وقالت الصحيفة الأمريكية أن سبب وفاة عدد من مرضى كورونا بمستشفى الحسينية في مصر الشهر الجاري كان انقطاع الأكسجين فعلاً، خلافاً للرواية الرسمية التي أرجعت أسباب الوفاة إلى "أمراض مزمنة". نفت الحكومة المصرية أن يكون سبب وفيات غرفة العناية المركزة بمستشفى الحسينية هو نقص الأكسجين (Khaled Elfiqi/EPA)
جاء ذلك في تحقيق نشرته الصحيفة الاثنين ورد فيه أن "مصر أنكرت أن انقطاع الأكسجين تسبب في موت مرضى كوفيد، لكن صحيفة النيويورك تايمز اكتشفت خلاف ذلك".
وذكر التحقيق أن "ثلاثة مرضى أو أربعة على الأقل ماتوا بسبب نقص الأكسجين، بعد أن انخفض إلى مستويات متدنية جداً"، حسب شهود عيان بينهم أفراد من الطاقم الطبي وأقارب للمرضى تحدثوا للصحيفة الأمريكية.
ولفت التحقيق إلى أن "عدة أطباء في مصر والولايات المتحدة أجروا تحليلاً دقيقاً للفيديو الذي كشف الواقعة، وأكدوا أن حالة الفوضى التي عمّت غرفة العناية المركزة تشير بالفعل إلى تقطع في إمداد الأكسجين".
وأوضح التحقيق أن نقص الأكسجين كان نتيجة "لسلسلة من المشاكل التي يعانيها المستشفى"، تتعلّق بتأخير وصول إمدادات الأكسجين وكمية الاحتياطي المُخزن بالمستشفى.
"لن ندفن رؤوسنا في الرمال ونتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. يمكن للعالم أجمع أن يقرّ بأن لديهم مشاكل أما نحن فلا"، كان تصريح أحد الأطباء بالمستشفى رفض الكشف عن هويته خشية الاعتقال، حسب نيويورك تايمز.
واعتبرت الصحيفة أن "اندفاع الحكومة المصرية إلى إنكار الواقعة مجرد مثال آخر على غياب الشفافية في التعامل مع أزمة كورونا"، موضحة أن هذا السبب وراء انتشار حالة من الارتياب والتشكك في التصريحات الرسمية المتضاربة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري نشر أحد أقارب المرضى الذي توفوا في غرفة العناية المركزة، مقطعاً مصوراً للحظة انقطاع الأكسجين ووفاة كل المرضى.
ومع الانتشار الواسع للمقطع على وسائل التواصل الاجتماعي سادت حالة من الغضب العارم دفع السلطات المصرية إلى إلقاء اللوم على مصور المقطع واستجوابه بتهمة "انتهاك قواعد الزيارة في المستشفى".
وذكر تصريح رسمي أن المرضى الذين توفوا "كانوا يعانون مضاعفات والوفاة لا علاقة لها بنقص الأكسجين"، وهو ما تنفيه الصحيفة الأمريكية.