نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


مقهى قبرصي يوفر "ارضا محايدة" من اجل السلام




نيقوسيا - نادرة بوعزة - يوفر مقهى "دار التعاون" الواقع وسط منطقة التماس المهجورة التي تشرف عليها قوات الامم المتحدة في نيقوسيا، "ارضا محايدة" يلتقي فيها قبارصة اتراك ويونانيون لتجاوز خلافاتهم وبلورة مستقبل مشترك رغم انقسام بلدهم.

للوصول الى المقهى يجب عبور حاجز امني وابراز اوراق ثبوتية لدخول "الخط الاخضر"، منطقة التماس التي تقسم قبرص وعاصمتها الى شطرين منذ اجتاحها الاتراك في 1974، لتكون نيقوسيا اخر عاصمة اوروبية مقسومة منذ سقوط جدار برلين.


  وقالت خيرية روزغار (25 عاما) احدى المسؤولين عن "دار التعاون" "نحن في منطقة التماس المنزوعة السلاح على الجزيرة. إنه وضع شاذ، لكننا حاولنا عبر فتح المقهى هنا تطبيعها وتسهيل الدخول اليها".
تجلس خيرية القبرصية التركية الى جانب زميلتها من الطرف اليوناني للجزيرة ليفكيا هيراكليوس (37 عاما) في المقهى الذي يشهد تشاركا في المسؤوليات كما يمكن أن يحدث على جزيرة موحدة. وقالت هيراكليوس "انها طريقة جيدة لاثبات قدرتنا على العمل معا".
افتتح "دار التعاون" الذي بادر الى اطلاقه اساتذة، في ايار/مايو 2011، بعد ثماني سنوات على فتح المعبر الامني الذي اجاز لسكان نيقوسيا العبور الى الشطر الشمالي الخاضع للاتراك.
صمم داخل المقهى ليشيع الهدوء ويوفر اجواء مؤاتية للحوار. وهو يشمل صالونا فيه مكتبة ومزينا بصور كبيرة ومصابيح واثاث خشبي وسط موسيقى جاز خافتة في الخلفية.
ويشهد المقهى مؤخرا الكثير من المناقشات عن الامال التي تثيرها المفاوضات المنعقدة في جنيف منذ مطلع الاسبوع بين قادة شطري الجزيرة.
في الطابق العلوي تتوالى دروس اللغات اليونانية والتركية والانكليزية او رقص السالسا او فن التاي تشي القتالي. كما يستضيف المقهى مساء حفلات او مؤتمرات تنظمها منظمات غير حكومية. وقالت هيراكليوس "عندما افتتحنا المكان كان الاساتذة يدرسون عددا قليلا من الطلاب. الان ننظم خمس حصص للغة التركية وثلاثا لليونانية".
وقالت سلطان تشاوش اوغلو (40 عاما) التي تتابع دروس الانكليزية التي تجذب خصوصا قبرصيات تركيات "يسهل الحضور الى هنا ولقاء قبارصة يونانيين".
 

- هل فات الاوان؟ -

شهدت الجزيرة عددا من مبادرات المجتمع المدني لتعزيز اللقاءات والحوار، على غرار جولات على الدراجات الهوائية ودروس رقص التانغو او كرة السلة.
في 2006 تشكلت "بيس بلايرز" (لاعبو السلام)، المنظمة الرياضية الوحيدة المشتركة بين الشطرين، وهي تضم اكثر من 200 لاعب تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عاما، يتبارون جنبا الى جنب. وقالت العضو في الجمعية منذ عامين، الاميركية جسيكا والتون "في البدء يبدو الاطفال خجولين، لكنهم سرعان ما يدركون انهم يتشاركون امورا اكثر مما كانوا يخالون".
ورغم انهم لا يتكلمون اللغة نفسها، "لا يلزمهم وقت مطول" لتجاوز هذا الحاجز.
غير ان المبادرات المشابهة تبقى محدودة نظرا الى مدى الريبة المتبادلة بعد اكثر من 40 عاما على انقسام الجزيرة في 1974، حين اجتاحت تركيا شمال الجزيرة ردا على انقلاب قوميين لالحاقها باليونان. وتسبب الاجتياح بنزوح عشرات الالاف من الشطرين الى الجنوب او الشمال بين ليلة وضحاها، تاركين ممتلكاتهم.
على غرار الكثير من القبارصة ولدت تشاوش اوغلو في جزيرة مقسومة، وسمعت روايات عن الحياة قبل النزاع وامنت بامكانية المصالحة يوما ما. لكنها اليوم فقدت الامل وترى "ان الاوان فات لاعادة الوصل بين الناس".
خاب امل مؤيدي اعادة التوحيد في 2004 مع فشل خطة السلام التي اقترحها الامين العام للامم المتحدة انذاك كوفي انان، بعدما رفضها القبارصة اليونانيون في استفتاء فيما أيدها جيرانهم القبارصة الاتراك.
قالت روزغار أن سكان الجزيرة "اصبحوا غرباء بالنسبة لبعضهم البعض"، لكن مع الوقت "بدا الناس يتساءلون أكثر فأكثر ويدركون انه لا يمكن الاستمرار على هذه الحال الى الابد".
اضافت ان اي تقدم يحرز في جنيف يجب اقناع السكان به، لان "صنع السلام لا يختصر بتوقيع".

نادرة بوعزة
الجمعة 13 يناير 2017