
الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، إنه لا يمكن نسخ "الاتفاقات الإبراهيمية" في سوريا 24 آب 2025 (رئاسة الجمهورية العربية السورية)
ونقلت مجلة “المجلة” السعودية، عن الرئيس السوري، قوله خلال اللقاء، أن استراتيجيته هي “تصفير المشاكل وحل الخلافات”.
وفي موضوع ملف الأكراد و”قسد”، شمال شرقي سوريا، تحدث عن وجود وساطات وأن الأمر ذاهبة “نحو التفاهم مع الأكراد”.
وفيما يخص العلاقة مع إسرائيل، ذكر الشرع، أنه لا يمكن نسخ تجربة “الاتفاقات الإبراهيمية” لأن الظروف بين إسرائيل وسوريا تختلف عن الدول العربية الأخرى، مشيرًا إلى أن لدى سوريا أرض محتلة وهي الجولان، والأولوية هي العودة لاتفاقية “فض الاشتباك” 1974، وأن التقسيم لم ينجح في سوريا.
“اتفاقات أبراهام”
وبالنسبة للاتفاقات الإبراهيمية، أو مايعرف بـ “اتفاقات أبراهام”، قال الشرع، “الاتفاقات حصلت بين إسرائيل ودول ليست عندها خلافات وليست مجاورة، سوريا وضعها مختلف، لدينا الجولان أرض محتلة”، واستبعد الشرع نسخ “الاتفاقات الإبراهيمية” في سوريا، بحسب “المجلة”.ووُقعت اتفاقيات “أبراهام” أول مرة بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض، في 15 من أيلول 2020، بحضور الرئيس الأمريكي ترامب، خلال ولايته السابقة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، ووزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني.
وأشار الرئيس السوري إلى أنه يريد “تصفير المشاكل ومعالجة الخلافات، هذه استراتيجيتنا”، وأن سوريا التي لديها “عوامل قوة” وحلفاء لن تنجر إلى أي حرب، بل ركزت على شرح موقفها وحصلت “على دعم لسوريا موحدة وقوية”.
وردًا على سؤال بشأن اتفاقية “فض الاشتباك” لعام 1974، أجاب الشرع:النظام السابق كان مرتبطًا باتفاق فض الاشتباك لعام 1974 وهناك قوات دولية لتطبيق اتفاق فض الاشتباك”.
يشار إلى أن إسرائيل التي ربما كانت تراهن على نقل حرب لبنان إلى سوريا فوجئت بسقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024 على عكس ما كانت تفيد تقاريرها الاستخباراتية، وقال الشرع، في يوم واحد وجدت إسرائيل نفسها أمام واقع جديد فتعرضت الاستراتيجية الإسرائيلية لصدمة، وفق “المجلة”.
وشنت إسرائيل مئات الغارات على أصول سوريا الاستراتيجية واحتلت مواقع في جبل الشيخ والمنطقة العازلة ضمن اتفاق فض الاشتباك في الجولان، إضافة إلى أنها تدخلت في أحداث السويداء الأخيرة، عندما استهدفت قوى الأمن العام في السويداء ومبنى رئاسة الأركان في دمشق.
الأولوية حاليا، بحسب ماقال الرئيس السوري، هي العودة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974 أو شيء مشابه، لضبط الوضع الأمني في جنوب سوريا بإشراف دولي”.
وأشار الشرع إلى أن إنجاز الاتفاق الأمني يتوقف على مضمونه، و”عندما ننجز أي شيء لن نكون خجولين، سنعلن أي خطوة نقوم بها إذا كانت فيها مصلحة للبلد وتساهم في تحقيق الاستقرار”.
الرئيس السوري، خلال لقائه الوفد الإعلامي أوضح أن أي سياسة ترمى إلى نوع من التقسيم في سوريا، لن تنجح.
وبحسب الشرع فالجولان محتل منذ عام 1967 ولم يعترف أحد باحتلاله ولا يحظى بدعم عربي وإقليمي ودولي لأن الدول ضد تقسيم الدول، لأنها لا تريد العدوى وتريد الحفاظ على وحدة الدول”.
وزاد الشرع، إن خلاصة الكلام أنه عندما تلوح إسرائيل بالتقسيم، فـ “الهدف هو الضغط”، وهذا (التقسيم) غير واقعي لأنه سيصطدم بالواقع، معتبرًا أن “هناك كتلة شعبية سورية كبيرة ضد التقسيم”.
