نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


موجة جديدة من الهجرة تجتاح مجتمع اقليم كردستان والوجهة مجهولة






اربيل(العراق) - رسالة الشركاني - عادت ظاهرة الهجرة إلى الخارج، ومن جميع الشرائح اﻹجتماعية تجتاح الناس في إقليم كردستان، وتكاد لا تتكلم مع أحد هنا إلا وفي تفكيره هاجس الهجرة إلى أي مكان في العالم، لكن الوجهة المفضلة للجميع هي أوروبا كما هو معلوم. يقول شيرزاد إبراهيم ،صاحب إحدى شركات السفر والسياحة، في أربيل لوكالة اﻷنباء اﻷلمانية(د.ب.أ) أن "نسبة اﻹقبال على طلب الحصول على التأشيرات قد ارتفعت في الآونة الأخيرة أضعاف ما كانت عليه قبل أحداث كركوك وما تلاها".


 ويضيف ابراهيم "قبل أحداث كركوك كان اﻹقبال على مكاتب السفر والسياحة قد انخفض بشكل لافت، بسبب العقوبات التي فرضتها الحكومة العراقية ودول الاقليم، بشكل شبه تام تقريبا، فضلا عنى عزوف المواطنين عن السفر بهدف السياحة بسبب غلق المطارات والطرق البرية عدا تركيا". ويتابع "ولكن الآن وبعد أحداث كركوك والمناطق المتنازع عليها ارتفعت بشكل ملفت نسبة الراغبين بالسفر تحت مسمى السياحة، وهي معلومة لدينا ان أصحابها يسافرون لغرض الهجرة النهائية عن الاقليم، وتضاعف اﻹقبال على السفر عن الفترة التي سبقت الأحداث". وردا على سؤال عن ماهية الطبقات اﻹجتماعية أو الفئات العمرية التي تقبل على الهجرة أكثر من غيرها، قال ابراهيم "من كل الشرائح اﻹجتماعية والفئات العمرية ولكن كما تعلمون نسبة الشباب هي اﻷكثر بينهم بطبيعة الحال". ويقول سيروان إلياس/18عاما/ وهو شاب من أربيل "انا لا أفهم بالسياسة، ولكن بعد الأحداث الأخيرة أشعر بان كل شيء ضاع وأن المخاطر تحدق بنا من كل صوب، ولهذا قررت الهجرة". وعن وجهة هجرته قال سيروان "كردستان، تتجه نحو المجهول، ولهذا قررت الهجرة إلى المجهول دون تحديد وجهة معينة ،المهم أنا لا أعرف أي شيئ عن مستقبلي هنا فقررت أن أهرب من مجهول إلى مجهول".

ويتابع سيروان قصة حياته البائسة هنا فيقول "أنا من عائلة نازحة، أجبرت على الدراسة هنا باللغة العربية لانني كنت في سنجار أدرس باحدى المدارس العربية، وطوال دراستي في تلك المدرسة التابعة لمحافظة نينوى ،الموجودة في أربيل، كنت أواجه بأسئلة من قبل عدد من المدرسين العرب والمسلمين : لماذا لا تعرف اللغة العربية؟ لماذا لا تصلي؟ لماذا لا تغير دينك وتصبح مسلما مثل زملائك؟". وأضاف "سئمت من الدراسة ومن كل شيء هنا، أترك عائلتي هنا للمجهول وأود البحث عن مستقبلي في أي مكان في العالم".

وتقول لارا سليمان/20عاما/ من مدينة دهوك "ما شاهدناه في الفترة الأخيرة يدل على أن العراق لم ولن يتغير، وحال الكرد لن يتغير لأن العالم يخذلنا كل مرة، لهذا، قررت عائلتي الهجرة وها نحن نهم بترتيب أوضاعنا وبيع كل ما نملك والهجرة إلى أوروبا".

