نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


مؤرخ : تصور الغرب لأحداث 1915 يكشف مدى تحيزه ضد الأتراك




انقرة - قال عضو الهيئة التدريسية في جامعة "لويزفيل" الأميركية البروفيسور الدكتور "جوستين مكارثي": "إن التصور الموجود في الدول الغربية بخصوص المزاعم الأرمنية حول أحداث 1915؛ يكشف مدى تحيز الغرب وأحكامه المسبقة"، لافتًا أن على تركيا أولاً تحديد مجموعة الأحكام المسبقة الموجودة في الغرب.


جوستين مكارثي
جوستين مكارثي
جاء ذلك في تصريح للأناضول، حيث أضاف مكارثي، أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"؛ أعرب باسم تركيا عن حزنه على ضحايا الحرب العالمية الأولى من الأرمن، وشدد مكارثي على أن هذه الخطوة مهمّة جدًا حتى ولو قوبلت بردود فعل سلبية من قبل الأرمن، متسائلًا عمّا إذا كان الرئيس الأرميني "سيرج سركسيان" قد أعرب عن حزنه على الضحايا الذين سقطوا من الأتراك خلال تلك الأحداث؟.

ووجه مكارثي انتقادات لاذعة للحكومة الأرمنية على موقفها السلبي من الخطوات الإيجابية التي تبذلها تركيا على هذا الصعيد قائلًا: "على أحدهم القول بأن المواقف (الغربية) تتسم بالتحيز وتحكمها الأحكام المسبقة، ويتعين على الجانبين السعي من أجل إحداث توافق وتطبيع في العلاقات، وأن لا تكون تلك الجهود ملقاة على عاتق تركيا وحدها".

وحول تصريحات بابا الفاتيكان "فرانسيس" - المتعلقة بأحداث 1915 - قال مكارثي: "إن البابا ليس زعيمًا دينيًا فقط، بل هو سياسي، لذلك فهو مثل العديد من السياسيين.. يتحدث دون تفكير"، مشيرًا إلى أن المشاكل التي واجهت الأرمن في المنطقة تعود لسببين رئيسيين هما: سياسات الإمبريالية الروسية، والنزعة القومية المتطرفة لدى الأرمن، وأن مساندة الأرمن للروس ضد العثمانيين - خلال الحرب العالمية الأولى - ووضعهم أنفسهم في خدمة التطلعات الإمبريالية الروسية؛ خلقت عداوات بين الأرمن ومحيطهم المسلم، الذي عاشوا معه في محبة وانسجام ووئام لأكثر من ألف عام.

ونوه مكارثي إلى أن الروس استغلوا الأرمن وأقحموهم في مشاكل "لا ناقة لهم فيها ولا جمل"، مذكرًا أن الأرمن لعبوا دورًا مهمًا جدًا ورئيسيًا؛ في الانتصارات العسكرية التي حققها الروس على الدولة العثمانية ما بين 1915-1916، مشددًا على أن الأرمن كانوا يرغبون بالانفصال عن الدولة العثمانية، وبناء دولة متجانسة، فيما وعدهم الروس بمنحهم الحكم الذاتي ضمن الإمبراطورية الروسية، علمًا بأن الروس لم يكونوا يريدون منح الأرمن لا حكمًا ذاتيًا ولا استقلالًا، بل كان كل هدفهم استغلال العنصر الأرمني قدر الإمكان في المعركة.

وتابع مكارثي: "لقد وجد الأرمن أنفسهم مضطرون إلى الفرار شمالًا وجنوبًا، بعد أن هزمت القوات العثمانية جحافل الروس في الشرق والفرنسيين في الجنوب؛ وذلك بسبب الخوف الذي اعتراهم من انتقام جيرانهم المسلمين، بعد أن أمعنوا في قتل من عاشوا معهم نحو ألف عام بسلام وأمان (في إشارة إلى المسلمين)"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية لا تعير في الحقيقة اهتمامًا للمزاعم الأرمنية، لذا فإن رؤساء الولايات المتحدة لا يستخدمون مصطلح "الإبادة العرقية" لدى تناولهم لأحداث 1915 المتعلقة بالأرمن.

تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.

وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.

وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.

وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة العرقية" المزعومة، في كل عام.

وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.

ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.

وتؤكد الوثائق التاريخية، عدم تعمد الحكومة وقوع تلك الأحداث المأساوية، بل على العكس، لجأت إلى معاقبة المتورطين في انتهاكات ضد الأرمن أثناء تهجيرهم، وجرى إعدام المدانين بالضلوع في تلك المأساة الإنسانية، رغم عدم وضع الحرب أوزارها.

وعقب انسحاب روسيا من الحرب جراء الثورة البلشفية عام 1917 تركت المنطقة للعصابات الأرمنية، التي حصلت على الأسلحة والعتاد الذي خلفه الجيش الروسي وراءه، واستخدمتها في احتلال العديد من التجمعات السكنية العثمانية.

وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بأن ما جرى خلال عملية التهجير على أنه "إبادة عرقية"، وبالتالي دفع تعويضات.

وتؤكد تركيا عدم إمكانية اطلاق صفة الإبادة العرقية على أحداث 1915، بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.

كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراك وأرمن، وخبراء دوليين.

الاناضول
الثلاثاء 26 ماي 2015