طروحات التقسيم “حالمة”
أكد الشرع أن معظم أهالي السويداء مرتبطون بدمشق وأنه في الأحداث الأخيرة، كانت هناك “قلة قليلة تسبب اضطرابات وبعضها ينسق مع إسرائيل، هناك قوات عسكرية فيها ضباط من النظام السابق وتجار مخدرات”، وفق ما قال الرئيس السوري.وأضاف أنه حصلت اشتباكات بين الدروز والبدو وحصلت أخطاء من كل الأطراف وتدخلت قوات الأمن و”ربما حصلت بعض الأخطاء”.
الرئيس السوري، خلال لقاءه الوفد، أكد أن حل الأمور بـ “الصبر والعمل على ترميم الأمور بين الدروز والبدو والذهاب إلى حالات من التفاهم”، أما بعض الطروحات التي تنادي بالتقسيم بدعم من إسرائيل فهي “حالمة”.
واعتبر الشرع أن “أهل السويداء موقفهم مشرف عبر تاريخ سوريا وموقف فئة معينة لا يعني الكل” مشيرًا إلى أن سوريا موحدة والسلاح تحت سلطة الدولة، أما “السلاح المنفلت فلن يؤدي إلى الاستقرار ويضر بسوريا والإقليم والجوار”.
وشهدت السويداء ، في 16 من آب الحالي، مظاهرات في ساحة “الكرامة” وسط المدينة، تطالب بـ”تقرير المصير”، ترفع أعلامًا إسرائيلية.
وتعد المرة الأولى التي تخرج بها حشود بهذا العدد داخل محافظة السويداء للمطالبة بالاستقلال والانفصال عن سوريا.
وتعيش المدينة وسط هدوء حذر، بعد أحداث دامية شهدتها منذ 13 من تموز الماضي على خلفية اختطاف متبادل بين عشائر البدو وأفراد من الطائفة الدرزية.
وأدى دخول القوات الحكومية إلى مقاومة داخلية، حتى من الفصائل التي كانت داعمة لها، بعد انتهاكات من عناصر وزارتي الداخلية والدفاع.
خرجت القوات الحكومية في 16 من تموز، بعد ضربات إسرائيلية لنصرة الفصائل المحلية، وأعقب خروجها أعمال انتقامية بحق البدو الذين بقوا في المدينة.
” نحو التفاهم” مع “قسد”
وتطرق الشرع، خلال لقائه بالإعلاميين العرب إلى وضع شمال شرقي سوريا، حيث ميز بين “قسد” والأكراد.وقال إنه “متعاطف مع الأكراد ومعاناتهم بسبب بعض التصرفات عبر عقود سابقة”، مشيرًا إلى أنه إذا كان الهدف هو “حقوق الأكراد”، فلا داعي لنقطة دم، لأن هذه الحقوق ستكون في الدستور، أما ما وصفه بـ “المحاصصة” فهي غير مقبولة.
وأشار إلى اتفاق 10 آذار الماضي بينه وبين قائد “قسد” مظلوم عبدي، لاقى “قبولا من جميع الأطراف” معتبرًا أن وثيقة الاتفاق “مرجع للحوار”.
كما أشار إلى وجود “وساطات دولية” في هذا الاتفاق، وقال “ذاهبون نحو التفاهم”.
وبشأن اللامركزية، أوضح الشرع أن قوانين سوريا فيها نوع من اللامركزية وهناك القانون 107 وهناك وزارة إدارة محلية.
وتابع أنه من المهم هو تعريف الفيدرالية أو اللامركزية، إذا كانت تعني التقسيم، فهذا غير مقبول. و”هل تريد سوريا موحدة؟ هل تريد إدارة مركزية؟ هل تسمح الطبيعة الجغرافية؟ هل الشعب موافق؟”، لافتا إلى أن هذه أسئلة تحدد الموقف.
وكان عضو وفد “الإدارة الذاتية” المفاوض مع الحكومة السورية، سنحريب برصوم، أكد توقف المفاوضات بين الجانبين بعد رفض دمشق عقد جولة جديدة في باريس.
وقال برصوم في تصريح لوكالة “رووداو” الإعلامية، في 22 من آب، إن الجولة التي كان من المقرر عقدها في باريس أُلغيت، ولم يُحدد موعد جديد حتى الآن، موضحًا أنهم بانتظار رد من دمشق لتحديد المكان والزمان.