
ويتعين على شاغلي هذه الوظيفة أن يكونوا من الخدم المحترفين الذين يتفادون ارتكاب الأخطاء وتلقوا تدريبا على الاستجابة لجميع الأوامر بشكل مهذب مع التفوه بعبارة " حسنا جدا يا سيدي "، وربما صاحب هذه العبارة ابتسامة وهزة بسيطة من الرأس.
ومن المعروف أن صورة رؤساء الخدم عند الناس تشكلت تأثرا بالشخصيات التي تظهر في الأعمال الأدبية والتلفزيونية، فمثلا كيف كان يستطيع فيليس فوج الشخصية الرئيسية في رواية جول فيرن " حول العالم في ثمانين يوما " التي صدرت في عام 1873 أن يستمر في رحلته بدون مساعدة رئيس الخدم الفرنسي الجنسية جان باسبارتو، كما أن كلا من باتمان وروبن هود ما كانا يستطيعان الاستمرار في نشاطهما بدون التابع المخلص ألفرد، وكذلك ما كان يستطيع بيرتي ووستر وهو شخصية روائية من ابتكار الكاتب البريطاني وودهاوس أن يواصل نشاطه بدون خادمه الخاص جيفز.
ويوضح روبرت فينكيز مؤسس الأكاديمية الدولية لرؤساء الخدم بمدينة فولكنبرج بهولندا أن الناس يجدون نوعا من المرح مع وجود هذه الشخصيات النمطية التي تظهر في الأعمال الأدبية والفنية وإن كانت بعيدة عن واقع وظيفة رئيس الخدم الحديثة.
ويقول إنه يتعين على رئيس الخدم في بعض الأحيان أن يقدم الشاي أو المشروبات الكحولية ولكنه يعد في المقام الأول مديرا لمنزل فخم.
وتعد المصداقية والثقة هي كل شيء في وظيفته التي تتضمن غالبا إدارة الرسائل الإلكترونية وحسابات الفيس بوك للزبون الذي يرعاه، كما يجب عليه أن يعمل كوكيل سفريات للزبون ليدير كل شيء ابتداء من حجز الرحلات إلى حزم حقائب السفر وإفراغها من محتوياتها، ويجب أيضا على رئيس الخدم أن يعلم كل صغيرة وكبيرة في خصوصيات ورغبات زبونه بما في ذلك أنواع العلاج التي يمارسها والأدوية التي يتناولها والجرعات اللازمة وتوقيتاتها.
وكان فينكيز يشغل في السابق وظيفة رئيس الخدم لدى السفارة الأمريكية في بون، وتعلم هذه الرجل الهولندي فنون الوظيفة بشكل متقن من رئيس للخدم في إنجلترا، ويتعين على الراغبين في الحصول على وظيفة رئيس الخدم ويسعون للاستفادة من خبراته وعلاقاته الدولية أن يدفعوا مبلغا من المال لمدرسته، وتبلغ رسوم الدورة التدريبية التي ينظمها في مدرسته وتستغرق ثمانية أسابيع 13750 يورو.
وتعد الدورة التدريبية مكثفة فهي تستمر طوال أيام الأسبوع السبعة دون عطلة وتمتد الدراسة لمدة 12 ساعة في اليوم، وبالإضافة إلى ذلك يتعين على المرشحين لوظيفة رئيس الخدم أن يتعلموا كيفية التعامل مع الحالات الطارئة في أوقات الليل التي قد تتضمن وصول مجموعة من الضيوف بدون موعد سابق، ويتطلب التدريب من المتدرب أن يقدم المشروبات الكحولية وربما وجبة في وقت متأخر من الليل وهو يرتدي المعطف الطويل لرئيس الخدم، كما يتضمن التدريب تقديم الإسعافات الأولية.
ويشير فينكيز إلى أن أصحاب العمل الذين يطلبون هذه النوعية من الخدم يولون قيمة كبيرة للخبرة، وبالتالي لا يصبح كبر السن من العيوب التي تعيق الحصول على الوظيفة، ويوضح أنه يلي ذلك الولاء والثقة والحفاظ على الأسرار، ويولي أصحاب العمل الأثرياء قيمة كبيرة على الخبرة الحياتية، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن يرغب شخص مثل توماس جيك الذي يبلغ من العمر 63 عاما في الاشتراك في هذه الدورة التدريبية، وينتمي جيك إلى منطقة راينلاند الألمانية ويعد أكبر المشاركين في الدورة سنا، ومع ذلك فإنه من المميزين الذين أثبتوا براعة فيها، ويعمل جيك لدى إحدى شركات الأدوية الأوروبية وسافر إلى عدة دول، وبعد أن تقاعد من وظيفته مبكرا شعر بالملل.
ويرغب جيك في تطبيق خبراته والمعلومات الجديدة التي حصل عليها من مشاركته في الدورة التدريبية عندما يعمل في وظيفة سكرتير خاص على مستوى رئيس الخدم على حد قوله، ويفهم المشاركون في الدورة أن كلمة " لا " غير موجودة في قاموس هذه المهنة، فالذين يرفضون تنفيذ أمر ما لا يناسبون هذه الوظيفة.
