تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي


هجمات تغير الثقافة الامريكية ولكن ليس بالصورة المتوقعة




لوس أنجليس - آندى جولدبرج - لقد كانت لحظة فارقة في العصر الحديث وهي أن حدثا أدى إلى "قلب الامور رأسا على عقب" بحسب التحليل الشهير في ذاك الوقت. وسط سحابة الحزن التي خيمت على البلاد في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر رأى النقاد والمحللون مستقبلا تجتاح فيه الانفجارات واختطاف الطائرات الاعمال السينمائية في هوليود وأن الافلام الكوميدية وأي مشهد للضحك سيعد من قبيل الاهانة للضحايا. وتصوروا أن البلاد ستبقى موحدة وفي حالة من الوقار إلى الابد.


هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر
هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر
لكن بعد استقراء الامور على مدى عشر سنوات مضت يرى الان المؤرخون الثقافيون الامور بصورة مختلفة. ربما تكون هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر قد غيرت ثقافة البوب لبضعة أسابيع كما يدفع البروفيسور روبرت طومسون لكن بعد ستة شهور عاد جنون الثقافة الامريكية إلى سابق عهده بكل عنفوانه.

ويقول خبير ثقافة البوب الشعبية " في نفس اليوم الذي أحيت فيه شبكة سي بي إس ذكرى مرور ستة أشهر على هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر ببث فيلم وثائقي عن الحدث ردت شبكة فوكس بفيلم يبث للمرة الاولى يلعب فيه الممثل روزي أونيل دور مثلي وبث الفيلم أيضا على شبكة إم تي في.

في هذا الصدد يقول طومسون " ليس معنى ذلك أن كل شئ عاد كماهو مثلما كان في العاشر من أيلول /سبتمبر .. فلقد كانت ضربة زلزلت أرواحنا وهويتنا.. لقد فقدناالثقة في بلدنا وصار لدينا إحساس أكبر بمدى الخطر الذي يحيق بوضعنا".

ويوضح قائلا إنه في حين أن هذه الحالة من القلق بشأن وجودنا ليست بالامر الجديد بالنسبة لجيل نشأ وهو يواجه خطر الابادة النووية إبان الحرب الباردة إلا أن هذا الحدث الجلل قض مضجع أولئك الذين سلموا بفكرة الهيمنة الامريكية التي تلت سقوط الشيوعية.

ومنذ الهجمات فاقم من الاحساس بالضعف انتقال أمريكا من أزمة لاخرى. وكانت بعض هذه الازمات نتيجة مباشرة للحادي عشر من أيلول /سبتمبر بدءا من الازمة الاقتصادية الاولية وانتهاء بالفشل في الحرب في العراق وأفغانستان.

وهناك أزمات أخرى تعود إلى تراجع الثقة في قيادة الحكومة بدءا من كيفية مواجهة إعصار كاترينا وانتهاء بالمأزق السياسي الاخير جدا والذي أدى بأقوى دولة في العالم إلى أن تصبح على وشك العجز عن تسديد القروض.

ويصف المؤرخ الثقافي جيف ميلنك هذا بأنه يعني التهديد ب"كارثة أبدية" الامر الذي أدى إلى تآكل الثقة في مؤسسات الدولة. وحتى أبطال الحادي عشر من أيلول /سبتمبر ليسوا محصنون ضد ذلك .

لعل ذلك يتضح من المسلسل التليفزيوني "رسكيو مي " / أي انقذني / الذي أذيع لاول مرة في 2004 وهو من تمثيل دينس ليري حيث يلعب فيه دور رجل إطفاء يميل إلى العنف و سكير وعصبي المزاج ومراوغ يؤرقه مقتل زملائه أثناء هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر لكنه رغم ذلك تغمره السعادة وهو يستغل عمله البطولي في جذب النساء وجني المال.

وعلى خلاف أفلام الكوارث في السينما الامريكية فإن هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر بدت أنها كان لها تأثير عكسي . إذ يقول طومسون " كوننا شاهدنا (هذه الهجمات على شاشات التليفزيون) فإن هذا صعب الامر على صناع السينما حيث تعين على المرء أن يعرض انفجارات أكثر ضخامة وتكلفة وهذا بدوره جعلنا نشعر بصدمة أكبر".

وبحسب ميلنك فإنه على الصعيد الثقافي الاوسع فإن أحد أكثر الاثار المستمرة (لهذه الهجمات كما صورتها السينما الامريكية) هو تصاعد الشعور بالعداء للمسلمين حيث جرى تصويرهم على أنهم "إناس ذو وجوه عابسة" يمثلون خطرا على أسلوب الحياة الامريكي.

كما ساهمت هذه الهجمات في دفع المجتمع إلى العصر الرقمي . فقد جرى تضخيم الرعب الذي صاحب التجربة بصورة هائلة لان ملايين كثيرة من الاشخاص شاهدوها على الهواء مباشرة على شاشاات التليفزيون.

وكانت الهجمات أحد أول الاحداث الجماهيرية التي دفعت الناس إلى تسجيل مدوناتهم وتحميل الصور والتعليقات على الانترنت مما حول الحدث الرهيب إلى أول كارثة للتواصل الاجتماعي. وقالت مجلة الكترونية إن هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر هي التي تولدت منها فكرة المدونات كوسيلة تعبير جماهيرية.

آندى جولدبرج
الخميس 1 سبتمبر 2011