وكان توم قد اضطر في شباط/ فبراير، تحت وطأة الضغوط الكثيرة لتقديم استقالته، بعد التدهور الذي ألم بهذه المؤسسة العريقة، وهو ما حرصت الصحافة على التركيز عليه، وكانت "النيويورك تايمز" الأبرز في هذا السياق حيث نشرت مؤخرا تحقيقا يطرح تساؤلا محوريا: هل أصبحت تلك المؤسسة الثقافية العريقة على مشارف الانهيار؟
بحكم موقعه الفريد بحي أبر ايست سايد العريق، بالقرب من متنزه سنترال بارك، يعتبر متحف المتروبوليتان من المعالم الأساسية لأية جولة ثقافية بمدينة نيويورك، تتنوع أقسامه من فنون العصور القديمة وصولا إلى الفن الحديث والمعاصر، كما ينظم 60 معرضا مؤقتا سنويا، بالإضافة إلى عروض الأزياء المبهرة التي تفخر بالانطلاق بين أروقته وشرفاته المطلة على بانوراما ساحرة تشمل أفضل مشاهد للمدينة الأمريكية المتفردة الطابع.
كل هذا يجعل متحف المتروبوليتان زيارة مقررة إجبارية على كل سائح تطأ قدماه المدينة، فضلا عن كونه مركزا ثقافيا شعبيا لسكان المدينة. يكفي أن أبواب المتحف استقبلت العام الماضي 7ر6 ملايين زائر، وهو رقم قياسي، يجعله يحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد متحف اللوفر بباريس من حيث عدد الزائرين المترددين عليه سنويا.
وحقيقة الأمر أن المتروبوليتان كانت لديه خططا عظيمة للاحتفال بالذكرى الـ150 على إنشائه، والتي ستحل عام 2020، وذلك من خلال خطة تحديث وترميم تبلغ كلفتها 600 مليون يورو (540 مليون يورو)، تشمل تنفيذ مدخل مباشر من قاعة المعارض الرئيسية على حديقة سنترال بارك، فضلا عن زيادة المساحة المخصصة لقسمي الفن الحديث والمعاصر، حيث كان من المقرر عرض مجموعة الأعمال التكعيبية من مقتنيات عملاق صناعة مستحضرات التجميل الشهير ليونارد لاودر، والتي كان قد أهداها للمتحف.
على الرغم من ذلك، تم تأجيل الخطة، لأسباب تتعلق بنقص التمويل: فقد ارتفعت الديون المتراكمة على المتحف حتى بلغت 40 مليون دولار، مما تسبب في تسريح عشرات الموظفين. ويحمل الغالبية كامبل المسؤولية، بسبب إسرافه في الاستثمار في التقنية الرقمية المعمول بها في المتحف، وفي حملته لتلميع صورة المتحف والتي وصفها البعض بأنها جاءت مزرية وغير ضرورية. كما لم ترق لأحد فكرة تخصيصه منذ العام الماضي قاعة المعارض القديمة، والتي كانت مخصصة لقسمي الفن الحديث والمعاصر، للمعارض الخارجية.
"إنها مأساة، متابعة الانهيار الذي أصاب هذه المؤسسة الثقافية العريقة"، صرح إلى صحيفة نيويورك تايمز، جورج جولدنر، والذي عمل موظفا على مدار 20 عاما بقسم التصوير والحفر في المتروبوليتان. "لا يمكنني تصور كيف يمكن لأحد أن يتولى إدارة مؤسسة عريقة كهذه بأنشطتها ومعارضها والمستشارين الفنيين الذين يعملون معها، ويتركها بعد عشر سنوات على هذا الحالة المزرية".
من جانبه، يدافع كامب، وهو يهودي أمريكي، الذي لم يعين خلف له حتى الآن، أن "العام الماضي كان مليئا بالتحديات. زملائي غاضبون، وهم على حق. ولكن عليهم أن ينظروا إلى الوراء قليلا ويتذكروا النجاحات والإنجازات التي تحققت"، في إشارة إلى الأرقام القياسية التي حققها المتحف من حيث عدد الزائرين والمعارض القوية التي أشرف على تنظيمها. ربما يكون كامبل محقا إلا أن هذه الإنجازات لم تكن كافية لتضمن بقائه في منصبه.
بالإضافة إلى تسريح العمال، من أجل تقليص النفقات، يسعى المتحف إلى تقليل عدد المعارض المؤقتة التي نظمها سنويا، بالإضافة إلى طرح فكرة مثيرة للجدل تتمثل في تحصيل مقابل التذكرة. تجدر الإشارة إلى أن المتروبوليتان من الأماكن العامة القليلة في نيويورك التي يمكن دخولها مجانا، في المقابل يحصل على 26 مليون دولار سنويا من الموازنة العامة للدولة، تمثل 8% فقط من ميزانيته السنوية التي تقدر بنحو 332 مليون دولار.
وفقا لهذا الاقتراح، يقدر ثمن التذكرة بـ25 دولارا، وهو لا يزال مجرد اقتراح لم يقر بعد، ومن لا يدفع، فلا يزال بوسعه الدخول، وهو ما لا يحدث مع متحف الفن الحديث بنيويورك أيضا. ومن المقرر أن يظل المتحف مجانيا في المستقبل بالنسبة لسكان نيويورك، أما باقي الزائرين فسيتعين عليهم الدفع مقابل تذكرة الدخول، وذلك وفقا للاقتراح الذي تقدمت به إدارة المتحف إلى السلطات المعنية بالمدينة. ولا يعرف حتى الآن متى وكيف سيطبق هذا المقترح، إلا أن عمدة المدينة بيل بلازيو، قد أعطى موافقته المبدئية على هذا المقترح. "أنا من أنصار أن يجبر الأغنياء الجدد من روسيا على الدفع مقابل دخول متحف المتروبوليتان".
