نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ميسون الإرياني لـ"صحيفة الهدهد الدولية": الشاعرات غارقات في دوامة الوصاية الذكورية




حاورها: ياسر العرامي - "هذه الإنسانة المسكونة بالشعر والمعجونة به (...) سيكون للوطن منها شاعرة متميزة" ذلك ما قاله عنها الشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح في تقديمـه لديوانها البكر "سأثقب بالعاشقين السماء" الذي أصدرته الشهر الفائت.
ولم يقف المقالح عندئذ، ليضيف "من خلال امتداد قصائد المجموعة يلاحظ القارئ أنه أمام صوت شعري جديد ومع مبدعة تسجل – عند أول الطريق- حضوراً يعكس نقاء الإنسان وصفاء القصيدة في رحلتها الجديدة".إنها الشاعرة اليمنية الشابة ميسون الإرياني، شاعرة تنتمي إلى ذاتها، لتقدم ما يمثل صوتها باختلافه، بل وتملك قدرة فائقة على انتقاء قصائدها - من بحر كلماتها العميق - بهذا الألق والصخب:
خذني إليّ
أجوب المرايا
يذوب اشتعالي على وجنتيك
أفيء اليك من الخوف
ترمي هواي على بعد شعرة
وتُسكنني في فضاء بلا أنت
يمنحني الخوف شارته
وأغني على الجمر سّرك
تذوي
وأذوي

وفي هذا الحوار مع "صحيفة الهدهد الدولية" تجسد ميسون الكثير من اختلافها وإنسانيتها وتجربتها.


الشاعرة اليمنية ميسون الإرياني
الشاعرة اليمنية ميسون الإرياني



- دعينا أولاً نتعرف على بداياتك الشعرية، ومن أثر فيك من الشعراء ؟

* لا أزال في بدايتي.. لكني سأتحدث عن بدء غوايتي مع القصيدة بدأت في سن مبكرة ولم يكن اتجاهي شعرا وقتها بل كانت مجرد خواطر وقصص قصيرة إلى الصف السادس الإبتدائي تغير اتجاهي حيث بدأت بكتابة القصيدة بشكلها الكلاسيكي سليقة كما هو حال كل من يبدأ بالتدرج من كتابة القصيده بشكلها العامودي إلى التفعيلي تدرجا نوعيا.
تأثرت بداية بنازك والسياب ,درويش,أحمد مطر والمتنبي والحمداني فتنني الأدب الأندلسي جدا آنذاك..

- أصدرت مجموعة شعرية هي الأولى بالنسبة لك؟ برأيك كيف سيستقبل النقاد ديوانك، ثم ما هي الرؤيا التي من الممكن أن نقول عنها أنها تمثل أرضية هذه التجربة، وتجسد أبعادها المعرفية والفلسفية؟
* المجموعة الأولى هي بمثابة الخطوة الأولى مهمة للغايه وتحمل في طياتها الكثير من المشاعر المضطربة المتصارعة ترددت كثيرا خفت كثيرا قلقت كثيرا شعرت بالكثير من التوتر والإثارة عزمت تارة وعدلت تارة وتهورت أخيرا!
هي تجربة رائعة مهما كانت تبعاتها أتمنى ان تنال رضى النقاد والناس على حد سواء، في المجموعة العديد من الرؤى المختلفة المتناقضة والمتجمعة كحال النفس البشرية في جسد واحد يمتد على مدى 26 صفحة يحقق رؤيتي الخاصة بفلسفتي الخاصة.

- ما رأيك في ما يطرح بخصوص أن الجيل الألفيني جيل مهمش ولم يأخذ حقه إعلامياً ونقدياً بما فيه الكفاية؟
* اتفق معك في أن الجيل الألفيني لم يأخذ حقه في النقد والتوجيه لكني أخالفك في انه لم يأخذ حقه إعلاميا خاصة مع تنوع الوسائل الإعلامية كونها أصبحت أسهل بكثير من السابق خاصة بوجود الشبكة العنكبوتية التي أصبحت متاحة للجميع.

