نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ميونيخ للامن:دبلوماسية الابواب المغلقة في مواجهة دبلوماسية تويتر






مؤتمر الأمن في ميونيخ ليس فقط منصة لظهور ساسة مرموقين من مختلف أرجاء العالم أمام الكاميرات، بل هو بالأساس فرصة لدبلوماسية الأبواب المغلقة. ما جدوى تلك الدبلوماسية؟ وهل تصمد في وجه دبلوماسية تويتر؟



صورة من الأرشيف لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبريت في مؤتمر ميونيخ 2015
صورة من الأرشيف لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبريت في مؤتمر ميونيخ 2015

عندما يفتح مؤتمر ميونيخ للأمن أبوابه اليوم الجمعة (15 شباط/فبراير 2019)، لا تبدأ فقط 48 ساعة من البرنامج الحافل بعشرات الفعاليات التي يظهر فيها رؤساء دول ويتحدث فيها وزراء دفاع ويتناقش خلالها وزراء خارجية من جبهات متعادية، بل يبدأ في الوقت نفسه عمل دبلوماسية من نوع آخر: جس نبض المواقف والبحث عن مواقف مشتركة لاسيما خلف الكواليس.
وربما يعود هذا أيضاً لمكان عقد المؤتمر. فالفندق التقليدي المترامي الأطراف، بايرشير هوف، يشمل عدة بنايات ألحقت به وهي مناسبة لدبلوماسية الغرف الخلفية. والعديد من الأدراج والممرات تشكل ممرات محمية بشكل جيد وتؤدي إلى نحو 340 غرفة في الفندق. ولكن الفندق يعج أيضاً بالصحفيين الفضوليين والمصورين والمراقبين غير المرغوب فيهم. ومن هنا فقد حجزت إدارة المؤتمر 100 غرفة للقاءات السرية.
مهد اتفاقية "ستارت الجديدة"
"مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي مكان يتم فيه اختبار أفكار وعقد تحالفات وترتيب استعدادات للتقدم في عملية السلام أو البداية فيها"، يقول بكل ثقة في النفس فولفغانغ إيشنغر، رئيس المؤتمر. وهو بكل تأكيد لا يعني فقط برنامج المؤتمر، فهو مجرد رأس جبل الجليد. فاستعراض السياسة العامة في القاعة الكبيرة للفندق هو بنفس الأهمية التي تكتسيها اللقاءات السرية للوفود في غرف الفندق.
وفي مقابلات إعلامية سابقة تطرق إيشنغر على سبيل المثال إلى المفاوضات بشأن اتفاقية مراقبة التسلح النووي "ستارت الجديدة". وكما صرح لمجلة "السياسة الدولية" في شباط/فبراير الماضي، فإن مفاوضات ستارت بدأت من محادثات على هامش المؤتمر في عام 2009. وبعدها بسنتين وقعت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف وثائق المصادقة على الاتفاقية في ميونيخ على هامش مؤتمر الأمن.
إذا توفرت الغرف ومترجمون ويمكن الالتقاء في سرية، فإن لقاءات غير عادية تحصل. وبدون ذكر تفاصيل أوضح إيشنغر أن أمريكيين استفادوا من هذا العرض لإجراء "محادثات حقيقية مع إيرانيين".
  جانب من فندق بايرشر هوف حيث يعقد مؤتمر ميونيخ للأمن
ميونيخ بدلاً من السفر لآلاف الأميال
وحتى عندما يكون عدد الجمهور أثناء الظهور العلني للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أو نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس قليلاً، فإن ذلك لا يعود لكون المشاركين في المؤتمر يهتمون باكتشاف آثار ميونيخ التاريخية وشراء هدايا لعائلاتهم. فهم يجلسون ربما في أحد اللقاءات "الثنائية" التي وصل عددها في العام الماضي، حسب منظمي المؤتمر إلى أكثر من ألفي لقاء. وهذه اللقاءات الثنائية أو المتعددة الأطراف تحولت إلى جزء أساسي من المؤتمر، كما يؤكد توبياس بونده، المسؤول عن برنامج المؤتمر. "بالنسبة إلى كثير من الحكومات يمثل مؤتمر ميونيخ للأمن إمكانية فعالة وعملية للقاء عدة ممثلين حكوميين في وقت وجيز، وإلا فإنه يتوجب على المسؤولين في المقابل قطع الكثير من الكيلومترات على متن الطائرة"، يقول بونده.
الدبلوماسية التقليدية في مواجهة دبلوماسية تويتر
السياسة الخارجية يتم تقريرها، اليوم وبشكل أكثر فأكثر، عن طريق تغريدات تويتر، بدلاً من الدبلوماسية التقليدية. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد الأمثلة الفاقعة؛ إذ يفاجئ الرئيس الأمريكي الحلفاء والخصوم باستمرار بإعلان قرارات سياسية خارجية عبر تويتر. أما بالنسبة للمستشارة أنغيلا ميركل فالحديث مع الأصدقاء والخصوم في مؤتمر الأمن مثلاً لم يفقد من أهميته. وتفيد المستشارة بأن الحديث المباشر بين الفاعلين الدوليين مهم للغاية اليوم وبالضبط كما كان عليه الحال في أيام الحرب الباردة، وذلك لمواجهة النزاعات الإقليمية والتحديات الجديدة كالإرهاب.
ويُتوقع هذا العام وصول أكبر وفد أمريكي حتى تاريخه للمشاركة في مؤتمر ميونيخ. فإلى جانب نائب الرئيس، مايك بينس، يُتوقع مشاركة وزير الخارجية، مايك بومبيو، والمتحدثة باسم مجلس النواب، نانسي بيلوسي، ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى. وهذا يبعث على الأمل في أنه يتم البحث أيضاً في واشنطن عن حلول بعيداً عن دبلوماسية تويتر.
 -----------
دويتشه فيله

ماتياس فون هاين
الجمعة 15 فبراير 2019