نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


هل بات بمقدور الفرعون الذهبى أن يرقد فى أمان....؟







الأقصر - حجاج سلامة- مات الملك توت عنخ آمون، ولم يكن قد بلغ العشرين من عمره، ويقول علماء المصريات، بأن قدماء المصريين لم يقتنعوا بفضله فى شىء، ولم يدونوا اسمه ضمن قائمة ملوك مصر آنذاك.
لكن الغموض الذى أحاط بمقبرته منذ اكتشافها فى العام 1922 وحتى اليوم، وكنوزه المذهلة وتابوته وأدواته التى عثر عليها كاملة على يد البريطانى هوارد كارتر، جعل من توت عنخ آمون اشهر ملوك مصر القديمة.


 
فمنذ 97 عاما وحتى اليوم، لايزال الجدل دائرا بين الأثريين وعلماء المصريات فى العالم أجمع، حول ذلك الملك الطفل، الذى نقل مصر إلى العالم ونقل العالم إلى مصر، فتارة يتساءلون هل مات قتيلا، وتارة يشتبكون حول نسبه، وتارة يحذرون من تعرض موميائه للتلف وتحولها لرماد فى وقت قريب، وتارة يبحثون عن مقبرة أخرى يُقال بحسب نظرية البريطاني نيكولاس ريفز، بأنها ربما تكون للملكة نفرتيتى، وموجودة خلف جدران مقبرته القابعة فى وادى الملوك غرب مدينة الأقصر، الغنية بمعابد ومقابر الفراعنة فى صعيد مصر.
وهكذا بقى الملك الطفل، والفرعون الذهبي، توت عنخ آمون، مثار جدل دائم، ومحط أنظار الكثيرين من المهتمين بعلوم المصريات، وسحر وغموض الفراعنة.
وربما ساعد ذلك الجدل فى الاهتمام بمقبرة توت عنخ آمون، ونقوشها ورسومها والوانها، وبموميائه التى ترقد داخل مقبرته فى سكون.
لكن وبقدر الجدل الذى أحاط بسيرة توت عنخ آمون وماضيه وحاضره، وموميائه ومقبرته، إلإ أن المخاطر ربما كانت تتهدده على الدوام، جراء ارتفاع عدد زوار المقبرة، وارتفاع نسبة الرطوبة بداخلها، وما تمثله من خطورة على نقوش ورسوم وألوان المقبرة، والمومياء الملكية لتوت، والتى جرى وضعها فى فاترينة خاصة بهدف حمايتها وإطالة عمر بقائها.
وقد تعددت مشروعات حماية مقبرة الفرعون الذهبى، لكن أكبر تلك المشروعات، هو المشروع الذى جرى الإحتفال بإنتهائه مؤخراً، كونه استغرق عشر سنوات كاملة من العمل، بمعرفة فريق من معهد بول جيتى الأمريكى للصيانة، وفريق من الأثريين والمرممين المصريين.
حماية أبدية لمقبرة الفرعون الذهبى :
الدكتور محمد يحيى عويضة، المدير العام لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا، قال بأن أعمال الترميم والحماية التى قام بها فريق من معهد بول جيتى الأمريكى، وفريق من المرممين بوزارة الآثار المصرية، تضمنت أعمالا لضبط الإضاءة والتهوية، والأرضيات الخشبية داخل المقبرة، والأرضيات المعدنية للمدخل الخارجى لها، واعمال تقوية وترميم دقيق، لنقوش ورسوم وألوان المقبرة.
وخلال تكريم المشاركين بالمشروع المصرى الأمريكى، لترميم وحماية مقبرة الملك توت عنخ آمون، استعاد أثريون مصريون وعلماء مصريات أجانب، صورة ما جرى فى وادى الملوك غرب الأقصر، قبيل 97 عاما، حين توصل المستكشف البريطانى، هوارد كارتر، بتمويل من اللورد كارنارفون لـ " قبر الملك توت عنخ آمون خلف قبر رمسيس التاسع مملوءا بآثار على أعظم جانب من الأهمية من الوجهة التاريخية والفنية والمادية ".
وذهب بعض الأثريين إلى أن المشروع الذى نفذه معهد بول جيتى الأمريكى بمشاركة مرممين واثريين مصريين، لحماية وترميم مقبرة الفرعون الذهبى، واستغرق تنفيذه عشر سنوات، هو بمثابة حماية أبدية للمقبرة، خاصة وأنه تضمن وضع أجهزة حديثة لضبط درجات الحرارة والرطوبة، وتحقيق الحماية من كافة التأثيرات المناخية التى قد تضر بالمقبرة ونقوشها النادرة.
بجانب تطبيق نظم إضاءة وتهوية تحفظ الألوان، وتحمى المقبرة من مخاطر الكم الهائل من السياح الذين تعد مقبرة توت عنخ آمون وجهة أولى لهم عند زيارتهم لآثار مدينة الأقصر.
لكن وبالرغم من نجاح مشروع حماية المقبرة، رأى عالم المصريات، ووزير الآثار المصرى الأسبق، زاهى حواس، فى تصريحات له فى الأقصر، أن الواقع يحتم تحديد عدد زوار المقبرة، محذرا من أنه فى حال استمرار فتح المقبرة للزيارة دون تحديد عدد معين كل يوم، هو أمر يهدد بقاء المقبرة.
تحذير " حواس " كان قد سبقه تحذير آخر من الدكتور أحمد صالح، الخبير المصرى فى مجال حفظ وحماية المومياوات، والذى أعلن وقبيل سوات مضت، أن مومياء الملك توت عنخ آمون، قد تتحول إلى رماد خلال ثلاثة عقود، فى حال بقاء عرضها داخل فاترينة زجاجية بمقبرته فى منطقة وادى الملوك غرب الأقصر.
حيث طالب " صالح " بضرورة إعادة المومياء الى بيئتها الطبيعية داخل التابوت الأثرى الذى أعد لحفظها داخل المقبرة.
وما بين الإشادة بنجاح بمشروع معهد بول جيتى الأمريكى وفريق الأثريين والمرممين المصريين، لحماية مقبرة ومومياء توت عنخ آمون، ومطالب الدكتور زاهى حواس بتحديد عدد زوار المقبرة، وتحذيرات الدكتور أحمد صالح من تحول مومياء توت عنخ آمون لرماد، يبقى السؤال : " هل بات بمقدور الملك الطفل والفرعون الذهبى الملك توت عنخ آمون أن يرقد فى أمان "، أم أن الخطر لا يزال يهدد بقاء مومويائه ومقبرته ... سؤال قد تجيبنا عنه الأيام وربما العقود والقرون.

يذكر أنه في يوم السبت الموافق للرابع تشرين ثان/ نوفمبر في عام 1922 كان العالم على موعد مع كشف من أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين ، ففي الساعة العاشرة من ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الانجليزي هوا رد كارتر – 1873 – 1939- يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر موفدا من قبل اللورد هربرت ايرل كارنافون الخامس – 1866- 1923 – عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة . حيث عثر هوا رد كارتر على كنز توت عنخ آمون بكامل محتوياته دون أن تصل له يد اللصوص على مدار أكثر من ثلاثة آلاف عام ، إذ احتوى الكنز المخبأ على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والمجوهرات الذهبية والأثاثات السحرية والعادية والمحاريب الذهبية والأواني المصنوعة من الخزف ، وقد أعطت محتويات المقبرة لعلماء الآثار فرصة فريدة للتعميق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الثامنة عشرة – 150- 1319 قبل التاريخ – والتي تعد فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة

حجاج سلامة
الاحد 17 فبراير 2019