نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


إسراف ونزوات بوتين تثير الاستياء وتفجر جدلاً واسعاً في روسيا




موسكو - بنيديكت فون إيمهوف - على عكس ما كان منتظرا وبخلاف كل التوقعات، قام الكرملين بافتتاح مهبط جديد للمروحيات، في منطقة، تم إعلانها تراثا للإنسانية من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو). وبالسؤال عن السبب والمناسبة، يتضح أنه على ما يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحرص على تحاشي الاختناقات المرورية المتكررة والتي أصبحت تمثل ظاهرة في العاصمة موسكو، وأصبح يفضل التوجه إلى محل عمله جوا بالطائرة الهليكوبتر.


إسراف ونزوات بوتين تثير الاستياء وتفجر جدلاً واسعاً في روسيا
يذكر أنه وفقا لتأكيدات المحللين السياسسين المتوافقين مع توجهات الكرملين، فإن الطرق الرئيسية التي تربط محاور العاصمة الروسية، تعاني من اختناقات مرورية متكررة، مما يخلق صعوبة كبيرة أمام حركة انتقال موكب الرئيس وحراسه، ومن ثم فإن الانتقال بالمروحية، يعتبر أحد الأسباب التي تعكس مدى تفهم الحكومة الروسية التام لمشاكل المواطنين، وفي مقدمتها تفاقم الأزمة المرورية.
 
بالرغم من ذلك فإن المدافعين عن إرث روسيا القومي وتراثها الفني الإنساني، أعلنوا احتجاجهم على المهبط المثير للجدل.
 
يشار إلى أنه في 2010 احتلت العاصمة الروسية موسكو المرتبة الثالثة في قائمة المدن الأكثر ازدحاما في العالمبعد بكين وجوهانسبرج وفقا لتقرير أعدته جريدة فاينانشال تايمز البريطانية. فبالرغم من أن غالبية سكان موسكو تتنقل بواسطة مترو الانفاق، إلا ان شغف أبناء طبقة الأثرياء الجدد، التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي  باقتناء السيارات الفارهة والتنقل بها وضع العاصمة الروسية على رأس قائمة الدول في التلوث وفي اختناقات السير وسوء التنظيم. 
 
جدير بالذكر أن مبنى الكرملين، وبالرغم من رمزيته الإيديولوجية أثناء حقبة الحرب الباردة، تم إدراجه بالفعل ضمن قائمة اليونسكو لتراث الإنسانية الثقافي، ومن ثم يحظى برعاية وحماية خاصة تتناسب مع قيمته التاريخية.  
 
وفي هذا السياق تقول خبيرة العمارة التاريخية الروسية إيرينا سايكا إنه "بموجب اتفاقية حماية التراث الثقافي، فإنه من الضروري بصورة مُلحّة إحاطة اليونسكو علما، ولكن بطبيعة الحال لم تخبر المنظمة الأممية بشئ بشأن تشييد مهبط المروحيات المثير للجدل في متنزه تاينيتسكي التاريخي".
 
 وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) قالت المتحدثة باسم اليونسكو في موسكو "إنها المرة الأولى التي تسمع فيها اليونسكو بأمر هذا المهبط". إلا أن السلطات الروسية تؤكد أن المشروع جاري تنفيذه منذ أقل من عام، علاوة على ذلك فإن جريدة "Rossiyskaya Gazeta"  "روسياكايا جازيت" المقربة من الحكومة تتحدث عن "سر متنزه تاينتسكي"، حيث تم رفع آلاف الأمتار المكعبة من التربة لزرع مئات الأشجار والسياج النباتي، وفقا لما اضطر الكرملين أن يعلن عنه الآن على مضض.
 
 من جانبها تؤكد سايكا  أن المهبط بلونيه الأخضر والأصفر، والذي يبلغ طوله أكثر من 4000 متر مربع، ليس الانتهاك الأول الذي يتعرض له التراث الثقافي في العاصمة الروسية، مشيرة إلى أنه منذ أكثر من عام، أعربت جريدة "إيسفيستايا" عن قلق منظمة اليونسكو بشأن مشروعات الإنشاءات العشوائية التي تقام في محيط مناطق محمية ثقافيا. وتنتقد الخبيرة الروسية أن كل هذه التقارير لم تغير من الأمر شيئا. 
 
تم إدراج الكرملين إلى قائمة اليونسكو الخاصة بالتراث الثقافي الإنساني عام 1990 جنبا إلى جنب مع الميدان الأحمر الشهير بالعاصمة موسكو، ولكن هذه الممارسات والانتهاكات، من الممكن ان تنتهي بالمبنى الشهير إلى قائمة المنظمة الأممية الحمراء، أو على أقل تقدير أن يفقد تصنيفه كأحد مكونات تراث البشرية الثقافي. 
 
وبالرغم من ذلك يرى المراقبون أن إجراءات التصدي لمثل هذه الممارسات قد تستغرق سنوات، خاصة وأن روسيا تعتبر من كبار ممولي أنشطة اليونسكو على مستوى العالم.   
وتوضح سايكا أن الذبذبات التي تصدر عن الهليكوبتر مع وزنها المقدر بعدة أطنان، يمكن أن يكون له تأثير بالغ الضرر على الكثير من المباني التاريخية، منتقدة قيام الرئيس بوتين باستخدام مروحية عملاقة من طراز (Mi-8) وهي من المركبات ذات الاستخدامات العسكرية.
 
على العكس من ذلك ترى مؤسسة الرئاسة الروسية أن الأمر ليس له أي أضرار أو مخاطر على الإطلاق، مؤكدة حرص الرئيس على استخدام مروحية بغرض تجنيب المرور المزيد من الاختناقات بسبب تنقلات موكبه. 
 
في هذا الإطار يوضح مسؤول مكتب الرئيس فلاديمير كوشين أنه "لم يثبت بعد أن تحليق أو هبوط مروحية الرئيس له أية آثار سلبية على مبنى الكرملين". أما ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، فيضيف أنه تم وضع مجسات وأجهزة رصد خاصة سوف تقوم بإرسال موجات تحذيرية في التوقيت المناسب بشأن أي اهتزازات.
 
 بالرغم من ذلك يطالب المدافعون عن التراث الثقافي الفني بأفعال حقيقية على الأرض، محذرين من أنها ليست المرة الأولى التي لا يعير فيها الكرملين أدنى اهتمام  لتحذيراتهم بخصوص التراث الثقافي. 
 جدير بالذكر أن قيصر روسيا الجديد، القادم من أحد أفقر الأحياء الشعبية، كان في السيعبينيات وبسبب ارتباطه بجهاز (كي جي بي) الطالب الوحيد في جامعة ليننجراد الذي يمتلك سيارة خاصة ربحها في اليانصيب، وأصبح الآن يمتلك اسطولا فاخرا من السيارات لا يركبها إلا نادرا، كما يقضي معظم الوقت في منتجع سوشي الخاص على البحر الأسود حيث يدير البلاد من هناك وكلاهما أمران محل انتقاد من جانب قطاعات كبيرة من المواطنين.

بنيديكت فون إيمهوف
الاحد 9 يونيو 2013