نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


هل تساعد القصص المصورة الأطباء في تقريب الطب لمرضاهم؟




برلين -يتحدثون بالطلاسم، يشيع عن الأطباء بين العامة أنهم يتحدثون لغة معقدة لا يستطيع العوام فهم الكثير منها.


عندما يريد الطبيب أن يبدأ معالجة أحد مرضاه، فإن هؤلاء يمكن أن يصابوا في أسوأ الحالات بالخوف عندما تكون هناك أسئلة مفتوحة، مثلا عن "تصوير الأوعية التاجية" أو "رأب الوعاء"، أو "قسطرة شريانية"، فهذه كلها تعبيرات يواجهها المريض يوميا، شريطة أن يقرأ المريض استمارة التوعية قبل الخضوع لقسطرة القلب. أخذ أطباء مستشفى شاريتيه برلين على عاتقهم توعية مرضاهم بشأن الخطوات الطبية ومخاطر هذا التدخل الروتيني بشكل مفهوم، دون تهوين. طور الأطباء في سبيل ذلك كتيب قصص مصورة من 20 صفحة تقريبا، يحصل عليه المرضى بشكل تكميلي عن التوعية القانونية الضرورية للمريض قبل العلاج الجراحي. يوضح الأطباء في هذه المطوية بالصور والكلمات كيف يتم فحص الشريان التاجي، وكيف يجب أن يتصرف المريض بعد الخضوع للجراحة. أظهرت دراسة سابقة أن الكثير من المرضى لا يفهمون مبدأ الفحص بقسطرة القلب بشكل تام، رغم التوعية السابقة لهم بهذا الشأن، مما جعل تصورات خاطئة تتولد لديهم عن فوائد القسطرة. رغم الرسومات الملونة واللغة الواضحة للمطوية، فإنها لا تبدو طفولية. يذكر هذا الكتيب تقريبا بما يعرف بالروايات المصورة، وهي القصص التي تروى على شكل صور، للبالغين غالبا، حيث أثبت هذا النوع الأدبي في السنوات الماضية أن القصص المصورة يمكن أن تكون أكثر من مجرد مادة تقرأ في دورات المياه. أكدت طبيبة القلب، فيرينا شتانجل، التي عملت ضمن فريق في تطوير هذه القصة المصورة الطبية بمستشفى شاريتيه برلين، قناعتها بجودة هذه المادة الإعلامية في توصيل المعلومة العلمية للمرضى، وقالت: "لا ينتظر من هذه المطوية المصورة بالطبع أن تكون بديلا عن الحديث الشخصي مع المريض". حسب تجارب شتانجل فإن المريض في بعض الأحيان لا يخطر بباله استفسارات إلا بعد أن يدير الطبيب ظهره له متجها للخروج من غرفة جلسة التوعية. تتميز المطوية مقارنة بالمقاطع المصورة بأن المريض يستطيع بنفسه تحديد سرعة استيعاب المضمون. كانت هناك في البداية بعض عوامل التردد أيضا، فقد كان الأطباء يتساءلون على سبيل المثال بشأن ما إذا كان المرضى المسنون بشكل خاص، سيشعرون بأن هناك من يريد السخرية منهم عندما يسلمهم هذه الرسوم ليفهموا منها تفاصيل الجراحة. ولكن الانطباعات التي تركها المرضى فيما بعد عن هذه الرسوم كانت إيجابية، حسب شتانجل، التي أثبت فريقها في دراسة نشرت مؤخرا وشملت بيانات نحو 120 مريضا أن هذا الكتيب له عدة مميزات. تبين مثلا أن المتطوعين في الدراسة الذين تسلموا القصص المصورة بشكل إضافي، كانوا أقل خوفا قبل الجراحة، واستطاعوا حل الأسئلة بهذا الشأن بشكل صحيح، مقارنة بالمشاركين الآخرين الذين تمت توعيتهم بالشكل التقليدي المعروف، أي من خلال الحديث واستمارة التوعية. كما كانت مجموعة القصة المصورة من