نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


"محور المقاومة" الذي تتزعمه إيران ضد إسرائيل يواجه اختبارا حقيقيا





قال ثلاثة مسؤولين كبار إن الزعيم الأعلى الإيراني وجه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)عندما التقيا في طهران في أوائل نوفمبر تشرين الثاني، قائلا إن حماس لم تبلغ إيران بهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل ومن ثم فإن الجمهورية الإسلامية لن تدخل الحرب نيابة عنها.
وقال آية الله علي خامنئي لإسماعيل هنية إن إيران -التي تدعم حماس منذ فترة طويلة- ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر، حسبما أفاد المسؤولون، وهم من إيران وحماس ومطلعون على المناقشات وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم حتى يتسنى لهم التحدث بحرية.


عمود الرويسات الذي يقصفه حزب الله منذ اسابيع للتظاهر انه يقاوم - فيسبوك
عمود الرويسات الذي يقصفه حزب الله منذ اسابيع للتظاهر انه يقاوم - فيسبوك

وذكر مسؤول من حماس لرويترز أن الزعيم الأعلى الإيراني حث هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علنا إيران وحليفتها اللبنانية القوية جماعة حزب الله إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما.
وأكدت ثلاثة مصادر قريبة من حزب الله أن الجماعة فوجئت أيضا بالهجوم الذي شنته حماس الشهر الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، وأن مقاتلي الجماعة لم يكونوا في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود والتي شكلت الخطوط أمامية في حربها مع إسرائيل عام 2006 وكان لا بد من استدعائهم بسرعة.
وقال قيادي في حزب الله "لقد استيقظنا على الحرب".

وتمثل الأزمة المتفاقمة المرة الأولى التي يحشد فيها ما يسمى بمحور المقاومة -وهو تحالف عسكري شكلته إيران على مدى أربعة عقود لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط- على جبهات متعددة في نفس الوقت.
وتخوض جماعة حزب الله أعنف اشتباكات مع إسرائيل منذ ما يقرب من 20 عاما.
واستهدفت فصائل مسلحة مدعومة من إيران القوات الأمريكية في العراق وسوريا. كما أطلق الحوثيون في اليمن صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل.
ويمثل الصراع أيضا اختبارا لقدرات التحالف الإقليمي الذي يضم الحكومة السورية وحزب الله وحماس وجماعات مسلحة أخرى من العراق إلى اليمن، وسط اختلاف الأولويات والتحديات فيما بينهما.
وقال مهند الحاج علي الخبير في شؤون حزب الله في مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت إن هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول ترك شركاءها في محور المقاومة أمام خيارات صعبة في مواجهة خصم يتمتع بقوة عسكرية متفوقة بكثير.
وقال "عندما توقظ الدب بمثل هذا الهجوم، فمن الصعب جدا على حلفائك أن يتخذوا نفس موقفك".

* حماس تطلب مساعدة محور المقاومة
تقاتل حماس التي تسيطر على السلطة في قطاع غزة من أجل البقاء في مواجهة انتقام إسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على الحركة وشنت هجوما على القطاع الصغير أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني.
وفي السابع من أكتوبر تشرين الأول دعا قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف حلفاء محور المقاومة إلى الانضمام إلى النضال.
وقال في رسالة صوتية "يا إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع أهلكم في فلسطين".

وبدا الإحباط في تصريحات علنية بعد ذلك لقادة حماس، ومن بينهم خالد مشعل الذي شكر حزب الله في مقابلة تلفزيونية يوم 16 أكتوبر تشرين الأول وقال "حزب الله قام مشكورا بخطوات لكن تقديري أن المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كاف".
ويرى ستة مسؤولين على دراية مباشرة بتفكير طهران ورفضوا الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الأمر أن إيران زعيمة التحالف لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع ما لم تتعرض هي نفسها لهجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وقال المسؤولون إنه بدلا من ذلك يخطط حكام إيران لمواصلة استخدام محور المقاومة من الحلفاء المسلحين، بما في ذلك حزب الله، لشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية وأمريكية في أنحاء الشرق الأوسط.
وأضافوا أن هذه الاستراتيجية تهدف لإظهار التضامن مع حماس في غزة وإرهاق القوات الإسرائيلية دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل يمكن أن تستقطب الولايات المتحدة.
وقال دنيس روس، الدبلوماسي الأمريكي الكبير السابق المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في معهد أبحاث واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "هذه هي طريقتهم في الردع... طريقة تقول ‘انظروا، طالما لم تهاجمونا فستبقى الأمور على هذا الوضع. ولكن إذا هاجمتمونا سيتغير كل شيء‘".
وقالت إيران مرارا إن جميع أعضاء المحور يتخذون قراراتهم بشكل مستقل.
ولم تستجب وزارة الخارجية الإيرانية لطلب للتعليق على رد فعلها إزاء الأزمة ودور محور المقاومة.
ولم ترد حماس بعد على أسئلة وجهت إلى المستشار الإعلامي لهنية، كما لم يرد حزب الله بعد على طلب للتعليق.