- ما موقعك بالنسبة لتجارب أبناء جيلك وهل الجوائز تعد معياراً بالنسبة لقوة التجربة الأدبية من عدمها؟
* الجوائز لم تصنع شاعرا قط.. توفي نزار قباني ولم يحز على جائزه واحدة كما أعرف ..أما بشأن موقعي بالنسبة لتجارب أبناء جيلي فهذا لا أحدده شخصيا بل أسأل معك ذات السؤال..

- تترد في فضاء المشهد الثقافي اليمني والشعري بالذات أسماء شابة صاعدة هل من الممكن أن تختزلي لنا وجهة نظرك بالنسبة لتجارب بعض هذه الأسماء مثل: عصام واصل، أحمد الطرس العرامي، جلال الأحمدي، ليلى إلهان ..الخ ؟
* لست مؤهلة بعد لأحكم على أي من زملائي هؤلاء. لكن طالما كانت اليمن مهدا لشعراء كبار خاصة في الوسط اليمني الذي شهد اعداد هائلة من الشعراء والمتشاعرين والتاريخ كفيل بإصلاح وغربلة الشعراء من غيرهم أما بشأن هذه الأسماء فأضيف الشاعرة نوال الجوبري والشاعرة مليحة الأسعدي وكلهم سيقدمون الكثير للأدب اليمني والعربي قادما

- ما تقييمك للتجربة الأدبية النسوية في اليمن؟ ثم ما هي رؤيتك للأدب النسوي وخصوصيته، وهل صوتك الشعري يمثل هذا الرؤيا؟
* الأدب النسوي حديثا شهد العديد من الأسماء التي حفرت نفسها عميقا في الذاكرة أثبتت المرأة انها قادره تماما على تقديم أدب حقيقي ونقي وكأمثلة أذكر: سوسن العريقي هدى ابلان وناديه الكوكباني ..خصوصية التجربة النسويه لا تتعدى كونها اتجاها خطابيا يحقق للمرأه وجودها وكينونتها في حاضر أدمن الذكورية ..

- بصفتك ممثلاً لتجمع شعراء بلا حدود، من أين جاءت فكرة إنشاء هذا التجمع؟ وما هي الأهداف التي يحملها؟ وماذا قدمه خلال السنوات الماضية للشعر والشعراء، أو يمكن أن يقدمه مستقبلا؟
* كان وجود تجمع مستقل للشعراء العرب حلما راود الكثير من الشعراء العرب ؛ ذلك أن وجود تجمع للشعراء العرب يعني الكثير .. إنه يعني أول ما يعني أن يكون هناك تواصل إيجابي على كثير من الصعد التي من أهمها تبادل الخبرات والتعرف بالنتاجات الشعرية لشعراء الأقطار العربية ، ويعني تبادل المعرفة وتلاقح الأفكار ، وتوحيد الهم ..
وهو إلى ذلك يشكل أداة يمكن من خلالها وضع القيمة الحقيقية للشعراء أو المتشاعرين في ظل فضاءات تنشر الغث والسمين ، وفي ظل انهيار القيم الفنية النبيلة والوعي النقدي الحقيقي.هو تجمع شعري عربي مستقل مركزه الأردن ورئيسه الشاعر الفلسطيني محمود النجار بدأ نشاطه بتاريخ 25/10/2007 . حيث أصبح هذا التاريخ يوما للشعراء العرب يتم فيه الاحتفال في العديد من العواصم العربية يرتب لذلك ممثلوا التجمع في كل عاصمة العربية كل عام وقد شهدنا هذه السنه العديد من الاحتفالات بهذا اليوم بالزامن في العديد من العواصم العربية ومنها صنعاء وهذه من الانجازات التي تحسب له و إقامة مؤتمري تجمع شعراء بلا حدود الأول والثاني واقامة مسابقة دولية وترشيح شاعر العام والعديد من الفعاليات الناجحة على المستويين الإلكتروني والرقمي وفي صدد فتح فروع في كل الدول العربية بإذن الله .

