نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


مارسيلا بين الرجال: ملكة المصارعة الحرة في المكسيك







مكسيكو سيتي - أندريا سوسا كابريوس – تعتبر مارسيلا الملكة وسط عالم المصارعة الحرة في المكسيك الذي يسيطر عليه الرجال. تتحول "السمراء النارية" كما يطلقون عليها إلى وحش عملاق على الحلبة. تركل وتنجح في تحقيق لمس الأكتاف: تتراجع نحو الحبال لتكتسب مزيدا من القوة ثم تندفع لتلقي بنفسها فوق خصمها بلا رحمة.
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تقول ماريا إيلينا سانتاماريا جوميث الشهيرة بـ(مارسيلا) "أية رياضة تنطوي على نوع من الخطورة، والمصارعة الحرة رياضة في منتهى الصعوبة، ومحفوفة بالمخاطر، لو لم تتعامل معها بجدية".


 
بدأت ممارسة اللعبة منذ ثلاثة عقود، عندما لم تكن هناك أية نساء على الحلبة على الإطلاق، وقد دخلت المجال على الرغم من معارضة والدتها، والآن وهي في السابعة والأربعين من عمرها، تعتبر من أكثر المصارعات احتراما في المكسيك، على الرغم من أن النساء مازلن أقلية في تلك الرياضة العنيفة الحافلة بالاستعراض، وذات الجماهيرية الكبيرة.
تعتبر مارسيلا في الوقت الراهن حاملة لقب المجلس العالمى للمصارعة الحرة، وهي واحدة من المؤسسات الرئيسية التي ترعى هذه الرياضة، ومسجل لديها أكثر من 120 مصارعا، و18 مصارعة أنثى فقط. وقد حملت حزام البطولة لخمس مرات خلال مشوارها الرياضي.
يُصنف المصارعون في هذه الرياضة إلى "فنيين" أو "عنيفين"، وفقا لأسلوبهم. وتنتمي مارسيلا، وطولها 55ر1 مترا إلى فئة اللاعبين الفنيين، وتخصص ساعات طويلة من يومها للتدريب وتعلم الاستراتيجيات. ويتفاعل الجمهور، ويضم بين فئاته، نساء وعائلات يصطحبون أطفالا، بحماس كبير مع المصارعات، وحركاتهن الأكروباتية، ولا يخلو الأمر من وجود مشجعين يتجاوزون الحدود وينعتونهن بأكثر الألفاظ بذاءة.
تؤكد مارسيلا "إنه جمهور شديد الحماس، ويوجد من بينه من يسيء احترامك. بسبب النزعة الذكورية، ولكننا نخرسهم بالإنجازات. نحن معشر النساء انتزعنا مكانتنا. ومع ذلك فإن المساواة لم تتحقق بعد، في بعد الحلبات حيث تتنافس مصارعات نساء، لا توجد أحيانا حتى غرف خلع ملابس للاعبات".

على عكس الكثير من المصارعات، لا تستخدم مارسيلا قناعا يميزها على الحلبة، مثلما يفعل كبار نجوم اللعبة وحققوا شهرة كبيرة فيها قبل نصف قرن مثل "القديس" أو "الشيطان الأزرق"، والتي مازال السياح يشترون نسخا من أقنعتهم إلى اليوم كتذكارات، واستعانت بها السينما.
في بداية مشوارها أعاروها حذاء رياضيا للاعبي الملاكمة، وقناعا بدا كبيرا عليها، ولم يكن مريحا أثناء اللعب، فقررت التوقف عن استخدامه.
لم يكن لديها في تلك الفترة راعي رسمي أو مدرب يوجهها. تقول "لو عاد بي الزمن لاستخدمت قناعا. الجمهوري يجتذبه الفضول ليتعرف على المصارع المتخفي خلف القناع. أما الآن فقد فات الوقت على إخفاء الوجه. الجميع يعرفونني".
في طفولتها عاشت مارسيلا بالقرب من حلبة (أرينا كوليسيو)، أحد معاقل المصارعة في وسط مدينة مكسيكو. كانت والدتها من هواة مشاهدة اللعبة واصطحبتها. وهكذا ولد حبها للمصارعة، على الرغم من أنه في ذلك الوقت في العاصمة المكسيكية كانت ممارسة اللعبة مقصورة على الرجال فقط.

انجبت مارسيلا طفلها الأول في عمر السادسة عشرة، وشقت طريقها بدون دعم من الأسرة، فبالرغم من أن والدتها كانت من عشاق اللعبة إلا أنها لم تؤيد انخراطها كلاعبة في مجال المصارعة الحرة. تتذكر حينما ذهبت لأول مرة لمشاهدة مباراة مصارعة أن أمها أخبرتها بأنها لعبة عنيفة تصلح للرجال فقط ولا تصلح للنساء، وأن مكان المرأة هو البيت وتربية الأطفال.
تصالحت بعد ذلك مع أمها، وتشهد بأنها ساعدتها بعد ذلك على التوفيق بين ممارسة الرياضة والأمومة، وهو ما مكنها من أن تعطي دفعة قوية لمشوارها المهني، مؤكدة "نحن نساء، وبمفردنا ونقاتل بشراسة". ابنتها الصغرى في الحادية والعشرين من عمرها، وبدأت أولى خطواتها في المجال وتطلق على نفسها "سكادي"، وبالرغم من ذلك، عارضت مارسيلا في البداية أن تسير ابنتها على نفس خطاها. تقول "صدمت في البداية". ومع ذلك تؤكد أنها ستدعمها بأي حال من الأحوال لكي تبدأ التدريب، وممارسة التمارين، لكي تدرك من نفسها كيف كان المشوار شاقا على أمها، ولكن شغفها كان أقوى، تقول "الآن أصبح لدينا مصارعتين في الأسرة".

أندريا سوسا كابريوس
الاثنين 18 مارس 2019