ويقول روجر فايس وهو من سويسرا إنه لا توجد عبارة مثل " نعم .. ولكن " في مفردات رئيس الخدم، فالشيء الوحيد الذي يكون له اعتباره هو رغبات رب العمل.
بل إنه يتعين على المشاركين بالدورة التدريبية أن يقفوا صفا مثل المجندين بالجيش وهم يرتدون قفازات بيضاء ويتدربون على التفوه بصوت عال وبكل حماس بعبارة " نعم يا سيدي " التي ينبغي أن تكون هي الرد الذي يجيب به رئيس الخدم على كل أمر، ويجب عليهم أيضا أن يفهموا أن هذه الوظيفة لا تتوافق تماما مع الحياة العائلية العادية، فالزبون سواء كان من شيوخ البترول أو عضو في عائلة مالكة أو نجم في هوليوود إنما يريد أن تكون الخدمات التي يطلبها متاحة في أي وقت حتى لو كانت في أيام العطلات.
غير أن جائزة تولي هذه الوظيفة مجزية، فرؤساء الخدم المميزين يحصلون على مرتب يتراوح بين 65 ألف إلى 200 ألف يورو سنويا، وعادة ما يحصل الفائز بالوظيفة على سيارة في إطار عقد العمل.
ويعد كل من فايس وجيك من بين نحو عشرين شخصا اشتركوا مؤخرا في الدورة التدريبية التي نظمها فينكيز ومثلت هذه المجموعة نحو عشرين دولة، وكان الكثيرون منهم يتمتعون بالخبرة المهنية المماثلة لكل من فايس وجيك، ويبلغ فايس من العمر 35 عاما وكان يعمل في السابق مضيفا جويا، ويأمل في أن تساعده الدورة التدريبية على الإنتقال إلى وظيفة في موقع محدد، وهو لا يهتم بنوعية المكان على حد قوله وإن كان يفضل العمل في آسيا.
ويلاحظ أن الطلب على وظيفة رئيس الخدم يتنامى بسرعة في القارة الآسيوية، ولم تتمكن المدارس التي تقدم التدريب اللازم لهذه الوظيفة مثل مدرسة سبنسر في لندن ومعهد رؤساء الخدم المحدثين في الولايات المتحدة من تلبية الطلب المتزايد.
ويقول فينكيز أنه استقبل مؤخرا زيارة من ممثل وزارة التعليم في بكين، وتقدر الوزارة أن الصين ستحتاج في المستقبل إلى حوالي مئة ألف رئيس للخدم سنويا.
ومن المعروف أن صورة رؤساء الخدم عند الناس تشكلت تأثرا بالشخصيات التي تظهر في الأعمال الأدبية والتلفزيونية، فمثلا كيف كان يستطيع فيليس فوج الشخصية الرئيسية في رواية جول فيرن " حول العالم في ثمانين يوما " التي صدرت في عام 1873 أن يستمر في رحلته بدون مساعدة رئيس الخدم الفرنسي الجنسية جان باسبارتو، كما أن كلا من باتمان وروبن هود ما كانا يستطيعان الاستمرار في نشاطهما بدون التابع المخلص ألفرد، وكذلك ما كان يستطيع بيرتي ووستر وهو شخصية روائية من ابتكار الكاتب البريطاني وودهاوس أن يواصل نشاطه بدون خادمه الخاص جيفز.
ويوضح روبرت فينكيز مؤسس الأكاديمية الدولية لرؤساء الخدم بمدينة فولكنبرج بهولندا أن الناس يجدون نوعا من المرح مع وجود هذه الشخصيات النمطية التي تظهر في الأعمال الأدبية والفنية وإن كانت بعيدة عن واقع وظيفة رئيس الخدم الحديثة.
ويقول إنه يتعين على رئيس الخدم في بعض الأحيان أن يقدم الشاي أو المشروبات الكحولية ولكنه يعد في المقام الأول مديرا لمنزل فخم.
وتعد المصداقية والثقة هي كل شيء في وظيفته التي تتضمن غالبا إدارة الرسائل الإلكترونية وحسابات الفيس بوك للزبون الذي يرعاه، كما يجب عليه أن يعمل كوكيل سفريات للزبون ليدير كل شيء ابتداء من حجز الرحلات إلى حزم حقائب السفر وإفراغها من محتوياتها، ويجب أيضا على رئيس الخدم أن يعلم كل صغيرة وكبيرة في خصوصيات ورغبات زبونه بما في ذلك أنواع العلاج التي يمارسها والأدوية التي يتناولها والجرعات اللازمة وتوقيتاتها.
