نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان


هل يكون "المحاسب" بداية دخول بن إفليك عالم الأكشن؟




لوس انجليس - ليليانا مارتينيث سكاربيلليني

- نجح رفيق دربه، مات ديمون في تقديم سلسلة أفلام أكشن ناجحة من خلال شخصية جاسون بورن، والآن حان دور بن إفليك للوصول إلى هذه المرحلة من مشواره الفني، من خلال تقديمه فيلم "المحاسب"، الذي يجسد به شخصية كريستيان وولف، بارع في عمله، يجيد الحيل، وفنون القتال أيضا مما يؤهله لتقديم مشاهد الأكشن بشكل متميز. القصة مشوقة للغاية، وتستحوذ على اهتمام المشاهد من أول لقطة لآخر لقطة في الفيلم.


   تدور أحداث الفيلم حول المحاسب الشاب كريستيان وولف، التي تتسم بالغموض والوحدة، وهو مع ذلك يتميز بمهارة فائقة في عالم الأرقام والحسابات، ولكنه يعيش حياة منعزلة، ومن ثم لا يعرف أحد شيئا عنه، وهذا يضفي مزيدا من الإثارة والتشويق، حيث يأخذ المشاهد في التعرف على تفاصيل حياة الشخصية بالتدريج وعلى مدار أحداث الفيلم. بالتأكيد يرجع نمط الحياة الذي يتبعه وولف لطبيعة نظام عمله، كمحاسب يتعامل مع بيانات وأرقام شخصيات مثيرة للجدل، من بينهم رجال مافيا ولصوص بقفازات بيضاء من الطبقة العليا، يرغمونه على أن تكون له حياة مزدوجة. إلى أن يشك العميل الفيدرالي بوزارة الخزانة الأمريكية، راي كينج، ويجسد دوره ج. ك. سيمونز في سلوكه، ويبدأ في التحري عنه. من ناحية أخرى تقتحم حياته فتاة شابة تعمل أيضا في مجال المحاسبة (دانا كومينجز) وتجسد دورها النجمة آنا كندريك، فتبدأ عواطفه تتحول تدريجيا نحوها. يأتي الفيلم في وقت بالغ الصعوبة والتعقيد بسبب تراجع شعبيته ومصداقيته، فبعد أن حصل بن إفليك على الأوسكار كأفضل عمل سينمائي عام 2012 عن دوره فيلم "أرجو"، الذي شارك في كتابته وتصدى لإخراجه، فشل فيلمه الأخير "باتمان يواجه سوبرمان" فشلا ذريعا، ووجه له النقاد الكثير من الانتقادات، يضاف إليها مشاكله الشخصية، التي وقع فيها منذ انفصاله مؤخرا عن جنيفر جاردنر، التي انجب منها ابنته فيوليت.

يقدم إفيلك هذه المرة دورا جادا ومتعدد الجوانب، يحمل مفاجأة مشوقة ولطيفة في نهاية أحداث الفيلم، من خلال تحول جذري غير متوقع يضفي على الفيلم الطابع البوليسي المثير بجانب الأكشن، وهي مقومات جيدة يمكن الاستفادة منها عند تحويل الفيلم إلى سلسلة من عدة أجزاء. وقد أبدى المخرج جافين أوكنور، الذي قدم "المحارب"، عن استعداده للتعامل مع هذه الاحتمالية، على الرغم من اعترافه أن هذا لم يكن في حسبانه منذ البداية، بل كان غرضه في المقام الأول أن يخرج العمل سلسلا ومشوقا ويروق للمشاهد.

وفيما يختص بحبكة العمل، يؤكد إفليك أنه لا يراه مجرد فيلم أكشن، ولكن عمل أكثر عمقا. "كنت أتصور أن الفيلم يمكن مشاهدته مثل أي فيلم أكشن آخر، ولكن عندما تخرج منه، تكون قد خرجت بشيء أكثر عمقا وتشويقا"، أكد إفليك في مقابلة صحفية بمناسبة بدء عرض الفيلم. واضاف "إنه شخصية مختلفة تماما وغير مألوفة مقارنة بالنمط الشائع، في طريقته في التعامل مع المعلومات وفي طريقته في التفكير في المجتمع من حوله، كما أنه عالق أيضا إلى حد ما داخل عقله وحساباته الخاصة".

ربط البعض بين القدرات الخاصة التي تتميز بها في مجال الأرقام والحسابات وبين شخصية داستن هوفمان في "رجل المطر"، ذلك الشخص المصاب بمرض التوحد، ولكنه يتمتع بقدرات عقلية خاصة، وهو ما اعتبره النجم الكاليفورني /44 عاما/ إطراء ، نظرا لأن هذه الأدوار من الصعب بمكان تقديمها على الشاشة. "تقديم شخصية إنسان يتمتع بموهبة غير عادية أمر بالغ الصعوبة، لأن هذه صفة لا يمكن التحايل عليها". من جانبه أعرب المخرج أوكنور عن رضائه التام عن أداء بطل فيلمه، الذي جاء على مستوى الشخصية المطلوب تقديمها في العمل، وبدون مبالغة أيضا، معتبرا هذه ميزة أخرى. من وجهة نظره "أحيانا يبالغ بعض الممثلين، حين يتعين عليهم تقديم مثل هذه النوعية من الأدوار، ولكن هذا لم يحدث مع إفليك".

يضم فريق العمل بجانب إفليك وآنا كندريك وج .ك. سمونز، كلا من سينثيا آداي روبنسون و جون برنتهال وجيفري تامبور وجون ليثجو وجين سمارت وآخرين. كما يتوافق عرض الفيلم مع موسم الأعمال التي تغازل ترشيحات الأوسكار، على الرغم من أن الفيلم لا تتوافر فيه المؤهلات الكافية للوصول إلى هذه الدرجة من المنافسة، إلا أنه مثير للانتباه وسيظل كذلك طوال فترة عرضه، فضلا عن أنه يسلط الضوء على قضية مهمة تتعلق بمستقبل الأطفال المصابين بمرض التوحد وإمكانية اندماجهم في المجتمع. تتوافر الفيلم أيضا عناصر التشويق والإثارة والأكشن والمغامرات، وهي مقومات توضح مدى لياقة نجم مثل بن إفليك بعد تجاوزه العقد الرابع وفي هذه المرحلة المهمة من مشواره الفني، بالرغم من الشائعات حول إجرائه جراحات تجميل، والانتقادات الحادة التي تعرض لها أداؤه التمثيلي، ومن ثم يتيح له هذا العمل الفرصة للرد على كل ذلك وحل جميع مشكلاته بصورة لطيفة.

ليليانا مارتينيث سكاربيلليني
الثلاثاء 15 نونبر 2016