المتطوعين وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة حوليات طب الباطنة "أنالس اوف انترنال ميديسين" أكثر رضا عن جودة التوعية التي قدمت لهم. تقول شتانجل إنه سيتم تطوير قصص مصورة أيضا لجراحات القلب الأخرى، وإن مستشفى شاريتيه الجامعي سيستخدم فحص قسطرة القلب بشكل معياري، كما أبدت مستشفيات أخرى رغبتها في تبني هذا النموذج، حسب الطبيبة شتانجل. كان الأطباء حتى الآن يطلبون من مرضاهم الاعتماد على أنفسهم في محاولة فهم التدخل الجراحي إذا ما خفي عليهم شيء أثناء جلسة التوعية. فمن الممكن مثلا أن يفهم المرضى البيانات التي تقدمها مواقع الإنترنت التي توفرها مجموعات تطوعية و مؤسسات غير حكومية بشكل مفهوم للعامة. ولكن في بعض الأحيان لا يمكن من أول وهلة معرفة ما إذا كان هذا الموقع أو ذاك جادا. يرى أنسجار يونيتس، من بوابة "فاس هاب اش. دي ايه" أن فكرة الكتيب المصور وغيرها من الأفكار في هذا الاتجاه "رائعة" إذا نجح الأطباء خلال الحديث مع المرضى في مد الجسور بينهم وبين مرضاهم. يقدم هذا الموقع الإلكتروني ترجمة مجانية للتقارير الطبية، يعدها طلاب الطب بلغة ألمانية بسيطة ومفهومة للعامة. يقول يونيتس إنه من المهم بشكل عام أن يحصل المرضى في أيديهم، بعد نوع من المحادثة، على شيء مكتوب يمكنهم إعادة قراءته في المنزل. بعض المرضى يكونوا متوترين أثناء تواجدهم لدى الطبيب، يضاف إلى ذلك المخاوف والهموم التي تحوم في اللاوعي. وعندما تسأله أسرته عما قاله الطبيب فربما صعب عليه سرد تقييم الطبيب مرة أخرى لذويه. يرى يونيتس أن تواصل الطبيب مع المرضى لم يعد يلعب اليوم دورا جوهريا في دراسة الطب، وأن بعض الأطباء لا يعلمون أن أسلوبهم اللغوي ليس مفهوما للعامة، حيث يركز طلاب الطب في دراستهم على المفردات الطبية وكيفية إيصال مواضيع معقدة، "فإذا لم يفهم المريض ما يحدث معه، فلن يكون مستعدا للتعاون" حسبما رأى يورج أندرياس روجيبرج، من اتحاد الجراحين الألمان. غير أن روجيبرج تراوده شكوك، فيما يتعلق بالقصص الطبية المصورة بشكل عام، وقال إن الأهم من ذلك هو الاقتراب أثناء جلسة التوعية من بعض المرضى بعينهم، "فهذا هو المفتاح". وحسب تجربة روجيبرج فإن تعطش المرضى للمعرفة له حدود أيضا، على سبيل المثال عندما يتعلق الأمر بتفاصيل الجراحات، "فالبعض يقولون إنهم يفضلون ألا يعرفوا الأمر بدقة". يقول ديتريش أندريسن، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القلب الألمانية: "علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لتجنب التوتر الخاطئ، ولكن ليس هناك بديل عن التوعية الشخصية". أضاف أندريسن أنه يوضح للمرضى كطبيب قلب، خطوات العملية الجراحية كل مرة من جديد، على سبيل المثال من خلال الرسوم على الورق أو محاولة الاقتراب من جليسه لغويا، وذلك على سبيل المثال من خلال تعبيرات ذات صلة بمجاله الوظيفي، مع الاستعانة باللغة التخصصية أيضا، ولابد أن يخصص الأطباء هذا الوقت لمرضاهم أثناء حياتهم اليومية في المستشفيات.

جيزلا جروس
الخميس 30 ماي 2019