السلوك أبرز لروسيا فشل شريكها.
وقال الشيباني للمجلة إنه بدأ حديثه مع الوفد الروسي من موقع وطني لا من موقع المنتصر، وقال لهم: «نحن الشعب السوري اخترنا التغيير. تحالفكم مع النظام كان خطأ، ويمكن تصحيح الخطأ. شراكتكم يجب أن تكون مع دولة لا مع عصابة». وأوضح أنّه ذكّرهم بأنّ اتفاق 49 عامًا في حميميم لم يُصدّق عليه البرلمان، وبالتالي فهو اتفاق مع جماعة لا مع دولة.
وقال إنه خاطبهم بسؤال رمزي: «كم مرة ستعيدون حلب للنظام؟ أعطيتموه إياها عام 2016، وخسرتم سمعتكم، ثم تخلّى هو عنها». وأشار إلى أنّ المنطقة كانت مهيأة لتفهم هذا الطرح العقلاني.
سوريا بعد 8 كانون الأول: سرعة لم يتوقعها أحد
وأشار الشيباني في المقابلة إلى أنّ ما حدث في الثامن من ديسمبر 2024 كان مفاجئًا للسوريين وللدول الإقليمية والدولية على حد سواء، وقال إنّ سرعة تسارع الأحداث داخل سوريا دفعت العواصم إلى إعادة النظر في مواقفها، خصوصًا عندما بدأ الوفود يصلون إلى دمشق، وبدأت اللقاءات مع شخصيات اقتصادية وسياسية مؤثرة في المنطقة. وذكر أنّ الارتباك الأولي عند هذه الدول كان طبيعيًا، فقد أرادت أن تعرف من هي هذه القيادة الجديدة ومن أين جاءت، لكن هذا التردد بدأ يتلاشى من اللحظة الأولى التي استمعوا فيها لبرنامج الدولة، كما قال، وللغة صادقة ووطنية بعيدة عن المزايدات.وقال الشيباني في المقابلة إنّ ما قدمته سوريا للدول كان «دبلوماسية صادقة» لا تعتمد على الخداع ولا الخطاب الانفعالي، وإنّ القيادة السورية الجديدة قالت بصراحة إنّ البلاد مدمرة وتحتاج إلى علاقة متوازنة مع الجميع من أجل إعادة البناء، مضيفًا أنّ الدول رأت صدقية غير مسبوقة، لأنّ ما وعدهم به تحقق أمامهم، وما قال إنّه سيحدث وقع فعلًا.
وأشار إلى أنّ القيادة واجهت تحديات كبيرة في العام الأول: تنظيم الدولة، بقايا النظام السابق، الألغام السياسية، ملف العقوبات. وقال إنّ كل خطوة كانت وراءها فرق كبيرة من المتخصصين، وإنّ العمل كان مليئًا بالتفاصيل والضغوط، لكنه كان جديًا ومنهجيًا بعيدًا عن السذاجة والانفعال، وهذا ما منح القيادة ثقة بالنفس وثقة لدى الآخرين.
أولى المحطات الخارجية… ورفع العلم في الأمم المتحدة
وذكر الشيباني أنّ أولى الزيارات الخارجية كانت إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أنّ الدبلوماسية السورية الجديدة تسير وفق الواقعية والإصرار، وأنّ دمشق بعد هذه الزيارة رفعت علمها في الأمم المتحدة في نيويورك وشاركت في كل مؤتمر دُعيت إليه، حتى عندما كانت الإمكانات محدودة. وقال إنّ سوريا، التي كانت غائبة عن الساحة الدولية منذ سنوات، عادت لتصبح حاضرة وفاعلة ومثيرة للاهتمام بالنسبة للكثيرين، إذ بدت دولة تقدم بديلاً جديدًا ومقنعًا.وأشار في حديثه للمجلة إلى أنّ الولايات المتحدة كانت مترددة في البداية، لكن العلاقات تسارعت بشكل كبير بعد التحرير، وصولًا إلى اللقاء التاريخي بين الرئيس أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض عام 2025، ثم زيارة لندن، ثم الانفتاح على الصين، التي أكد الشيباني أنّ سوريا لا تستخف بأي علاقة معها أو مع غيرها إذا كانت تخدم مصالح السوريين.
