تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


مسرحية "صُنع في الجنة" محاولة لتقريب الأفكار بين الغرب الرأسمالي والفكر الديني الشرقي




بروكسل – وسيم ابراهيم - حاول العرض المسرحي "صنع في الجنة" الخروج من الافكار النمطية السائدة بين العالم الاسلامي والغرب وتقديم مشاهد تثير صدمة الجمهور مبنية على تجربة شخصية لكل من الهولندي يان دويفندك والمصري عمر غايات الذي يدعو في احد المشاهد الحضور الى مشاركته اداء "شعيرة" الصلاة خلال العرض


يتناول فصل في المسرحية الصلاة الاسلامية وغاياتها
يتناول فصل في المسرحية الصلاة الاسلامية وغاياتها
وحل العرض في بروكسل ضمن فعاليات مهرجان "موسم"، وسبق ان قدم في عدد من المهرجانات الاخرى في سويسرا وفرنسا.
وقال الممثل المصري عمر غايات لفرانس برس ان العرض "اشكالي" وانهما غالبا ما يواجهان بمن يظن ان العرض "دعوي"، قائلا "نحن لا ندعو الى اي شيء، بل نعرض امورا ونترك للمشاهد ان يصل الى النتيجة بنفسه".

ويتناول غايات في احد مشاهد العرض الصلاة الاسلامية، ومعاني كل حركة فيها، ويقدمها للجمهور على انها اكثر الامور اهمية بالنسبة اليه كمسلم، ثم يدعو من يشاء الى مشاركته اداءها في المشهد الذي يحمل اسم "هدية".

تركت هذه الدعوة ارتباكا كبيرا وحيرة على وجوه الجمهور في مسرح قصر الفنون الجميلة (البوزار) في بروكسل حيث جرى تقديم العرض، لكن خمسة اشخاص لبوا دعوة الممثل المصري ووقفوا يؤدون الصلاة مثله، بعدما اكد لهم انها "ليست صلاة حقيقية" لعدم توفر المكان والوقت والجو الملائم.

يلفت الممثل المصري، المقيم في سويسرا منذ سنوات عدة، الى ان جمهور بروكسل كان "ظريفا ومؤدبا جدا"، موضحا ان معظم الحضور كانوا يغادرون الصالة خلال مشهد الصلاة هذا ويعودون بعد انتهائه، ويرد على المعترضين قائلا "انا اقترب منك واقدم لك شيئا خاصا وحساسا جدا بالنسبة لي كمسلم، وهو صلاتي، وانت ترفض".

وقال يان دويفندك لفرانس برس تعليقا على مشهد الصلاة "هناك ناس يخرجون غاضبين من العرض (...) الناس يصفون انفسهم بالمنفتحين، ونحن نريد ان نرى اين يتوقف التسامح عندهم".

واعتبر الممثل الهولندي، المقيم في سويسرا، ان عرض "صنع في الجنة" يجعل الغربيين "يفهمون ان لديهم احكاما مسبقة في نظرتهم الى الاخر المسلم، ويفهمون ايضا كيف تم تشكيلهم لينظروا اليه بتلك الطريقة"، لكنه اضاف بشيء من الاسف "اظن اننا لن نعرض مجددا في بلجيكا"، كاشفا ان احد مسؤولي المسارح البلجيكية حضر العرض وخرج غاضبا خلال مشهد الصلاة.

ويستمد دوينفندك اراءه هذه من تجربته الشخصية قبل اي شيء اخر، وهي تجربة كانت الدافع لانجاز العرض.
فبعد احداث 11 ايلول/سبتمبر، راى دويفندك الصورة "السطحية والمبسطة" التي يظهر فيها المسلم في الاعلام الغربي. وهو درس الفنون البصرية وقرر السفر الى مصر ليرى كيف يصور الاعلام هناك المواطن الغربي،
واراد ان يقابل "الارهابيين والمتطرفين"، لكن مشروعه لم ينجح.

ويشرح الممثل المصري سبب فشل مشروع زميله "كان يان يظن انه سيذهب الى مصر ويجد مكتبا هناك يطلب فيه مقابلة الارهابيين، لكنه صدم عندما لم ير شيئا مما توقعه".

يعلق الممثل الهولندي على ذلل بالقول "كنت اعرف القليل عن الاسلام، واكتشفت في مصر اني اخطات بتكوين احكام مسبقة بناء على ما اراه في الاعلام، رغم اني مثقف وانتقد هذا الامر".
ويضيف انه لا بد من تقديم عرض يحضر فيه الاخر ويقول ما لديه حتى يتم كسر الصورة النمطية.

واللافت في العرض المسرحي كسره لكل الحواجز مع الجمهور، اذ يجلس الجمهور على ارض الخشبة ويتبعون الممثلين كما يشيران اليهم.

في بداية العرض يشرح الممثلان ان لديهما 11 مشهدا، ويعلنان عن كل واحد منها بطريقة "مشوقة"، ثم يطلبان من الجمهور التصويت برفع الايدي لاختيار المشاهد الخمسة التي ستقدم. وهذا يؤمن اختلاف العرض وتنوعه بين يوم واخر.

وبحسب العرض، فان الافكار المسبقة لا تقتصر على الاوروبيين وحدهم، بل تشمل العالم الاسلامي كذلك.
ففي احد المشاهد يقدم الممثل المصري تجربته الشخصية مع الافكار المسبقة عن اوروبا التي كانت في ذهنه "منحلة اخلاقيا"، قبل ان يعيش فيها ويكتشف خطا نظرته.

وفي احد المشاهد يسال الممثلان الناس "هل تريدون ان تعرفوا لماذا المسلمون سيئون جدا؟"، ثم يلزمان الصمت ويطلبان من الحضور التحدث عما يعرفونه عن الاسلام، ويتلقيان اثر ذلك اجابات لا تمت للاسلام بصلة، او "صمتا مطبقا" من الجمهور.

وفي مشهد اخر، يجلس الممثلان متقابلين خلف طاولة، وكل منهما يعرض صورة تظهر على شاشة عرض، وتشكل تلك الصور مجمل ما ينقله الاعلام.

يوضح الممثل الهولندي ان العرض مزاوجة بين مفهوم التصنيع الراسمالي الذي يرمز اليه "صنع في"، ومفهوم ديني يرمز الى الشرق وهو "الجنة"، لكن الممثل المصري يعتبر ان العنوان هو مجاز يقصد منه ان كل سوء الفهم المتبادل بين العالم الاسلامي والغرب صنع في الاعلام

وسيم ابراهيم
الاربعاء 25 نوفمبر 2009