بحكم موقعه الفريد بحي أبر ايست سايد العريق، بالقرب من متنزه سنترال بارك، يعتبر متحف المتروبوليتان من المعالم الأساسية لأية جولة ثقافية بمدينة نيويورك، تتنوع أقسامه من فنون العصور القديمة وصولا إلى الفن الحديث والمعاصر، كما ينظم 60 معرضا مؤقتا سنويا، بالإضافة إلى عروض الأزياء المبهرة التي تفخر بالانطلاق بين أروقته وشرفاته المطلة على بانوراما ساحرة تشمل أفضل مشاهد للمدينة الأمريكية المتفردة الطابع.
كل هذا يجعل متحف المتروبوليتان زيارة مقررة إجبارية على كل سائح تطأ قدماه المدينة، فضلا عن كونه مركزا ثقافيا شعبيا لسكان المدينة. يكفي أن أبواب المتحف استقبلت العام الماضي 7ر6 ملايين زائر، وهو رقم قياسي، يجعله يحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد متحف اللوفر بباريس من حيث عدد الزائرين المترددين عليه سنويا.
وحقيقة الأمر أن المتروبوليتان كانت لديه خططا عظيمة للاحتفال بالذكرى الـ150 على إنشائه، والتي ستحل عام 2020، وذلك من خلال خطة تحديث وترميم تبلغ كلفتها 600 مليون يورو (540 مليون يورو)، تشمل تنفيذ مدخل مباشر من قاعة المعارض الرئيسية على حديقة سنترال بارك، فضلا عن زيادة المساحة المخصصة لقسمي الفن الحديث والمعاصر، حيث كان من المقرر عرض مجموعة الأعمال التكعيبية من مقتنيات عملاق صناعة مستحضرات التجميل الشهير ليونارد لاودر، والتي كان قد أهداها للمتحف.
على الرغم من ذلك، تم تأجيل الخطة، لأسباب تتعلق بنقص التمويل: فقد ارتفعت الديون المتراكمة على المتحف حتى بلغت 40 مليون دولار، مما تسبب في تسريح عشرات الموظفين. ويحمل الغالبية كامبل المسؤولية، بسبب إسرافه في الاستثمار في التقنية الرقمية المعمول بها في المتحف، وفي حملته لتلميع صورة المتحف والتي وصفها البعض بأنها جاءت مزرية وغير ضرورية. كما لم ترق لأحد فكرة تخصيصه منذ العام الماضي قاعة المعارض القديمة، والتي كانت مخصصة لقسمي الفن الحديث والمعاصر، للمعارض الخارجية.
"إنها مأساة، متابعة الانهيار الذي أصاب هذه المؤسسة الثقافية العريقة"، صرح إلى صحيفة نيويورك تايمز، جورج جولدنر، والذي عمل موظفا على مدار 20 عاما بقسم التصوير والحفر في المتروبوليتان. "لا يمكنني تصور كيف يمكن لأحد أن يتولى إدارة مؤسسة عريقة كهذه بأنشطتها ومعارضها والمستشارين الفنيين الذين يعملون معها، ويتركها بعد عشر سنوات على هذا الحالة المزرية".
من جانبه، يدافع كامب، وهو يهودي أمريكي، الذي لم يعين خلف له حتى الآن، أن "العام الماضي كان مليئا بالتحديات. زملائي غاضبون، وهم على حق. ولكن عليهم أن ينظروا إلى الوراء قليلا ويتذكروا النجاحات والإنجازات التي تحققت"، في إشارة إلى الأرقام القياسية التي حققها المتحف من حيث عدد الزائرين والمعارض القوية التي أشرف على تنظيمها. ربما يكون كامبل محقا إلا أن هذه الإنجازات لم تكن كافية لتضمن بقائه في منصبه.
بالإضافة إلى تسريح العمال، من أجل تقليص النفقات، يسعى المتحف إلى تقليل عدد المعارض المؤقتة التي نظمها سنويا، بالإضافة إلى طرح فكرة مثيرة للجدل تتمثل في تحصيل مقابل التذكرة. تجدر الإشارة إلى أن المتروبوليتان من الأماكن العامة القليلة في نيويورك التي يمكن دخولها مجانا، في المقابل يحصل على 26 مليون دولار سنويا من الموازنة العامة للدولة، تمثل 8% فقط من ميزانيته السنوية التي تقدر بنحو 332 مليون دولار.
وفقا لهذا الاقتراح، يقدر ثمن التذكرة بـ25 دولارا، وهو لا يزال مجرد اقتراح لم يقر بعد، ومن لا يدفع، فلا يزال بوسعه الدخول، وهو ما لا يحدث مع متحف الفن الحديث بنيويورك أيضا. ومن المقرر أن يظل المتحف مجانيا في المستقبل بالنسبة لسكان نيويورك، أما باقي الزائرين فسيتعين عليهم الدفع مقابل تذكرة الدخول، وذلك وفقا للاقتراح الذي تقدمت به إدارة المتحف إلى السلطات المعنية بالمدينة. ولا يعرف حتى الآن متى وكيف سيطبق هذا المقترح، إلا أن عمدة المدينة بيل بلازيو، قد أعطى موافقته المبدئية على هذا المقترح. "أنا من أنصار أن يجبر الأغنياء الجدد من روسيا على الدفع مقابل دخول متحف المتروبوليتان".