تفكيك العقدة الروسية: سؤال الهزيمة قبل رسم خطة التحرير
وفي محور المقابلة الأكثر حساسية، قال الشيباني إنّ التعامل مع الوجود الروسي في سوريا كان واحدًا من أعقد الملفات، خصوصًا أنّ روسيا شاركت في قصف المدن السورية لسنوات. وأوضح في مقابلته مع «المجلة» أنّ القيادة الجديدة بدأت من سؤال جوهري: لماذا هُزمت الثورة بين 2016 و2020؟ وقال إنّ سقوط حلب عام 2016 كان بداية انهيار العمل الثوري، وإنّ الأعوام الثلاثة التي تلته، وصولًا إلى اتفاق سوتشي عام 2020، كانت سنوات انكسار كامل.وذكر أنّ الرئيس أحمد الشرع علّمهم مبدأ واضحًا: الاعتراف بالهزيمة لا يعني الاستسلام. وقال الشيباني إنّ القيادة الجديدة لم تغرق في الحداد، بل بادرت فورًا إلى مراجعة أخطاء تلك المرحلة، وسألت نفسها لماذا بقيت قطاعات من الشعب منحازة أو صامتة تجاه النظام، ولماذا استطاع النظام استغلال مخاوف بعض الأقليات وتوظيف التدخل الروسي لصالحه.
وأشار إلى أنّ تقييم القيادة أظهر أنّ التفوق الجوي الروسي كان العنصر الأكثر حسماً، وأنّه لا يمكن إطلاق مشروع تحرير من دون إيجاد طريقة لتحييد الطيران الروسي الذي كان يقصف المدن ثم يرسل القوات الأرضية لاحتلالها.
مراقبة حميميم… والخوف من عودة القصف على إدلب
وقال الشيباني إنّ القيادة كانت تراقب قاعدة حميميم بدقة في بداية عام 2024، وإنّ نحو عشرين طائرة روسية كانت كافية لتدمير كل ما تحقق في إدلب خلال سنوات الهدوء الاقتصادي بين 2020 و2024، حيث ازدهرت المنطقة صناعيًا وعمرانيًا. وأشار إلى أنّ العودة إلى القصف كانت ستعيد المرحلة إلى نقطة الصفر.وذكر في حديثه للمجلة أنّ القيادة وضعت خطة واضحة قبل بدء معركة “ردع العدوان”، تقوم على تجنب الجبهات التي يتواجد فيها الروس، وتحويل محور القتال إلى مناطق لا تمس مصالح موسكو مباشرة، وعلى رأسها محور الشيخ عقيل حيث كانت قوات النظام مدعومة بعناصر إيرانية.
منتصف “ردع العدوان”… وفتح القناة السرية مع موسكو
وقال الشيباني إنّ منتصف معركة “ردع العدوان” شهد تغيرًا في موازين القوى، وإنّ الرئيس الشرع عندها رأى أن اللحظة أصبحت مناسبة لفتح قناة تواصل مباشرة مع روسيا. وأوضح أنّه قبل ذلك كانت إدلب تتعرض لقصف عنيف، وأنّ روسيا والنظام فجّرا موجة من القصف طالت حتى حلب نفسها، المدينة التي كانت إلى الأمس القريب خاضعة لهم.وأشار إلى أنّ قصف حلب كان صادماً بالنسبة لهم، وأنّه كشف طريقة النظام في التفكير، الذي لا يرى الناس ولا يهتم بهم في حساباته. وقال إنّ هذا السلوك أبرز لروسيا فشل شريكها.
لقاء باب الهوى: لحظة المواجهة المباشرة
وكشف الشيباني أنّه لم يتحدث مع قادة عسكريين روس، بل مع شخصية رفيعة جدًا، وقال إنّ اللقاء كان مباشرًا في معبر باب الهوى، وإنّه لم يكن اتصالًا ولا وساطة تركية. وذكر أنّ وسيطًا أعلمهم بعد إصدار بيان سياسي أنّ الرئيس فلاديمير بوتين نفسه قرأ البيان وأُعجب به، مما دلّهم على أنّ الرسالة وصلت.وقال الشيباني للمجلة إنه بدأ حديثه مع الوفد الروسي من موقع وطني لا من موقع المنتصر، وقال لهم: «نحن الشعب السوري اخترنا التغيير. تحالفكم مع النظام كان خطأ، ويمكن تصحيح الخطأ. شراكتكم يجب أن تكون مع دولة لا مع عصابة». وأوضح أنّه ذكّرهم بأنّ اتفاق 49 عامًا في حميميم لم يُصدّق عليه البرلمان، وبالتالي فهو اتفاق مع جماعة لا مع دولة.
وقال إنه خاطبهم بسؤال رمزي: «كم مرة ستعيدون حلب للنظام؟ أعطيتموه إياها عام 2016، وخسرتم سمعتكم، ثم تخلّى هو عنها». وأشار إلى أنّ المنطقة كانت مهيأة لتفهم هذا الطرح العقلاني.


الصفحات
سياسة