وكان فينكيز يشغل في السابق وظيفة رئيس الخدم لدى السفارة الأمريكية في بون، وتعلم هذه الرجل الهولندي فنون الوظيفة بشكل متقن من رئيس للخدم في إنجلترا، ويتعين على الراغبين في الحصول على وظيفة رئيس الخدم ويسعون للاستفادة من خبراته وعلاقاته الدولية أن يدفعوا مبلغا من المال لمدرسته، وتبلغ رسوم الدورة التدريبية التي ينظمها في مدرسته وتستغرق ثمانية أسابيع 13750 يورو.
وتعد الدورة التدريبية مكثفة فهي تستمر طوال أيام الأسبوع السبعة دون عطلة وتمتد الدراسة لمدة 12 ساعة في اليوم، وبالإضافة إلى ذلك يتعين على المرشحين لوظيفة رئيس الخدم أن يتعلموا كيفية التعامل مع الحالات الطارئة في أوقات الليل التي قد تتضمن وصول مجموعة من الضيوف بدون موعد سابق، ويتطلب التدريب من المتدرب أن يقدم المشروبات الكحولية وربما وجبة في وقت متأخر من الليل وهو يرتدي المعطف الطويل لرئيس الخدم، كما يتضمن التدريب تقديم الإسعافات الأولية.
ويشير فينكيز إلى أن أصحاب العمل الذين يطلبون هذه النوعية من الخدم يولون قيمة كبيرة للخبرة، وبالتالي لا يصبح كبر السن من العيوب التي تعيق الحصول على الوظيفة، ويوضح أنه يلي ذلك الولاء والثقة والحفاظ على الأسرار، ويولي أصحاب العمل الأثرياء قيمة كبيرة على الخبرة الحياتية، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن يرغب شخص مثل توماس جيك الذي يبلغ من العمر 63 عاما في الاشتراك في هذه الدورة التدريبية، وينتمي جيك إلى منطقة راينلاند الألمانية ويعد أكبر المشاركين في الدورة سنا، ومع ذلك فإنه من المميزين الذين أثبتوا براعة فيها، ويعمل جيك لدى إحدى شركات الأدوية الأوروبية وسافر إلى عدة دول، وبعد أن تقاعد من وظيفته مبكرا شعر بالملل.
ويرغب جيك في تطبيق خبراته والمعلومات الجديدة التي حصل عليها من مشاركته في الدورة التدريبية عندما يعمل في وظيفة سكرتير خاص على مستوى رئيس الخدم على حد قوله، ويفهم المشاركون في الدورة أن كلمة " لا " غير موجودة في قاموس هذه المهنة، فالذين يرفضون تنفيذ أمر ما لا يناسبون هذه الوظيفة.
ويقول روجر فايس وهو من سويسرا إنه لا توجد عبارة مثل " نعم .. ولكن " في مفردات رئيس الخدم، فالشيء الوحيد الذي يكون له اعتباره هو رغبات رب العمل.
بل إنه يتعين على المشاركين بالدورة التدريبية أن يقفوا صفا مثل المجندين بالجيش وهم يرتدون قفازات بيضاء ويتدربون على التفوه بصوت عال وبكل حماس بعبارة " نعم يا سيدي " التي ينبغي أن تكون هي الرد الذي يجيب به رئيس الخدم على كل أمر، ويجب عليهم أيضا أن يفهموا أن هذه الوظيفة لا تتوافق تماما مع الحياة العائلية العادية، فالزبون سواء كان من شيوخ البترول أو عضو في عائلة مالكة أو نجم في هوليوود إنما يريد أن تكون الخدمات التي يطلبها متاحة في أي وقت حتى لو كانت في أيام العطلات.
غير أن جائزة تولي هذه الوظيفة مجزية، فرؤساء الخدم المميزين يحصلون على مرتب يتراوح بين 65 ألف إلى 200 ألف يورو سنويا، وعادة ما يحصل الفائز بالوظيفة على سيارة في إطار عقد العمل.
ويعد كل من فايس وجيك من بين نحو عشرين شخصا اشتركوا مؤخرا في الدورة التدريبية التي نظمها فينكيز ومثلت هذه المجموعة نحو عشرين دولة، وكان الكثيرون منهم يتمتعون بالخبرة المهنية المماثلة لكل من فايس وجيك، ويبلغ فايس من العمر 35 عاما وكان يعمل في السابق مضيفا جويا، ويأمل في أن تساعده الدورة التدريبية على الإنتقال إلى وظيفة في موقع محدد، وهو لا يهتم بنوعية المكان على حد قوله وإن كان يفضل العمل في آسيا.
ويلاحظ أن الطلب على وظيفة رئيس الخدم يتنامى بسرعة في القارة الآسيوية، ولم تتمكن المدارس التي تقدم التدريب اللازم لهذه الوظيفة مثل مدرسة سبنسر في لندن ومعهد رؤساء الخدم المحدثين في الولايات المتحدة من تلبية الطلب المتزايد.
ويقول فينكيز أنه استقبل مؤخرا زيارة من ممثل وزارة التعليم في بكين، وتقدر الوزارة أن الصين ستحتاج في المستقبل إلى حوالي مئة ألف رئيس للخدم سنويا.