نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


هل الساعات التقليدية بطريقها للزوال في عصر الهاتف الذكي؟








جنيف - كريستيان اولريش - عندما يعمل صناع الساعات المهرة في ورشة تابعة لشركة بي أم اند اف السويسرية للساعات في جنيف بمثابرة واجتهاد بشأن احدث ابداعاتهم، فإن عنصر الوقت لايشكل أهمية .

وقامت الشركة بصنع عدد محدود بلغ 245 ساعة فقط في العام الماضي ، ويعتبر رقم الإنتاج المنخفض هو بيت القصيد. وكل ساعة يستغرق تصميمها ثلاث سنوات ،وتحتوى على مكونات يتراوح عددها ما بين 300 إلى 600 ، بحسب مؤسس الشركة ماكسيميليان بوسير.



 
وتنتج شركة" إم بي آند إف" ساعات يد ميكانيكية هى الأعلى سعرا من نوعها ، و تجسد دقة واتقان التصميم . وعرضت الشركة مؤخرا 35 تصميما رائعا في معرض "اس أي اتش اتش" للساعات الفاخرة الذي اقيم في كانون ثان/ينايرالماضي في جنيف.
ولكن مثل المتخصصين الآخرين في مجال عملهم، لابد أن يواجه الحرفيون في شركة "بي أم اند اف"باستمرار السؤال الدائم عما إذا كانت الساعات التقليدية قد عفا عليها الزمن في عصر الساعة الذكية والهاتف المحمول.
واعترف بوسير بإنه" إذا عملنا في النطاق السعري الذي يتراوح ما بين 300 و 500يورو، فربما ينتابني الهلع ، لأنني لا أرى من الناحية العملية أي مستقبل هناك".
والقاء نظرة واحدة على معصم شخص شاب يزيد قلق بوسير : فالساعات التقليدية فقدت بريقها ، على ما يبدو، نظرا لان معظم الناس يتحققون من الوقت من خلال نظرة خاطفة على هواتفهم الذكية.
وإذا كان شخص يرتدي ساعة في معصمه، فإن الأمر الأكثر ترجيحا انها ساعة ذكية، وهذا النوع من الساعات لاتشير إلى الوقت فقط، ولكنها أيضا تتبع إحداثيات عبر نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي اس ) وتجمع البيانات عن حالة اللياقة البدنية وتتعامل مع كلمات السر.
وقد أثار هذا الموضوع نقاشا حول كيفية معرفة المجتمع بالوقت.
ويردد أعضاء منتدى أصدقاء الساعات الميكانيكية على الإنترنت في كثير من الأحيان نفس الشكوى: "مجرد إلقاء نظرة على جيل الشباب، تراهم يمسكون بهواتفهم الذكية بدلا من ارتداء الساعات".
وتحاول إحدى البوابات الإخبارية عبر الإنترنت التي تدعمها الإعلانات إقناع القراء الشباب بالجودة الخاصة للساعات التقليدية.
واشارالموقع إلى أنه ليس دائما فكرة جيدة أن تخرج هاتفك المحمول من جيبك،" فعلى الشاطئ، وفي جنازة أو حفل زفاف، تعد ساعة اليد هى وسيلة عملية بشكل اكثر لمعرفة الوقت".
وفي حجة من المحتمل ان تكون مقنعة ، اضافت البوابة: "فضلا عن مساعدة الرجال على الحفاظ على الجدول الزمني الخاص بانشطتهم ، تساعد ساعات اليد على تشكيل أسلوبهم الشخصي، فنظرة سريعة على معصمك وسيلة عصرية بشكل اكبر لتتبع مرور الوقت خلال موعد أو لقاء.

كما يتفق موقع" بيزنس انسايدر" ،المتخصص في إخبار المال والأعمال على الانترنت، على قدرة الساعات التقليدية في رسم صورة لشخص: "إنها قطعة التوقيع الخاصة بك - شيء ترتديه في كثير من الأحيان حتى يربطه الناس بك".
وحتى الآن، لا يبدو ان ناقوس الخطر يدق داخل اروقة اتحاد صناعة الساعات السويسرية.
وقال رئيس الاتحاد جان دانيال باشه: "حتى الآن، لا يمكنك القول بأن الساعات الذكية تؤثر على تجارة الساعات الأخرى"، مضيفا"لكنك لا تستطيع ان تثبت العكس".
وفي سويسرا، كان التوجه في السنوات الأخيرة أكثر نحو الساعات الميكانيكية، وفقا لما ذكره باشه.
ومع ذلك، فإن السوق السويسرية، بالعلامات التجارية الراقية مثل رولكس، وأوميجا، وبوم ومرسييه أو بياجيه، هو أيضا سوق خاص بسبب خبرته في صناعة الساعات: فبينما أن أكثر من 90 في المئة من الساعات المصنعة في جميع أنحاء العالم إلكترونية - حيث تتطلب بطارية لتشغيلها ، فإن نسبة هذه الساعات في سويسرا لا تتجاوز 70 في المئة .
وثلاثون في المئة من الساعات السويسرية ميكانيكية، وهذا يعني أنها تحتوى على يايات وتروس، ويتم تشغليها باليد أو عن طريق الحركة. هذه الساعات غالية الثمن جدا، وقال باشه ان هذا هو السبب وراء أن الساعات الميكانيكية تمثل 80 في المئة من إجمالي عائدات الصادرات في سويسرا.
وتسعى بعض الشركات المصنعة حصريا لهذه الساعات إلى تحقيق التوازن، حيث تؤدي ساعات اليد تقليدية المظهر وظائف ذكية.
وقامت شركة تاج هوير السويسرية للساعات الفاخرة بمحاولة ناجحة على نحو مذهل من خلال تصنيع الساعة كونيكتد الذكية ، التي تبلغ قيمتها عدة آلاف من اليورو بسعر التجزئة.
ومع ذلك، فإن شركة " إم بي آند إف"، التي يملكها بوسير ، لا تزال تعول على التقاليد، وقال بوسير "الساعات الذكية لا يمكن أبدا أن تفعل شيئين: أن تكون قطعة من الفن ترتديه على المعصم، ولها روح خاصة بها ،بينما تعكس المكانة الاجتماعية ،متابعا" ان هذا سوف يكون طوق النجاة لصناعتنا".
ويمكن اعتبار مصنعه، الذي يضم اثني عشر موظفا ويطبق سياسة حازمة بعدم التوسع أكثر من ذلك، قلعة صناعة الساعات التقليدية في العصر الحديث.
ويمكن القول أنه كلما اصبح العصر التكنولوجي اكثر شمولا ، كلما اتسع المجال لعمل شئ نفيس يظل قائما لسنوات كثيرة.
قال بوسير متحمسا " لتحويل كل هذا الفن، والصلب والنحاس الأصفر إلى وقت محض يعد أمرا مذهلا ".
مثل هذا الفن له ثمنه : ويكلف عدد محدود من ساعات تصنعها شركة" بي أم اند اف" ما بين 62الف إلى 309الاف دولار.

كريستيان اولريش
الجمعة 16 فبراير 2018