نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


نساء إسرائيل يحتجن للدعم في معركتهن ضد العنف الأسري




القدس - كيندي ريتشارد- لمدة ست سنوات ، كان العنف البدني والمراقبة المستمرة والاستخفاف جزءا من الحياة اليومية لريبيكا.

أما الآن، فقد صارت ريبيكا /31 عاما/، والتي لا تريد أن تكشف اسمها الحقيقي لأنها لا تزال تخشى زوجها السابق، بعيدة كل البعد عن أن تكون وحيدة في إسرائيل.


 

وفي كانون ثان/يناير الماضي، وافقت الحكومة الإسرائيلية في القدس على تخصيص ميزانية بقيمة نحو 7ر13 مليون دولار لمكافحة العنف الأسري. وكانت منظمات معنية بحقوق المرأة دعت في احتجاجات على مدار الأشهر التي سبقت الموافقة إلى تخصيص ميزانية تبلغ خمسة أمثال هذا المبلغ.
وقد لقيت 26 امرأة حتفها في إسرائيل في عام 2018 بسبب العنف الأسري، وفقا لتقارير إعلامية.
وتقول ريبيكا اليوم: "الرجال الذين يضربون النساء جبناء". لقد استغرق الأمر وقتا طويلا منها لتدرك هذا.
وبعد فترة قصيرة من زواج ريبيكا من عُمري (وهذا ليس اسمه الحقيقي أيضا)، كانت الزوجة ضحية المعاملة السيئة من زوجها.
وتقول ريبيكا إن زوجها صار فظا في العلاقة الحميمة، مضيفة: "حُفر (بداخلي) أن جزءاً من واجباتي كزوجة أن أعاشره جنسياً ... وهذا هو السبب في أنني لم أقل له /لا/ أبداً."
وكانت المرة الأولى التي ضربها فيها زوجها بعد عام من الزواج، وقد عزلها عُمري بشكل متزايد عن عائلتها، وأصبح يتحكم في جميع أفعالها.
وبدأت ريبيكا في إعادة توجيه حياتها بالكامل بما يتفق واحتياجات ومطالب زوجها، وتوقفت عن فعل أي شيء يمكن أن يستفزه.
وتتذكر ذلك قائلة: "لم أعد (في ذلك الوقت) إنساناً على الإطلاق".
ولدى ريبيكا ،التي تعتبر نفسها الآن يهودية معتدلة، اعتقاد راسخ بأن الهياكل الهرمية والمغلقة للمجتمع المتشدد تشجع العنف وإساءة المعاملة. ففي هذه الجماعات، عادة ما يكون الحاخام هو الشخص الوحيد الذي يثق به الناس، وتشعر النساء بأنهن يرتكبن خيانة لعقيدتهن إذا طلبن المساعدة من خارج مجتمعهن.
وتقول راشيل ديكل، من جامعة بار إيلان: "يتأثر المجتمع بجميع مستوياته" بالعنف الأسري، مضيفة: "لكن تلك الجماعات المنفصلة عن المجتمع بشكل عام، تتضرر على نحو خاص."
وتشير ديكل إلى أن نقص الخبرة والخوف من البعد عن العائلة يسهمان في تفاقم المشكلة: "ولهذا السبب، لا تسعى كثيرات إلى طلب مساعدة من الخارج."
وترى أستاذة الخدمة الاجتماعية أن هناك إحتمال كبير، على وجه الخصوص، للعنف الأسري داخل العائلات العربية ويهود إثيوبيا. وتقول:"العدوانية استراتيجية واحدة للتعامل مع التجارب المؤلمة."
وغالبا ما يعاني المهاجرون القادمون من إثيوبيا من تراجع حاد في وضعهم الاجتماعي والاقتصادي عندما يصلون إلى إسرائيل، حيث تقول ديكل: "يزيد الاغتراب وتجربة العنف الأسري في مرحلة الطفولة بشكل كبير من خطر أن يتحول المرء نفسه إلى معتد."
وتتأثر النساء العربيات بشكل غير متناسب بالعنف الأسري، حيث تفيد وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن النساء من العرب يمثلن أكثر من نصف إجمالي 192 امرأة قُتلن على مدار العقد الماضي نتيجة العنف الأسري، على الرغم من أن العرب لا يشكلون سوى 20% من سكان إسرائيل. وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه في عام 2017 وحده ، قُتلت 16 امرأة من عرب إسرائيل في مثل هذه الحالات.
وينظر كثيرون إلى هذه الإحصائيات على أنها تعكس عنصرية عميقة الجذور في المجتمع الإسرائيلي، ويتهمون الدولة بالتقليل من شأن العنف ضد النساء اللواتي ينتمين للأقليات في إسرائيل.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أنه ليس هناك محققون، تقريبا، يمكنهم التحدث بالعربية، وبالتالي، لا يتم الفصل أبدا في جرائم قتل النساء العربيات. وفي حين أن هناك 14 ملجأ لليهوديات في إسرائيل ، لا يوجد سوى اثنين فقط للعربيات.
وخلص تقرير برلماني للكنيست في عام 2017 إلى أن نصف النساء العربيات اللواتي تعرضن للقتل كن معروفات للسلطات قبل قتلهن.
وتقول ديكل :"على الحكومة أن تبذل جهدا أكثر بكثير من أجل أن يصبح التدخل الخارجي أمرا ممكنا ... يجب أن يكون هناك تكاملا أفضل بين أماكن إيواء النساء والاخصائيين الاجتماعيين والشرطة والقضاء."
وكانت المرة الأولى التي بدأت فيها ريبيكا التفكير في الطلاق عندما بدأ زوجها يضرب أطفالهما الأربعة. وهربت أخيرا إلى ملجأ للنساء في القدس، بمساعدة شقيقتها ، في أعقاب هجوم وحشي تعرضت له على يد زوجها.
وتقول اليوم عن شهور العلاج المكثف الذي خضعت له داخل ملجأ النساء :"كان عليّ أن أتعلم مجددا من أنا بالفعل وكيف أصنع قراراتي".
ولم يصدر حكم بحق زوج ريبيكا السابق بسبب أفعاله، وهي تقول: "في الغالب، لا تصدق الشرطة أو القضاة ما نقوله-نحن النساء ".
وما زالت ريبيكا تخشى أن يلجأ عُمري للانتقام لنفسه من خلال أطفالهما، وتقول :"كانوا الشهود الوحيدين على تجاوزاته."
وترى ريبيكا الآن نفسها امرأة قوية مستقلة، وتقول رغم ذلك: "ربما تطاردني الكوابيس من هذه الأوقات إلى الأبد".

كيندي ريتشارد
الخميس 14 فبراير 2019