* مشاكل حزب الله الداخلية
تبادل حزب الله، أقوى شريك في محور المقاومة، والذي يضم 100 ألف مقاتل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية عبر الحدود بشكل يومي تقريبا منذ أن دخلت حماس في حرب مع إسرائيل وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 70 من عناصر حزب الله.
ومع ذلك تجنب حزب الله مثل إيران الداعمة له المواجهة الكاملة.
وقالت مصادر مطلعة على تفكير حزب الله إن الجماعة جعلت هجماتها محسوبة بطريقة أبقت العنف محدودا إلى حد كبير في شريط ضيق من الأراضي على الحدود، حتى مع تصعيد تلك الضربات في الأيام القليلة الماضية.
وقال أحد المصادر إن حماس تريد من حزب الله أن يشن ضربات أعمق داخل إسرائيل بترسانته الهائلة من الصواريخ، لكن حزب الله يعتقد أن هذا سيدفع إسرائيل إلى تدمير لبنان دون وقف هجومها على غزة.
ويدرك حزب الله، وهو أيضا حركة سياسية منخرطة في شؤون الحكومة اللبنانية، أن لبنان لا يستطيع تحمل حرب أخرى مع إسرائيل، بعد أكثر من أربع سنوات من الأزمة المالية التي أدت إلى تفاقم الفقر وأضعفت المؤسسات الحاكمة في البلاد.
واستغرق لبنان سنوات لإعادة البناء بعد حرب عام 2006 التي قصفت خلالها إسرائيل جنوب البلاد الذي يسيطر عليه حزب الله ودمرت مساحات واسعة من معقله في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وقال الأمين العام للجماعة حسن نصر الله في خطاب ألقاه في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني إن حماس أبقت هجومها على إسرائيل سرا عن حلفائها، وهذا ما ضمن نجاحها ولم "يزعج أحدا" في محور المقاومة. وأضاف أن هجمات حزب الله على الحدود الإسرائيلية لم يسبق لها مثيل وكانت بمثابة "معركة حقيقية".

* مهاجمة أمريكا
والولايات المتحدة أيضا حريصة على تجنب أن تمتد رقعة الحرب إلى ما هو أبعد من غزة، فبعد أن خاضت حربين مكلفتين مشؤومتين في العراق وأفغانستان على مدى العقدين الماضيين تجد نفسها الآن تمول الدفاع عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي.
ويسعى الرئيس جو بايدن حتى الآن إلى حصر الدور الأمريكي في أزمة غزة بالأساس في ضمان المساعدات العسكرية لإسرائيل. كما حرك حاملتي طائرات ومقاتلات إلى شرق البحر المتوسط في خطوة تهدف في جانب منها إلى تحذير طهران.
وتصاعد التوتر مع شن ما لا يقل عن 40 هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على القوات الأمريكية من جانب فصائل المحور في العراق وسوريا منذ بدء حرب غزة ردا على الدعم الأمريكي لإسرائيل، وفقا لوزارة الدفاع الأمريكية. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة نفذت ثلاث مجموعات من الضربات الانتقامية ضد منشآت في سوريا تستخدمها فصائل مسلحة مرتبطة بإيران.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الاثنين من خطر فتح جبهة رئيسية أخرى في الصراع.
وقال في مؤتمر صحفي في سول "ما رأيناه طوال هذا الصراع وطوال هذه الأزمة هو تراشق متبادل بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية". وأضاف "لا أحد يريد أن يرى صراعا آخر يندلع في الشمال".

* إسرائيل تنظر إلى الشمال
شدد أوستن على ضرورة تجنب أي تصعيد إقليمي عندما تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت مطلع الأسبوع، بحسب نص المكالمة.
ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على طلب للتعليق على هذا المقال.
وقال مصدران أمنيان إسرائيليان، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن إسرائيل لا تسعى إلى اتساع رقعة الأعمال القتالية، لكنهما أضافا أنها مستعدة للقتال على جبهات جديدة إذا لزم الأمر لحماية نفسها. وقالا إن مسؤولي الأمن يعتبرون أن التهديد المباشر الأقوى لإسرائيل يأتي من حزب الله.

والعداء عميق بين إسرائيل وإيران.
ولا تعترف إيران بوجود إسرائيل، في حين تهدد إسرائيل منذ فترة طويلة بالقيام بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية في الحد من نشاطها النووي المثير للجدل.
يقول كريم سجادبور المتخصص في الشؤون الإيرانية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إنه في الأزمة الحالية قد يتغلب صوت الواقعية السياسية بالنسبة لطهران.
ويضيف "لقد أظهرت إيران التزاما على مدى أربعة عقود بمحاربة أمريكا وإسرائيل دون الدخول في صراع مباشر. وترتكز الأيديولوجية الثورية للنظام (الإيراني) على معارضة أمريكا وإسرائيل، لكن قادتها ليسوا انتحاريين، بل يريدون البقاء في السلطة".
 

باريسا حافظي وليلى بسام وأرشد محمد
الاثنين 20 نونبر 2023