- ما الذي يدهشك في الكتابة؟ ومتى تهزمك القصيدة؟
* في الكتابة تدهشني الكتابة. اكتشاف العوالم المختلفة, صناعه العوالم المختلفة, الغوص فيما لا يغاص فيه, مشروعية كل شيء والقوة لبعث أي شيء .
القصيدة ليست عدوي لأهزمها وتهزمني هي صنوي تشرق في وأشرق فيها..

- هل تعاني المرأة من ضيق المساحة المتاحة لها إبداعياً؟
* إلى حد ما نعم .

- ألا تتفقين مع القول أن الشاعرات غارقات في دوامة الوصاية الذكورية على نتاجهن؟ وإلى أي مدى تتعرض المرأة في مجتمع المثقفين والمبدعين للاستغلال من قبل رجاله؟
* نعم اتفق تماما معك في قولك هذا أنهن يعانين لكن هناك من خرجن من تحت عباءاتهم بقوة وحزم وأسسن لأصواتهن حرة مبدعة ومستقلة..

- ماذا سيضيف ديوانك إلى الشعرية؟ وكيف تقرأين تجربـة الشعر والشعراء في اليمن؟
لا أستطيع أن أجزم أني أضفت شيئا للشعرية لكني أجزم أني قدمت ما يمثل صوتي بإختلافه.تجربة شعراء اليمن * غنية وتعد بقادم مبهر..

- تتحركين في مجتمع محافظ، هل أثر ذلك على حياتك الاجتماعية؟ وهل تعتقد ميسون أنها لابد وأن تدفع ضريـبة التحرر من القيود المفروضة على المرأة؟
* أنا مستقلة بذاتي إلى حد كبير ربيت على الثقة بنفسي وبقناعاتي لم أشعر يوما بقيد او شرط وإنما اتحرك بما يمليه علي ديني وضميري..

- لماذا "سأثقب بالعاشقين السماء" عتبة لديوانك البكر؟
* لأن الله محبة والدين محبة والعالم لا شيء بغير حب ولا شك أن الحب يستحق ان نحارب لأجله هنا ليست السماء العدو فالحب جزء من السماء لكن السماء هنا قد تعود على كافة ما يمثل التحجر والتخلف والسلطة القطعية التي ربما تجور على الناس وقد يكون العاشقون أي مبدأ يذود عن كرامة وحرية الإنسان..

غلاف الديوان الاول لميسون الارياني
غلاف الديوان الاول لميسون الارياني
- لماذا الوسط الأدبي من "أقذر الأوساط المجتمعية أخلاقياً"، وما هي تجربتك التي جعلتك تعتبرينه كذلك؟
وسطنا الأدبي ككل الأوساط الأدبية في العالم العربي مر بالكثير من التقلبات ويسود به الكثير من الفساد لكن حتما كما يوجد الطالح هناك صالحون يحاربون جاهدين من أجل تطهيره من المتطفلين عليه ربما ليس لي تجربة مباشرة لكني شهدت الكثير ممن دمرتهم تجاربهم المرة داخل هذ الوسط.

- في أي سياق نفسر إنزواء شاعرة عن الوسط الأدبي؟ هل هو استسلام لواقع استخفاف المجتمع بالمرأة؟ وما تأثيره على تجربتها الشعرية؟
* في سياق يا الله كم أنا متعبة! لا انكر أن التواجد في وسط ملغم كالوسط الأدبي انهكني جدا لفترة أحتجت بعدها إلى فترة نقاهة طويلة أعادت إلي قوتي وقدرتي على التواجد بشكل اكثر فاعلية وقوة ثم إن الشاعر يحتاج إلى فترة للانزواء للعمل على تجربته بين الحين والآخر..

- هل أنت راضية عما وصلتِ إليه، وماذا تريدين أن تكونين؟
* أنا لم أصل ولو لـ1% مما أطمح إليه ولا أزال قادرة على تقديم الكثير وأطمح أن أكون كل ما يمكن للسماء أن تمنحه لشاعر من الروعة الشعرية ومحبة الناس .

- كلمة أخيرة .. لمن توجهيها؟
* أوجهها لله .. رباه كن معي أبدا إنك لا تخذل الطيبين ولكم ولمتابعي جميعا جزيل الشكر والتقدير



ياسر العرامي
السبت 14 نونبر 2009