نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
الخميس 19 يونيو 2025
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


موسيقيون اسرائيليون عرب ويهود يحتفون بالسلام "بصوت واحد" في قبرص بغياب فرقة غزة




ليماسول -دانيال صالح - تجلى المتوسط بأجمل صوره في حفل موسيقي استضافته مدينة ليماسول القبرصية الساحلية وضم اسرائيليين عربا ويهودا وحدهم الفن والتراث الغنائي في امسية احيوها من اجل السلام.


موسيقيون اسرائيليون عرب ويهود يحتفون بالسلام "بصوت واحد" في قبرص بغياب فرقة غزة
وجمع حفل "بصوت واحد" موسيقيين عربا ويهودا بعضهم يتحدر من العراق وايران وداغستان، ادوا اغاني من التراث العربي والعبراني والفارسي ليكون خير صورة عن حوض متوسطي يقف عند تقاطع الاديان والحضارات.

وجرت الامسية الموسيقية في اطار المحطة القبرصية من رحلة "اوليس 2009" التي ينظمها السفير الفرنسي في مالطا الكاتب دانيال روندو وتمولها وزارة الخارجية الفرنسية للاسهام في نشر "الحرية والسلام" في حوض المتوسط، بحسب تعبير روندو نفسه. واجتمع داخل مسرح واحد مغنون وموسيقيون اسرائيليون وفلسطينيون، يهود ومسلمون ومسيحيون، ينتمون الى فرق موسيقية مختلفة وآفاق فنية شتى من الموسيقى التراثية الى موسيقى الراب العصرية، يوحد بينهم حب الموسيقى نفسه والتوق نفسه الى السلام في منطقة مزقتها الصراعات.

وكان الغائب الاكبر عن هذا اللقاء فرقة غزة الموسيقية. واوضحت ليمور المغنية الاسرائيلية المتحدرة من العراق والتي كان من المفترض ان تغني معها ان اعضاء الفرقة لم يتمكنوا من الحضور بسبب اغلاق معبر رفع على الحدود بين غزة ومصر وعدم تمكنهم من السفر من الاردن مرورا باسرائيل بسبب ضيق الوقت.

وبرزت مجموعة "بصوت واحد" عند تسجيلها اسطوانة تحمل العنوان نفسه حازت جائزة سيلوي للموسيقى عام 2004 في فرنسا. وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، احيت حفلا موسيقيا في القدس، ثم قامت في ايار/مايو 2006 بجولة في فرنسا تضمنت 14 حفلا موسيقيا ولقيت اصداء اعلامية واسعة.

وفي 27 شباط/فبراير 2009 ، بعد ستة اسابيع فقط على الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة، التأم 35 من اعضاء الفرقة لاحياء حفل في مالطا. وافتتح الامسية دانيال روندو ومنظم حفلات "بصوت واحد" الفرنسي جان ايف لابات دو روسي. وقال "اهديه (الحفل) الى اصدقائنا في غزة" مدرجا الامسية تحت شعار "الاحترام المتبادل والكرامة والأمل".

وقالت ليمور معلقة على غياب رفاقها من غزة "انه امر حزين. كنت على اتصال دائم معهم طوال السنوات الماضية بعد (حفلات) 2006 وبقينا على اتصال حتى خلال الحرب على غزة". واضافت فيما كانت تتمرن قبل الحفل "نشعر اكثر فأكثر ان كل ذلك مناورات سياسية واننا مجرد جنود في هذه اللعبة". ومع غياب فرقة غزة، غنت ليمور خلال الامسية مع فرقة كروان وهي فرقة للغناء الشرقي من الجليل تضم مسيحيين ومسلمين.

وقال مدير فرقة كروان عازف الكمان نبيه عوض معلقا على مغزى الحفل ان "الكلمة والفن يعبران بالتأكيد عن تلاقي الشعوب". واضاف "نريد السلام وان يعطوا كل انسان حقه في العيش. تراثنا يجمعنا فيقول ما نحن ويوحد شعوبنا".
وشارك في الامسية عازف العود خير مصطفى من الجليل. وقد عزف مع فرقة كروان ثم ادى تقاسيم على العود "من وحي السلام".

كما شارك هيزي ليفي باغنيتين اسرائيلية من التراث العبراني بينما قدمت فرقة اوراتوريو للغناء من القدس اغنيتين الاولى اسرائيلية والثانية من التراث اليمني. ومن العروض التي برزت في الحفل فرقة اشريشيم المؤلفة من المغنية جاني روتشتين يهوديان المتحدرة من ايران ومارك الياهو المتحدر من داغستان العازف على آلة الكامنشي وهي ربابة فارسية واديا اغنيتين من التراث الفارسي.

وكان آخر الفرق فرقة "ساز تو راب" وهي فرقة راب فلسطينية أضافت الى تداخل التأثيرات الفنية والانتماءات تداخل الاجيال. وقال سامح زقوت الذي اعطى اسمه "ساز" للفرقة انه من عرب 48 لكنه يرفض "تسميات عربي واسرائيلي". واضاف "انا مجرد فلسطيني نقطة على السطر"، موضحا "اننا عازفون وفنانون ولا نريد هذه التفرقة ونرفض كل التوصيفات، كفانا كراهية وطائفية".

واختتم الحفل بترتيلة دينية للاب منصور لبكي من لبنان شارك فيها الجميع وانضمت اليهم فرقة الغناء القبرصية المختلطة، فيما صعد الى المسرح ايضا كل من الكاتب الفرنسي الحائز جائزة نوبل للاداب جان ماري غوستاف لو كليزيو والشاعرة اللبنانية فينوس خوري غاتا والشاعر اللبناني صلاح ستيتية والكاتب الجزائري سليم باشي الذي حضروا في اطار "اوليس 2009".
وبانتهاء الامسية، بقيت اصداء الموسيقى في الاذهان لترسم ملامح حوض متوسطي يقف عند تقاطع الاديان والحضارات وتبشر بتلاقي شعوب متصارعة على الارض ومتناغمة في فضاءات الفن.

هل يمكن للموسيقى والادب ان ينجحا حيث يفشل السياسيون؟ يجيب لوكليزيو لوكالة فرانس برس "يجب ان نضع املنا في الجيل الشاب"

دانيال صالح
الثلاثاء 20 أكتوبر 2009