نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


ممنوع اللمس بين العشاق في باندرا فردوس الحب ومهد الكاماسوترا الهندية




مومباي - دورين فيدلر – تعتبر قلعة شبراخيت راعية بلدة باندرا الهندية غرب مومباي، بمثابة الحصن الحصين لعشاق المدينة الهندية الكبيرة، حيث يستند الأحبة كافة إلى جدرانه وأسواره العتيقة، ويتأملون مشهد البحر، في حين يبحث بعضهم عن خلوة نادرة خلف صخوره الملساء الرابضة عند سفح الحصن ليحتموا بها من العيون أو يتوارون خلف نخلاته السامقة في الحديقة الخلفية مترامية الأطراف.


تقول الشابة فيكاس /21 عاما/ بحماس إن "هنا تتاح لنا الفرصة للاستمتاع بلحظات معا"، تتأبط فيكاس بحنان ذراع صديقها بريا /18 عاما/ ، اللذان تجمعهما علاقة تمتد لخمس سنوات كان هذا الحصن العتيق الشاهد الوحيد على أسرارها، نظرا لأن عائلتيهما تواجه الأمر باعتراض كبير.

يشار إلى أنه بالرغم من أن العلاقات العاطفية، بدأت تلقى قبولا في المجتمع الهندي مع تطور الزمن، ولكن في كثير من الأحيان لا يزال ينظر إليها على أنها من الأمور غير الطبيعية.

على غرار ما كان يحدث في الماضي، لا يزال غالبية المتزوجين مرتبطين بأسرهم ويخضعون لتقاليدها الصارمة، مع الفارق هذه الأيام أن خطاب هذه الأيام اصبح لديهم الحق بصورة أكبر في التعبير عن رأيهم. في مومباي أصبح بعض الآباء يقبلون أن يرى الخطاب بناتهم فبل الزواج، ولكن دائما تحت سمع وبصر أحد افراد الأسرة.

ربما لهذا السبب يفضل كثير من العشاق أن يلوذوا بأشواقهم ومشاعرهم التي لا يستطيعون البوح بها إلى معبد باندرا، حيث يلتئم شملهم ويريح الحبيب رأسه على كتف حبيبه، أو يهمسون في أذان بعضهم بعبارات الحب متوارين خلف مظلة، أو يتبادلون العناق الحميم لفترات طويلة، أو القبلات بتحفظ مستترين بالأحجبة.

أصبحت باندرا المشتقة من الكلمة الفارسية بندر، أو المنطقة الحضرية نظرا لتميزها بالنشاط التجاري وكونها مستقرا لعلية القوم من البرجوازيين سواء من الهنود أو من المستعمرين منذ اكتشاف البرتغاليين لها في القرن السادس عشر، ومن بعدهم الانجليز، وبسبب قلعتها الشهيرة إلى "عش الغرام". يقول ساشين /25 عاما/ إن "الجميع يعلمون ذلك"، مشيرا إلى أنه اعتاد أن يأتي إلى هذا المكان مع خطيبته سانديا، موضحا "الآباء لا يأتون إلى هنا، لذا نشعر أننا على راحتنا أكثر".

يقول شاشانك أناند مؤسسة جماعة (ديانة الحب) إن "بالرغم من الشرطة لا تتعرض للعشاق بل تتركهم في سلام في باندرا، إلا أنها تضعهم تحت تصرف حراس المكان الذين يطلقون على أنفسهم "شرطة الأخلاق" والتي تقوم بملاحقة العشاق في الأماكن العامة، وأحيانا يقومون بطرد العشاق الشبان، وأحيانا يوسعونهم ضربا بالعصي الخيزرانية".

ويوضح شاشانك أنه بالرغم من أنه لا توجد تشريعات على الإطلاق تقنن هذه الممارسات التي يقوم بها الحراس، إلا أنهم يفرضون على العشاق الذين يتجاوزون التقاليد المرعية، دفع غرامات مالية لهم.

في مناسبات خاصة مثل عيد الحب يتعين على العشاق توخي الحذر تماما، حيث اعتاد المتطرفون الهندوس تشكيل جماعات تخرج إلى الشوارع وخصوصا أماكن تجمع العشاق لملاحقتهم وإفساد المناسبة عليهم. تتضمن ممارستهم أحيانا قص شعر المحبين أو رشهم بألوان سبراي سوداء أو يقومون بإهانتهم وإذلالهم بدفعهم أرضا، بدعوى الحفاظ على القيم والتقاليد الأخلاقية الهندية العريقة.

بالرغم من ذلك ترى السلطات أن هذه الممارسات مجرد سلوكيات فردية، وهو ما يؤيده الكاتب الهندي بافان فارما بدبلوماسية شديدة، مؤكدا أن الهند لا تزال مهد العشق والعشاق، وفقا لما هو مثبت في وثائق "الكاماسوترا" أشهر عمل أدبي كتب بالسنسكريتية عن الحب وسلوكياته في التاريخ والذي يرجع إلى 1500 عام.

توضح الناشطة الاجتماعية كاترينا بوجندروف كاكار والمقيمة في جوا أنه "مع ذلك لا يزال الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة هو السمة الأساسية الغالبة في الهند، كما لا يزال من المحرمات التعبير عن المشاعر الحسية بشكل علني".

وتضيف كاتارينا أنه "على العكس من ذلك أكثر ما يمكن مشاهدته في الشارع هو رجلان يمسكان بأيدي بعضهما بصورة عادية، وهو أمر لا ينظر إليه مطلقا على أنه سلوك جنسي، ولكن كأحد أشكال التعبير عن الصداقة".

وتوضح الناشطة الاجتماعية ربما لهذا السبب نفسه يحرص أي رفيقين غير متزوجين، على التلامس بالأيدي بعيدا عن العيون في مركز تجارية لا يعرفهما فيها أحد أو في القطار أو يختبئان في الحديقة أو في السينما، منتزعين بهذه الصورة هامشا من الخصوصية لا يتاح للكثير من أمثالهم الذين يعيشون في كنف الأسرة لفترات طويلة، مؤكدة أن الهنود شعب رومانسي وعاطفي للغاية وهو ما يظهر بوضوح حين تتوافر لهم خصوصية ملائمة.

دورين فيدلر
الجمعة 4 يوليوز 2014