وردا على سؤال عن دراستها الجامعية ومستقبلها كشابة في مقتبل العمر؟ اجابت لارا متسائلة "عن أية مستقبل تتحدثون؟"، وأضافت "ألاحداث الأخيرة أصابت الجميع هنا بالصدمة والخيبة، ولا ثمة أمل للبقاء هنا خاصة ونحن جيل لم نتعود العيش مع الاحتلال أو الحشد الشعبي أوما شابه، لذا أترك أرضي التي لا تحميني من المحتلين". كما يقول بينر كامل/28عاما/، من السليمانية "فقدت الأمل بكل شيء وأشعر أن لا مستقبل لهذا الوطن إلا المشاكل والحروب". وأضاف "هذه هي المرة الثالثة التي أحاول فيها الهجرة وما يميز هجرتي الآن عن محاولاتي السابقة هو أنه في المرات السابقة كنت أبحث عن حياة أفضل ولكن هذه المرة أهجر وطني وعائلتي لأنني فقدت الأمل وسئمت الحياة بأكملها". وعن طرق الهجرة غير الشرعية كان لابد من التحدث مع أحد المهربين حيث قال المهرب (ع. خ) الذي يعمل بتهريب الراغبين بالهجرة غير الشرعية منذ العام 2003 وحتى اليوم "قبل الأحداث الأخيرة كانت الغالبية الساحقة من المهاجرين وخاصة بعد مجئ داعش، من اﻷيزديين والمسيحيين، أما الآن فيأتون الناس من كل مدن كردستان وحتى خارج كردستان وهم من العرب السنة من مناطق الرمادي والفلوجة وتكريت وبالتأكيد من الموصل". وعن طريقة التهريب كشف بالقول "اننا نملك شبكة كاملة من المهربين في كل الدول التي تقع على طريق التهريب وصولا إلى أوروبا الغربية وهم يتواصلون فيما بينهم عن طريق الشبكات الاجتماعية، فيهربون المواطن من هنا ليستلمه شريكه في الدولة الثانية وهكذا إلى أن يصل المهاجر إلى وجهته المفضلة". وعن المبالغ المالية التي يتقاضونها من المهاجرين قال "حسب الدولة التي يود المهاجر الوصول اليها وطريقة التهريب، ولكن على العموم يتفاوت المبلغ بين ألفي دولار للطرق البحرية والخطرة وصولا إلى اثنى عشرة ألف دولار للشخص الواحد بالطرق البرية أو الجوية الآمنة والمضمونة".

ويقول الباحث الاجتماعي، هفال عبدالسلام، عن عودة ظاهرة الهجرة إن "عودة ظاهرة هجرة الناس من كردستان مرتبطة في غالبيتها بالوضع السياسي المتردي والخوف والصدمة التي أصابت المواطنين هنا، فالجميع يخافون على حياتهم ومستقبل عائلاتهم". وأضاف بأن "ظاهرة الهجرة من كردستان قديمة قدم الحركة السياسية والحروب والمقاومة في كردستان، فلكل مرحلة سماتها، فقبل الأحداث الأخيرة وأيام المقاومة المسلحة كان الناس هنا يهاجرون بحثا عن الحرية وعن حياة كريمة". ويتابع "أما الآن فعودة ظاهرة الهجرة مردها إلى الانتكاسة التي تعرضت لها كردستان وشعور الناس بالخيبة من الوضع السياسي وكذلك من خذلان المجتمع الدولي للكرد". وأشار إلى ان "الهجرة الحالية تأتي من خيبة الأمل". .. وأن"هناك ظاهرة اجتماعية يجب أن نلتفت اليها وهي ان الكرد وفي جميع مراحل الهجرة كانوا معجبين بالغرب وأوروبا وقيمها بشكل كبير ولكن الآن يذهبون ويلجأون اليها وهم مصابون بخيبة الأمل من الغرب وأوروبا والقيم النبيلة التي طالما اعجبوا بها".

ويضيف "الظاهرة الأخطر من الهجرة وخيبة أمل المهاجر هو شعور جميع المواطنين هنا بالنكسة والفشل وخيبة الأمل، وشعورهم بأن وطنهم أصبح فى وضع غير معروف، وهذا له تأثيرات نفسية واجتماعية خطيرة على المجتمع وعلى كل المدنيين ".

رسالة الشركاني
الثلاثاء 12 ديسمبر 2017