نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


مهرجان بلجيكي يعرض مشاهد ساخرة عن اليهود رغم جدل السامية






ألست (بلجيكا) - إيلا جوينر – لم تستطع رياح الانتقادات الشديدة ولا عاصفة الجدل المحيطة باحتفالات المهرجان بمدينة ألست البلجيكية، أن تثني السكان المحليين عن بدء استعراضهم الكرنفالي التراثي السنوي.

وبعد أن تم خلال مهرجان العام الماضي بالمدينة عرض مجوعة من الشخصيات العملاقة التي تمثل اليهود الأرثوذكس المتشددين، وهي تقف فوق حقائب من النقود على مركبة الاستعراض، مما أثار عاصفة من الانتقادات الدولية، كما دفع منظمة اليونسكو لأن تسحب المهرجان من قائمة التراث الثقافي العالمي، أصر منظمو المهرجان على مواصلة الاحتفال به ومضاعفة درجة الاستفزازات في عروضه.


وارتدى كثير من الأشخاص المشاركين في استعراضات العام الحالي لمهرجان مدينة ألست، القبعات اليهودية السوداء التقليدية التي تم المبالغة في تضخيمها، مع إظهار خصلات الشعر المنسدلة على جانبي الوجه بشكل مبالغ فيه والمرتبطة باليهود الأرثوذكس.
ووضعت مجموعة من مرتادي المهرجان ثيابا تظهرهم كالحشرات واضعين قبعات كبيرة الحجم وخصلات للشعر ضخمة، مدونين عبارة "حائط المبكى"، وهو لعب بالألفاظ كما يقولون حيث استغلوا التماثل في المعنى بين كلمتي "حائط" باللغة الهولندية وبين كلمة "نمل" باللهجة المحلية.
وقبيل بدء مهرجان هذا العام احتجت الجماعات اليهودية البلجيكية، ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي إلى حظر إقامة المهرجان، وحث كريستوف داهازي عمدة مدينة ألست المحتفلين على "عدم التجريح بغرض التجريح"، غير أنه رفض الضغوط المتصاعدة لفرض رقابة على المهرجان.
وقال أحد المشاركين في المهرجان ويدعى موينز ويبلغ من العمر 43 عاما لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)، إن المواطنين في ألست يفهمون لماذا تسبب مثل هذه الصور الألم، غير أن المهرجان هو وقت للسخرية المحضة.
وأضاف موينز وهو أحد أبناء مدينة ألست وهو طريقه للانضمام إلى الاحتفالات مع زوجته وطفليه، حاملا معه حقيبة بلاستيكية مليئة بقطع الورق الصغيرة الملونة من النوعية التي تنثر خلال الاحتفالات، "إننا لا نضحك على آلامهم، ولا نضحك على المحرقة".
وأوضح موينز قائلا إن الناس في الخارج" لا يفهمون في الواقع نوعية المهرجان، فهو يعني لمدينة ألست أكثر أيام العام أهمية".
ويتم الاحتفال بالمهرجانات في جميع أنحاء أوروبا، وهي تتركز في المناطق التي تعتنق الكاثوليكية من الناحية التاريخية ويمكن ارجاع بدايتها للعصور الوسطى.
وتعد المهرجانات تعبيرا جياشا يمزج بين الفرح والتصرفات الصبيانية، وذلك قبل موسم الصوم الكبير المسيحي الذي تسوده حالات التأمل والجدية.
وأحد معالم هذا المهرجان هو إلغاء القواعد المعتادة التي تحكم الحياة الاجتماعية وأحيانا الاتيان بنقيضها، وذلك خلال فترة قصيرة من الوقت.
وفي هذا الصدد يرتدي الرجال والنساء ملابس الجنس الآخر، بينما يرتدي الصغار ملابس الكبار، ويرتفع بعيدا جدار المحظورات.
وكتب عمدة المدينة داهازي في مقال للرأي بموقع "إتش.إل.إن" الإخباري البلجيكي يقول مدافعا عن المدينة ضد "الشيطنة" ،إن السخرية والتهكم على الذات من بين أحجار الزاوية للمهرجان الموجه للأسرة وإن كان يحفزه أيضا تناول الشراب.
ويستخدم المشاركون في المهرجان الذي يأتي تتويجا لثلاثة أيام من الاحتفالات، الاستعراضات لاستهداف السياسيين أو نجوم المجتمع بتوجيه السخرية اللاذعة إليهم.
وتضمنت احتفالات مهرجان هذا العام أكثر من 70 مركبة عرض رسمية تم تزيينها، إلى جانب الكثير من المركبات غير الرسمية، واستوحى المهرجان موضوعه من حرائق الغابات المدمرة بأستراليا وما سببته من حروق لحيوان الكوالا المحلي هناك.
كما تم خلال المهرجان تصوير أحداث تفشي فيروس كورونا باستخدام ما يبدو أنه موكب للفتيات يرتدين ثياب الجيشا اليابانية، وهن يعلقن على ظهورهن زجاجات عملاقة مدون عليها "جعة الكورونا".
وقالت فتاة تقف مع أسرتها لمشاهدة على الاحتفالات لـ (د.ب.ا)، "من المفترض أن يسبب المهرجان نوعا من الألم".
بينما قال أفراد أسرتها إن هذه الاحتفالات في النهاية تدور حول حرية التعبير، كما أن الاستفزاز الذي يصاحبها يدفع الناس إلى التحدث.
وأضافت ابنتها "لا أعتقد أن الناس هنا يعبأون باليونسكو".
وتابعت قائلة إنه لا يوجد حقيقة أي جدل شديد بين سكان المدينة الذين يبلغ تعدادهم 300 ألف نسمة ويتحدثون باللغة الفلمنكية، حول ما إذا كان يتعين عليهم وقف الطابع الاستفزازي للمهرجان.
غير أن ثمة بعض المحظورات في مهرجان ألست، مثل القضية الشهيرة للبلجيكي مارك ديترو الذي أدين بالاعتداء الجنسي على الأطفال وقتلهم. وأوضحت الابنة أن هذا الشخص لم يكن أبدا موضوعا لمركبة استعراض، كما أن هناك خلاف حول ما إذا كان إضفاء اللون الأسود على الوجه هو أمر مقبول.
وبعد أن عادت حشود المحتفلين إلى ديارهم، انتظرت المدينة مواجهة هجوم مضاد.
فمثلا وصف بنحاس جولدسميث رئيس المجلس الأوروبي للحاخامات العرض الساخر بأنه "إساءة لحرية التعبير"، وقال إنه يتعين على ملك بلجيكا والشخصيات البارزة فيها اتخاذ إجراء ضده.
ونقلت وكالة أنباء "بلجا" عن صوفي ويلمس رئيسة وزراء بلجيكا قولها إن هذا المشهد يعرض سمعة البلاد للخطر.
وعلى الأقل أعرب أحد المتفرجين عن اعتقاده بأن الأمر قد يتطور إلى وضع متفجر رغم كياسة المجتمع الدولي.
وقال والد الأسرة المتابعة للمهرجان ل (د.ب.ا) مشيرا إلى كثير من الأفراد الذين يسخرون من اليهود، "إن ما تراه الآن هو رد فعل لما حدث العام الماضي، وعندما تأتي إلى هنا العام المقبل فلن ترى تكرارا لهذا المشهد".

إيلا جوينر
الثلاثاء 25 فبراير 2020