الحادثة، بحسب المراسل، أثارت استغرابًا ومخاوف من قبل أهالي القرية، كما تعاملت فرق من الدفاع المدني والإطفاء بالمحافظة على الفور مع مصادر النيران منعًا لانتشارها.
جيوفيزيائي: الظاهرة اعتيادية ولها أسبابها
رئيس قسم علم الزلازل في المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية بجامعة دمشق، والخبير الجيوفيزيائي، الدكتور نضال جوني، أوضح لعنب بلدي، أن ظاهرة تسربات المواد الهيدروكربونية سواء النفط أو الغاز في الساحل السوري وعلى اليابسة خاصة اعتيادية ومتكررة، لافتًا إلى أن هذا التسرب يحصل في البحر أيضًا.
وعزا الدكتور جوني الأسباب إلى تسرب غاز خام بوساطة تشققات وتصدعات موجودة في الطبقات الصخرية، مبينًا أن هذه التسربات تكررت في أكثر من موقع بمنطقة باللاذقية.
وتحدث الاختصاصي عن الوضع التكتوني المعقد وتعدد الصدوع في اللاذقية ما يسمح بتسرب الهيدروكربونات إلى أماكن يمكن أن تختزن ضمن جيوب في طبقات الأرض، ومن ثم الوصول إلى السطح من خلال تشققات أو أثناء عمليات الحفر واختراق الطبقات كما حصل مؤخرًا في قرية درويشان التابعة لناحية ربيعة.
دلالات ومؤشرات
ولفت الدكتور جوني إلى أن هذه التسربات من التجويفات تكون بكميات قليلة ولا تمتلك جدوى اقتصادية، في حين أنها تمثل دلالات حقيقية ومؤشرات على أن الهيدروكربونات سواء النفط أو الغاز موجودة في المنطقة الساحلية.
وأردف الجيوفيزيائي، أن مثل هذه الظواهر يجب أن تدفع المختصين للقيام بعمليات المسح والاستكشاف في المنطقة سواء بالطرائق السيزمية وغيرها أو طرائق الكشف المباشر.
توضيح رسمي
مدير فرع “المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية” في اللاذقية، صلاح اللري، قال إن ما حدث هو انبعاث غاز قابل للاشتعال من “جريب غازي” (جيوب غازية صغيرة) متشكل في المنطقة على عمق ضحل، وفق ما نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).
وأوضح اللري أن التركيبة الجيولوجية للمنطقة وتعرّضها للعمليات التكتونية يجعلان من هذا التسرب الغازي ظاهرة “لا ترتقي إلى مستوى حقل غاز ذي مردود اقتصادي يمكن استثماره”.
وحذّر اللري، أهالي المنطقة من الاقتراب من مثل هذه المواقع، لتجنب المخاطر كالاختناق أو الحروق في حال اشتعال الغاز.
وتعمل الجهات الفنية حاليًا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الموقع ومنع أي أخطار محتملة، وفق اللري، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة شاهدة على النشاط الجيولوجي الداخلي للأرض شمال غرب سوريا.


الصفحات
سياسة









