نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


ون تو ثري فيفا لالجيري .... فرح منقطع النظير في كافة المدن الجزائرية بعد هدف عنتر الحاسم




الجزائر –انشراح سعدي - بعد أن تأجل العرس الجزائري في إستاد القاهرة ونقلت الآمال إلى إستاد المريخ بالخرطوم حقق اسود الصحراء حلم 35 مليون مشجع وتأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال لثالث مرة في تاريخه بعد مونديالي 1982 و 1986واعطى المنتخب بذلك الفوز إشارة انطلاق الأعراس بالعاصمة وكل المدن الجزائرية


موكب فرح بالعاصمة الجزائرية الليلة بعد الفوز على مصر
موكب فرح بالعاصمة الجزائرية الليلة بعد الفوز على مصر
هذا التأهيل الذي جاء بطعم الشهد المصفى في حلق كل جزائري شعر بالحنق والظلم والقلق في قاهرة المعز صوره في شوارع العاصمة ترسم أجمل لحظات الفرح المطلق والمنتظر ، وفي لحظات فقط بعد أن أنهي الحكم السيشيلي نهاية المقابلة الفاصلة التي جمعت منتخب الجزائر الوطني بنظيره المصري وإعلان التأهل إلى المونديال، اجتمع الآلاف في ساحة الشهداء كإشارة دلالية بان ما زال الجزائر رجال يفون بعهودهم إذا عاهدوا مرددين "وان ، تو، تري فيفا لالجيري" ، ساحة الشهداء بالعاصمة الجزائري تعرف عرسا لم تعرفه من قبل، وتتشكل تحت الأضواء المشتعلة فسيفساء شكله لحمة حب لهذا المنتخب ولهذا البلد

و بالآلاف بل مئات الآلاف خرجوا إلى شوراع وأزقة المدن والقرى الجزائرية التي انتظروا هذا الموعد بشغف، وقد تجلت مظاهر الفرحة والتآزر والروح الوطنية لتؤكد غيرتهم على وطنهم وإرادتهم الكبيرة في تحقيق الفوز والانتصار للألوان الوطنية، وكذا غيرة على المنتخب الوطني الذي شرفهم في كل المقابلات التي خاضها لحساب كأس إفريقيا والمونديال .

شوارع العاصمة كانت الأكثر ابتهاجا واكتظاظا بآلاف المشجعين من كل الشرائح والأعمار، حتى إن الأفراح أعلنت بالجزائر بعد إحراز الهدف الأول إلى درجة أن كثيرا من المشجعين تعرضوا لإغماءات مفاجئة.
آلاف الشباب يركضون في شارع حسيبة بن بوعلي يحتضنون الراية الوطنية يقبلونها ويهتفون "وان تو ثري فيفا لالجيري"، ويرددون الحمد لله على نتيجة المبارة الفاصلة، والشكر للسودان التي كانت فأل خير على الخضر ، وحققت آمال جماهير الجزائرية .
ففي ساحة أول تجمع مئات الشباب على وقع الأغاني الحماسية وصنعوا الفرجة بأهازيجهم وتشجيعاتهم للفريق الوطني من خلال التجمعات الاحتفالية التي أقاموها احتفالا بالنصر وانتزاع تأشيرة المونديال. وقد عبر هؤلاء عن سعادتهم الكبيرة بالتأهل.

وبساحة البريد المركزي احتشد جمهور غفير يحمل الرايات الوطنية وكلهم يرددون أغاني حماسية على وقع الطبول والزغاريد. وتجلت خلال هذه الحفلة الكبيرة كل مظاهر الوطنية وقد لفتت زغرودة إحدى العجائز اهتمام الحاضرين الذين صفقوا عليها تقديرا لها حيث أبت ورغم كبرها في السن إلا أن تشارك أبناءها فرحتهم .
من مختلف الشرائح رجال ونساء كبار وصغار كل يرقص على وتر الفرحة الجزائرية التي صنيعها صنيع زرياب حين أضاف وترا جديدا للعود.
إذن وبعد الدقائق القليلة من انتهاء المباراة التي ادخل فيها اللاعبون الجزائريون مرة أخرى إلى ساحة الكبار من جديد، في شهر نوفمبر شهر اندلاع الثورة الجزائرية ، التي عبر عنها الرئيس الجزائري عن فرحه بهذا النجاح بإيراق رسالة إلى منتخبه الذي وصف انجازه بالعظيم وقال عنهم إنهم بهروا العالم بروحهم العالية ولعبهم الممتاز واعتبر هذا الفوز فوزا للأمة العربية بأكملها وليس للجزائر، وهنأهم بكل إكبار على هذه النتائج الباهرة التي حققوها اليوم وقبل اليوم .

جاء التأهل حلو المذاق بعد الفوز الباهر على المنتخب المصري في إستاد المريخ بأم درمان بالسودان في مباراة السد الفاصلة، التي أقيمت لأول مرة في تاريخ الكرة الإفريقية، والتي لجأ إليها المنتخبان بعد التساوي في مجموع النقاط (13 نقطة) وفارق الأهداف . وسجل هدف الجزائر عنتر يحي في الدقيقة 40 من الشوط الأول.
فوز الجزائر على مصر في السودان والتأهل لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا جاء بعد مشوار ممتاز في التصفيات المزدوجة بدليل النتائج الايجابية للمنتخب الوطني منذ الدور التمهيدي حتى الدور الأخير الذي فازت فيه الجزائر وقدمت نتائج ايجابية، محتلة بذلك المركز الأول حتى آخر جولة قبل الاحتكام إلى المباراة الفاصلة.

ولم يكن أحد يتوقع تحقيق هذا الإنجاز الكبير قدر ما كان الاهتمام منصبا على التأهل إلى أمم أفريقيا بانغولا بعد غياب في دورتين سابقتين لأسباب معلومة. بيد أن الشهية تأتي دوما مع الأكل، لذلك لم يتأخر منتخبنا في إعلان “نواياه” بمنافسة المنتخب المصري على تأشيرة العبور إلى المونديال.
تأهل الجزائر تتويج سيشرف، بلا شك، الكرة العربية والإفريقية كما شرفها في مونديال82 و 86 والذي قدمت خلالهما أداء عاليا، وكان الفضل فيهما يعود للجزائر في تغيير قوانين الفيفا، خصوصا مونديال 82 وتواطؤ ألمانيا مع النمسا في المباراة الشهيرة .
ستقوم الجزائر وتصحو لأيام عديدة وهي تغني الجزائر أنت حبي أنت ساكنة في قلب عرفانا لهدية قدمها المنتخب الجزائري لكل محبيه في إستاد المريخ الذي كان فأل خير لكل الجزائريين.


انشراح سعدي
الاربعاء 18 نونبر 2009