نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


مستقبل السفر عبر الفضاء... إلى أين تتجه ألمانيا وأوروبا




برلين/إشبيلية (أسبانيا)- "إطلاق الصواريخ من ألمانيا؟... نحن بحاجة للوصول إلى الفضاء بشكل مستقل"... جاء هذا التصريح مؤخرا على لسان أندريس هامر، المسؤول في "الاتحاد الألماني لصناعة الطيران"، تعقيبا على فكرة إقامة بوابة فضائية على السواحل الشمالية لألمانيا.


ويعد هذا التصريح مؤشرا آخر على أن ألمانيا، مثل غيرها من الدول، تريد التركيز بشكل متزايد على مشروعات فضائية خاصة بها. ويرى توماس يارتسومبيك، منسق الحكومة الألمانية لسياسات الطيران، أنه من المهم لأي دولة أن يكون لها أنظمة خاصة بها للسفر عبر الفضاء، لاسيما في ضوء الأزمات والصراعات المحتملة. ولا تنفصل مسألة السفر عبر الفضاء مطلقا عن السياسة، كما أن سياسات القوة التي تتعلق بهذه المسألة تمضي في الوقت الحالي بأقصى طاقة لها، حيث تم تشكيل "قوات الفضاء"، وأعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الفضاء أصبح "نطاقا عملياتيا" منفصلا. ولكن هل يأتي هذا الاتجاه على حساب مشروعات أخرى متعددة الجنسيات؟ وأرست وكالة الفضاء الأوروبية قواعد مشروعات فضائية مشتركة خلال اجتماع عقد أواخر تشرين شهر ثان/نوفمبر الماضي بمدينة إشبيلية الاسبانية، حيث تفاوضت الدول الأعضاء بشأن البرامج وسبل تمويلها. ودعا يان فورنر، مدير عام وكالة الفضاء الأوروبية، الدول الأعضاء إلى ضخ مزيد من الأموال من أجل إقامة مشروعات مشتركة. وفي مستهل اجتماع إشبيلية الوزاري الذي استمر على مدار يومين، قال فورنر: "نحن لا نريد أن نلقى حتفنا بسبب نيزك"، في إشارة إلى الصخرة الفضائية التي ضربت الأرض قديما، وقضت على الديناصورات التي كانت تعيش على الكوكب. ومن القضايا المحببة بصفة خاصة لألمانيا في هذا الصدد قضية "المراقبة والضمانات"، وهي واحدة من أربع دعائم سوف تستند إليها وكالة الفضاء الأوروبية لهيكلة مشروعاتها. أما الدعائم الأخرى، فهي الاستكشاف والبحث، والخدمات والتطبيقات، وأخيرا التصميم والتشغيل. ومن المقرر تصميم منظومة لرصد واعتراض الأجسام الفضائية في التوقيت المناسب، فيما يجري العمل على مواجهة مشكلات أخرى محتملة مثل الانفجارات الشمسية التي تؤثر على الحياة على الأرض. ومن المخاطر الأخرى المطروحة الحطام الفضائي، حيث أن ثلاثة آلاف من بين 4500 قمر اصطناعي تدور في مداراتها حول الأرض، قد أصبحت غير نشطة وتمثل "خطرا جسيما"، على حد قول فورنر. وأضاف فورنر: "قرأت في صحيفة قبل يومين أنه يتعين علينا عدم التفكير بشأن الفضاء لأن هناك أشياء أخرى أكثر أهمية في حياتنا اليومية". ولكنه أعرب عن اعتقاده أن السفر عبر الفضاء ينطوي على أهمية بالغة بالنسبة لحياتنا اليومية على الأرض بعكس الرأي الشائع. وخلال العام المقبل، من المقرر، للمرة الأولى، إطلاق صاروخ وكالة الفضاء الأوروبية الجديد "أريان 6". وقد تم اتخاذ قرار بشن تصنيع هذا الصاروخ، الذي يبلغ طوله ستين مترا، قبل خمس سنوات، وسوف يكون أسرع وأرخص في تكلفته من سلفه. ولكن هل يكفي ذلك؟ فقد تغير السوق كثيرا منذ اتخاذ قرار تصنيع هذا الصاروخ. فشركة الفضاء الأمريكية "سبيس إكس" التي أسسها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تعمل على خفض الأسعار. وهناك أجزاء ضخمة من صواريخ المنافس الأمريكي قابلة للاستخدام أكثر من مرة. ففي حين أن قطع الصاروخ "فالون 9" التي تنفصل عن جسمه خلال المرحلة الأولى من الإطلاق تعود إلى الأرض مرة أخرى، يتحول الصاروخ "أريان 6" إلى كتلة غير قابلة للاستخدام مرة أخرى. ومن وجهة النظر الأوروبية، فإن المنافسة غير عادلة. ويقول فورنر إن "إيلون ماسك يحصل على مليارات الدولارات من وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) لنقل الشحنات إلى المحطة الفضائية الدولية،" مضيفا أن "السؤال هو ما إذا كان ماسك بحاجة إلى هذه المليارات مقابل هذه الخدمة؟ أو ما إذا كانت هذه الأموال تسمح له بتوفير رحلات فضائية أرخص في الأسواق". بل أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي نفسها تفضل استخدام صواريخ "سبيس إكس" في اطلاق رحلاتها الفضائية، بما في ذلك القوات المسلحة الألمانية التي تعتزم إطلاق ثلاثة أقمار تجسس إلى مداراتها حول الأرض عبر "سبيس إكس". وقال يارتسومبيك في تموز/يوليو الماضي: "لسنا واثقين كيف ستبدو الآفاق التجارية للصاروخ أريان 6". وتطرق بيير جودارت، الرئيس الألماني لشركة "أيريان جروب"، إلى النواحي الأمنية، موضحا أن "السفر عبر الفضاء يخدم كثيرا من المجالات مثل الأرصاد الجوية، ومراقبة الحدود، والانترنت واستقبال الشبكات وخدمات التليفزيون وغيرها". وتساءل جودارت: "هل نريد حقا أن نجعل انفسنا معتمدين على غيرنا في هذا الشأن!"، مضيفا: "في ما يتعلق بالسفر عبر الفضاء، الحقيقة هي أنه بدون سيادة على منصة الاطلاق، لا توجد سيادة في المدار الفضائي". وعلى أي حال، فإن الصاروخ أريان والمحطة الفضائية الدولية يمثلان جزءا كبيرا من الاستثمارات الألمانية في وكالة الفضاء الأوروبية، ومن المرجح استمرارهما. غير أن الحكومة الألمانية تريد في المستقبل إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم، وأن تستفيد الشركات الناشئة بشكل أكبر من الاستثمارات في مجال السفر عبر الفضاء. ويقول جارتسوبيك إن تحسين مستقبل هذه الشركات في مجال الفضاء "هدف واضح". وغرد جارتسوبيك على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "مشروعات الفضاء الصغيرة والمتوسط هي فكرتنا الرئيسية"، مشيرا إلى أنه تم إغفال المشروعات الصغيرة في خضم المشروعات الكبرى مثل المحطة الفضائية الدولية وصواريخ أريان. وتركز ألمانيا أيضا على الأقمار الصناعية الخاصة بمراقبة الأرض، والتي تنطوي على أهمية كبيرة بالنسبة لأبحاث المناخ. وبالنسبة لكلاوس شيلينج، من جامعة فورتسبرج، فإن المال ليس وحده الجانب المهم في هذا الشأن، موضحا: "يمكنك ان تجتهد من أجل تحقيق الريادة في السوق من خلال ترتيب الأولويات ووضع استراتيجيات تنفيذ جيدة". ولكن ما هو حجم المال اللازم للتعامل مع هذه التحديات؟ في عام 2019، بلغ إجمالي ميزانية وكالة الفضاء الأوروبية 72ر5 مليار يورو (32ر6 مليار دولار)، وكان 73 بالمئة من هذه الميزانية يتم تمويله من الدول الأعضاء. وكانت ألمانيا هي ثاني أكبر مساهم في الميزانية، بمبلغ 927 مليون يورو، خلف فرنسا التي كانت تدفع 2ر1 مليار يورو. وكانت المنظمات الشريكة أيضا مثل الاتحاد الاوروبي تساهم في الميزانية. ومن المستهدف زيادة ميزانية وكالة الفضاء الأوروبية بنسبة 10 بالمئة خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأكد فورنر أن وكالة الفضاء الأوروبية تسعى إلى الحصول على مساهمات من الدول الأعضاء بواقع 8 يورو سنويا عن مواطن يحمل جنسية الدولة. وقال فورنر: "الرسالة هي أن الناس العاديين لديهم شغف بالفضاء.. ويريدون رؤية الفضاء، ويريدون أن يكون لنا نشاط في الفضاء".

سيمون ساخزيدر وجوليا ناو
السبت 18 يناير 2020